أعلن عشرة من كبار خبراء الأمم المتحدة أن هناك ما يكفي من دلائل على أن الاحتلال منخرط في “حملة تجويع مهدفة” في قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان أصدره الخبراء يوم الثلاثاء حول معايناتهم للوضع بعد تسعة أشهر من حصار الاحتلال شبه الكامل للمساعدات الإنسانية.
وقال الخبراء: “نعلن أن حملة التجويع المتعمدة والمُهدَّفة التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هي شكل من أشكال عنف الإبادة الجماعية وأدت إلى المجاعة في جميع أنحاء غزة”.
ودعا الخبراء في بيانهم المجتمع الدولي “إلى إعطاء الأولوية لتسليم المساعدات الإنسانية عن طريق البر بأي وسيلة ضرورية، وإنهاء الحصار الإسرائيلي وإرساء وقف إطلاق النار”.
ومن بين مصدري البيان كل من مايكل فخري، المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء وفرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، وبولا جافيريا بيتانكور، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخلياً.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 33 طفلاً على الأقل، معظمهم في شمال غزة، قد استشهدوا بسبب سوء التغذية منذ بدء عدوان الاحتلال في تشرين الأول/أكتوبر.
واستشهد الخبراء العشرة في مجال حقوق الإنسان باستشهاد ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة عشر وتسعة شهور وستة أشهر بسبب سوء التغذية في خان يونس ودير البلح منذ نهاية أيار/مايو، مما دفعهم إلى التأكيد على أن المجاعة واقعة الآن.
وقال الخبراء: “مع وفاة هؤلاء الأطفال من الجوع على الرغم من العلاج الطبي في وسط غزة، فلا شك أن المجاعة انتشرت من شمال غزة إلى وسطها وجنوبها”.
من جهتها، وصفت البعثة الدبلوماسية التابعة للاحتلال في جنيف بيان الخبراء بأنه “معلومات مضللة”.
وقالت البعثة: “لقد كثفت إسرائيل باستمرار تنسيقها ومساعدتها في توصيل المساعدات الإنسانية عبر قطاع غزة، وربطت مؤخراً خط الكهرباء الخاص بها بمحطة تحلية المياه في غزة”.
وكان تقرير أصدرته مجموعة مستقلة من الخبراء تُعرف باسم شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، Fews Net، قد حذر في حزيران/يونيو من أن المجاعة في غزة ربما بدأت منذ نيسان/أبريل.
ورجح التقرير أن تستمر المجاعة حتى تموز/يوليو “إذا لم يحدث تغيير جوهري في كيفية توزيع المساعدات الغذائية والوصول إليها بعد دخولها إلى القطاع”.
وفي الوقت نفسه، تواصل دولة الاحتلال إغلاق معبر رفح مع مصر، وتقييد دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم إلى جنوب غزة.
ويقول التقرير: “إن وصول السكان إلى المساعدات الغذائية المتاحة واستخدامهم لها لم يكن كافياً لتلبية مستوى الحاجة حتى الآن، ويجب بذل المزيد من الجهود على الفور لضمان توزيع المساعدات الغذائية الإنسانية بشكل فعال بمجرد دخولها إلى غزة”.
هذا وأجرت شبكة Fews Net ومقرها الولايات المتحدة تحليلها للمجاعة في غزة على أساس ثلاثة شروط يجب تلبيتها وهي استهلاك الغذاء، وسوء التغذية الحاد، والوفيات.
وخلصت إلى أن ارتفاع معدلات الوفيات في القطاع المحاصر يرتبط بشكل مباشر بمستويات المجاعة “القريبة”، وأن معدلات سوء التغذية “المرتفعة للغاية” بين الأطفال ستؤدي إلى تأثيرات فسيولوجية شديدة.
وخلص التقرير إلى أنه تم الوصول إلى عتبات المجاعة في شمال غزة في نيسان/أبريل.