حثّ رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عائلات الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة للعمل على إقناع المحكمة الجنائية الدولية بالعدول عن إصدار مذكرات اعتقال ضده وضد غيره من كبار المسؤولين والقادة العسكريين في دولة الاحتلال.
وبحسب تقرير نشرته القناة العبرية 12، فقد اتصل نتنياهو بمكتب لجنة عائلات الأسرى والمفقودين، وهي هيئة أنشأتها عائلات الأسرى المحتجزين في قطاع غزة منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وطلب منهم توظيف علاقاتهم مع المحكمة الجنائية الدولية للضغط نيابة عنه وعن المعرضين لخطر الاستهداف بسبب عدوان الاحتلال على غزة.
وكانت نحو 100 عائلة من الأسرى قد توجهت في شباط/فبراير إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية، لرفع دعوى قضائية ضد كبار مسؤولي حركة حماس، حيث ذكرت القناة الإخبارية 12 أن علاقات “ودية” نشأت بين بعض العائلات التي سافرت إلى لاهاي بهولندا ومدعي المحكمة المحامي البريطاني كريم خان.
وبعد أن علم نتنياهو بهذا الارتباط، طلب من لجنة عائلات الأسرى والمفقودين إقناع كريم خان بالتخلي عن أي خطط إصدار مذكرات اعتقال ضد مسؤولين من دولة الاحتلال.
ووصفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية خطوة نتنياهو بأنها “مناشدة غريبة جداً”، سيما وأنه بات من المعلوم أنه يشعر بقلق شديد بشأن احتمال إصدار أوامر الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، ويتبع كل السبل الدبلوماسية الممكنة لتجنب ذلك.
وقالت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن مصادر مطلعة أبلغتها أنه “من المقرر” أن يصدر كريم خان مذكرات الاعتقال “ربما في وقت مبكر من هذا الأسبوع”.
وذكرت تقارير أخرى في وسائل إعلام الاحتلال أن القلق يساور المحامين الإسرائيليين الذين يخشون من أن تكون مذكرات الاعتقال قد صدرت سراً بالفعل دون إشعار المسؤولين في دولة الاحتلال بها إلا بعد وصولهم إلى الدول الأوروبية.
وقال مصدر تحدث إلى موقع واي نت العبري أن نتنياهو كان يستخدم تكتيكات “التهديد” ضد كريم خان، في حين ذكرت صحيفة معاريف أن نتنياهو “خائف ومتوتر بشكل غير عادي” من احتمال صدور مذكرة اعتقال وشيكة.
ويسعى المسؤولون في دولة الاحتلال للحصول على تأكيدات من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن البيت الأبيض سيتدخل لمنع اتخاذ أي إجراء من المحكمة الجنائية الدولية، حيث أعلنت واشنطن أن المحكمة الجنائية الدولية لا تملك سلطة ملاحقة قادة الاحتلال.
وفي مقطع فيديو مرفق بتغريدة تحت عنوان “عليك أن تسمع هذا لتصدقه”، قال نتنياهو أن إصدار أوامر اعتقال ضد قادة الاحتلال باعتبارهم “مجرمي حرب” سيكون “فظاعة ذات أبعاد تاريخية”.
وتابع نتنياهو إنه بينما نشأت هيئات مثل المحكمة الجنائية الدولية “في أعقاب المحرقة التي ارتكبت ضد الشعب اليهودي” فإن المحكمة الدولية “تحاول الآن وضع إسرائيل في قفص الاتهام”.
ومضى يقول: “إنها تحاول وضعنا في قفص الاتهام بينما ندافع عن أنفسنا ضد إرهابيي وأنظمة الإبادة الجماعية، إيران بالطبع التي تعمل علناً على تدمير الدولة اليهودية الوحيدة”.
واعتبر نتنياهو أن “وصف قادة إسرائيل وجنودها بأنهم مجرمي حرب سيصب الوقود على نيران معاداة السامية، تلك الحرائق المشتعلة بالفعل في الجامعات الأمريكية وفي جميع العواصم حول العالم”، قبل أن يصف جيش الاحتلال بأنه “أحد أقوى الجيوش في العالم وأكثرها أخلاقية”.
وكان أكثر من 34,568 فلسطينياً قد استشهدوا على يد جيش الاحتلال في غزة خلال الأشهر الستة الماضية، وأصيب ما لا يقل عن 77,765 شخصاً، فيما يقدر عدد الشهداء الذين اختفت جثثهم تحت الأنقاض بنحو 10,000، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية والدفاع المدني في غزة.
وتعقيباًً على تقارير القناة 12 العبرية، قالت المحكمة الجنائية الدولية أن مكتب المدعي العام يجري تحقيقاً مستمراً ومستقلاً فيما يتعلق بالوضع في فلسطين.