” خذيني تعالي ” .. آخر كلمات الطفلة هند الذي أصبح مصيرها مجهول

بقلم هبة ناصر

ترجمة وتحرير نجاح خاطر

ما زال الغموض يكتنف مصير المسعفين الفلسطينيين الذين توجهوا لإنقاذ طفلة في الخامسة من عمرها بعد أن علقت وسط أفراد عائلتها الشهداء في مركبة تحاصرها القوات الإسرائيلية، حيث أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الجمعة بأنها لم تتلق أي معلومةٍ عن فريق الإنقاذ منذ خمسة أيام.

وتم إرسال كلٍ من يوسف زينو وأحمد المدهون، يوم الاثنين، لإنقاذ هند رجب، بعد أن تمكنت طفلة من أقاربها محتجزة معها من الاتصال بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء احتجازهما في سيارة تحت النيران الإسرائيلية، مع جثث ستة من أفراد عائلتها، بالقرب من محطة بنزين في مدينة غزة.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنها فقدت وبشكل سريع الاتصال بالطاقم معربةً عن “قلقها العميق” على سلامة طاقم الإسعاف المفقود وعلى سلامة الطفلة التي توجهوا لإنقاذها.

وقالت وسام رجب والدة الطفلة هند أن العائلة قررت النزوح عندما اقتربت الدبابات من المنطقة التي كانوا يقيمون فيها.

وبسبب سوء الأحوال الجوية، وضعت وسام ابنتها في السيارة مع عمها وزوجته وأطفالهما، في حين نزح باقي أفراد الأسرة، بمن فيهم جدة هند سيراً على الأقدام.

وأوضحت رجب: “سمعنا إطلاق نار وهربنا من المنطقة، اتصلنا بالهلال الأحمر وأخبرناهم أن السيارة تعرضت لإطلاق نار”.

كانت رجب تظن أن من كانوا في السيارة قد استشهدوا جميعًا حتى تلقت اتصالاً من ليان حمادة، ابنة عمها البالغة من العمر 15 عامًا، تقول لها ” أنا وهند جريحتان وكل عائلتي ماتت، لا أريد أن أموت، من فضلكم اتصلوا بالإسعاف لإنقاذنا أنا خائفة، الدبابات على بعد 500 متر مني”.

انقطع الخط، فظنت رجب أن ليان وهند قد قُتلتا، لكنها عندما اتصلت مرة أخرى، ردت هند وقالت: “أنا على قيد الحياة لكن ليان استشهدت، أمي أنا خائفة كلهم ماتوا تعالي وخذيني”.

أما الجدة فتقول أن هند أخبرتهم أن ليان أصيبت برصاصة في رأسها وكانت مضرجة بالدماء، مضيفةً: ” قلنا لها غطي وجه ليان ولا تنظري إليها، واجلسي على أرضية السيارة واختبئي، أنت فتاة شجاعة”.

“ماما، أنا خائفة من الظلام، جميعهم ماتوا. تعالوا خذوني” – هند، 5 سنوات

ووفقاً للجدة، فقد كانت العائلة وهند تجريان مكالمة ثلاثية مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث تذكرت الجدة أن هند قالت أنها كانت تتألم، وأنها قد أصيبت في ذراعها وساقها وظهرها، فحاولت الجدة طمأنة حفيدتها بإخبارها أن سيارة الإسعاف قريبة منها.

ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيلاً صوتياً للمكالمة الهاتفية، يمكن خلاله سماع مناشدات هند الأخيرة وسط أصوات إطلاق النار، حيث قالت: ” أنا خائفة من الظلام، تعالوا و خذوني”.

وبحسب الجدة فقد قالت هند: “لا تتركوني فأنا أشعر بالبرد والجوع والخوف”.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن فريق الإنقاذ كان على بعد 15 دقيقة من هند وأنهم كانوا يبحثون عنها، ولكن الاتصال بهم قطع بعد ذلك.

“فتاة صغيرة تواجه الجيش”

وقالت رنا الفقيه، مندوبة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي ظلت تتحدث عبر الهاتف إلى هند لمدة ثلاث ساعات، لرويترز إنها شعرت “بالعجز الكامل” أثناء المكالمة.

وقالت: ” قلت لها إذا حل الليل قبل أن يصلك المنقذون أغمضي عينيك وقومي بالعد، كنت أحاول التظاهر بأننا نلعب الغميضة”.

أما جدة هند فقالت وهي تبكي: ” أظل أقول لنفسي إنها لا تزال على قيد الحياة، هند تبلغ من العمر خمس سنوات فقط، إنها ذكية للغاية، وجميع معلميها وأصدقائها يحبونها”.

ودعت الجدة المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان إلى العمل للعثور على هند، مضيفةً: ” هند متعبة، أرجوكم أنقذوها فهي طفلة صغيرة تواجه جيشاً”.

وكانت المنظمات والناشطون ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي قد عمدوا إلى مشاركة صور هند والتسجيلات الصوتية المتعلقة بقصتها ضمن وسم #أين_الهند؟

ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على موقع X أين هند؟ وأين يوسف وأحمد؟ هل لا يزالون على قيد الحياة؟ نريد أن نعرف مصيرهم”.

ونشرت حملة التضامن الأيرلندية مع فلسطين على موقع X ” لقد قُتلت عائلة هند من حولها وطاقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذي ذهب لإنقاذها مفقود، أين الصرخات من أجل سلامتهم؟ 

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة