الجوع يفتك بأرواح الفلسطينيين في غزة والحرب تعيق الإعلان الرسمي عن المجاعة 

خلص تقرير حديث حول الأمن الغذائي إلى أن أهالي قطاع غزة بمن فيهم الأطفال باتوا يموتون لأسباب تتعلق بالجوع، بغض النظر عما إذا كان القطاع المحاصر قد بلغ حد المجاعة أم لا.

وحذر التقرير الذي أصدرته شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS Net) من احتمالية أن تكون غزة قد وقعت تحت المجاعة منذ نيسان/أبريل.

ورجح التقرير أن يستمر هذا التقييم حتى تموز/يوليو على الأقل، “إذا لم يحصل تغيير جوهري في كيفية توزيع المساعدات الغذائية والوصول إليها بعد دخولها إلى القطاع”.

يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال إغلاق معبر رفح مع مصر وتقييد دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم إلى جنوب غزة.

ويقول تقرير الشبكة المكونة من مجموعة مستقلة من الخبراء أن: “وصول السكان إلى المساعدات الغذائية المتاحة واستخدامهم لها لم يكن كافياً لتلبية مستوى الحاجة حتى الآن”.

وأوصى التقرير بوجوب “القيام بالمزيد من العمل على الفور لضمان توزيع المساعدات الغذائية الإنسانية بشكل فعال بمجرد دخولها إلى غزة”.

ويوم الثلاثاء، نشر مارتن غريفيث، منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، على موقع X، أن “توصيل المساعدات في غزة أصبح مستحيلاً تقريباً”، ودعا إلى إعادة فتح جميع المعابر الحدودية على الفور، وتوفير إمكانية الوصول الآمن وبلا إعاقة للمساعدات.

هذا وأجرت شبكة FEWS Net ومقرها الولايات المتحدة تحليلها حول المجاعة في غزة على أساس ثلاثة شروط يجب تلبيتها في منطقة واحدة، وهي استهلاك الغذاء، وسوء التغذية الحاد، والوفيات. 

وخلصت الشبكة إلى أن الارتفاع الكبير في معدلات الوفيات في القطاع المحاصر مرتبط بشكل مباشر بمستويات المجاعة “الوشيكة”، وأن معدلات سوء التغذية “المرتفعة للغاية” بين الأطفال ستؤدي إلى تأثيرات فسيولوجية شديدة، مؤكدةً أن سكان شمال القطاع بلغوا عتبات المجاعة في نيسان/أبريل. 

أزمة في جنوب غزة

ويشير التقرير إلى “أزمة” في جنوب قطاع غزة حيث نقل عدوان الاحتلال الذي بدأ في أوائل أيار/مايو “الجنوب إلى حالة طوارئ وكارثة” من المرجح أن تستمر حتى تموز/يوليو. 

ورغم ذلك فإن الوضع يبدو أكثر اعتدالاً في الجنوب مما هو عليه في الشمال، حيث يسلط تقرير Fews Net الضوء على تسليم مساعدات غذائية أكثر في الجنوب مقارنة بالشمال.

وأشارت تقارير توزيع الغذاء في آذار/مارس ونيسان/أبريل إلى ارتفاع نسبي في وصول العائلات إلى المساعدات الغذائية”، كما تشير البيانات المتعلقة بسوء التغذية إلى أن مستويات المجاعة أقل بكثير من الحد الأدنى.

ومع ذلك، فإن الانقطاع واسع النطاق للمساعدات في رفح، ونزوح نحو 800 ألف شخص، قد يؤدي إلى مجاعة بعد تموز/يوليو.

الحرب تعيق البحث

هذا وقامت لجنة مراجعة الأغذية (FRC) التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، بمراجعة النتائج الأولية التي أصدرتها FEWS Net، لكنها خلصت إلى أنه لا توجد بيانات كافية لتأكيد أو نفي المعلومات الواردة في التقرير.

وقالت اللجنة: “إن مجلس البحوث في حالات الطوارئ لا يجد تحليل شبكة FEWS معقولاً نظراً لعدم اليقين وعدم التقارب بين الأدلة الداعمة المستخدمة في التحليل، وبالتالي، فإن المجلس غير قادر على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت عتبات المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل) قد تم تجاوزها في نيسان/أبريل أم لا”.

وأضاف التقرير أن “الصراع والقيود المفروضة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية” أديا إلى عرقلة البحث”. 

ولكن التقرير النهائي يشير إلى “الأدلة المتاحة والفجوات المعروفة في المعلومات”، ويذكر أن العتبات الثلاث للمجاعة “ممكنة”، إن لم تكن محتملة.

يذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل لا يعتمد على جمع البيانات ذاتياً، بل على جهود الشركاء العاملين على الأرض لإنتاج المعلومات المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية والوفيات وتناول السعرات الحرارية.

ثم يقوم التصنيف المرحلي المتكامل بتحليل هذه البيانات وتقييمها على أساس مقياس من خمس مراحل، حيث تشكل المرحلة الثالثة أزمة غذائية، والمرحلة الرابعة حالة طوارئ، والمرحلة الخامسة “كارثة” أو مجاعة.

وكانت المنظمات غير الحكومية والنقابات المهنية الفلسطينية قد أعلنت في 29 أيار/مايو أن قطاع غزة المحاصر أصبح الآن “منطقة مجاعة”، وذلك في مؤتمر عقده في رام الله أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية في دير البلح.

وقال الشوا أن الوضع المتدهور في غزة يزداد سوءاً بسبب “القصف الوحشي الذي لا يرحم من قبل طائرات الاحتلال الحربية”.

وقال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي في غزة، إن خطر المجاعة عاد إلى شمال القطاع مع استمرار الاحتلال في تقييد دخول المساعدات من جميع المعابر، مؤكداً أن جهود الإغاثة لا تزال أقل بكثير من الحد الأدنى من الاحتياجات.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة