أضرمت قوات الاحتلال اليوم الخميس النار في سوق الخضار الرئيسي بمدينة رام الله والبيرة بالضفة الغربية المحتلة، مما أدى إلى تدمير عشرات المحلات التجارية للفلسطينيين وتسبب في خسائر بملايين الشواقل.
وداهمت قوات الاحتلال المدينة فجراً، وأطلق عناصرها الذخيرة الحية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع في المناطق السكنية والسوق المحلي، المعروف محلياً باسم الحسبة.
واشتعلت النيران في عربات خشبية وانتشرت في أنحاء السوق والمباني التجارية المجاورة، مما أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل وتدمير أكثر من 100 كشك ومتجر.
وقال القائم بأعمال رئيس بلدية البيرة روبين الخطيب لوسائل إعلام محلية أن الخسائر الأولية الناجمة عن الدمار الذي تسبب به الحريق تقدر بعشرات الملايين من الشواكل.
وذكر الخطيب أن قوات الاحتلال منعت رجال الإطفاء من الوصول إلى السوق لنحو ساعة، ما أدى إلى انتشار النيران.
من جهته، أوضح موسى مربوع وهو صاحب أحد المرافق التجارية التي دمرها الحريق في بناية المالكي أن خسائره وحده لا تقل عن 2.5 مليون شيكل (671700 دولار).
وأضاف: “النار التهمت المحال التجارية للملابس والألعاب والأحذية، وكلها كانت قريبة من بعضها البعض، مما سهل انتشار الحريق”.
وبحسب مربوع فإن الحريق دمر الطابق الأرضي والأول والثاني من المجمع المجاور لسوق الخضار.
” لا أعرف ماذا أفعل، كل شيء يشبه الكابوس ولا أستطيع أن أصدق ما حدث، لقد اختفى عملي لسنوات عديدة في لحظات” – موسى مربوع، صاحب عمل
وتضرر ما لا يقل عن 34 بائعاً بالحريق الذي اندلع في مجمع المالكي ومئات المحال في سوق الخضار.
وأكد مربوع أن رجال الإطفاء واصلوا العمل لإخماد الحريق في الطابق الأرضي إلى ما بعد الظهر.
بدوره، ذكر مهند عدوة، وهو صاحب محل لبيع الملابس والأحذية، أن خسائره تصل إلى 350 ألف شيكل (94 ألف دولار).
وكان المتجر الذي يعمل به منذ 17 عاماً يعيل عائلته المكونة من ستة أفراد وعائلة شقيقه المكونة من سبعة أفراد.
وقال: “لقد جهزنا واشترينا بضائع العيد ولم نرتبها بعد، لكن الحريق دمر كل شيء”، في إشارة إلى عطلة عيد الأضحى المقبلة.
وعندما سمع عدوة عن الحريق، حاول هو وشقيقه الوصول إلى المنطقة، لكن قوات الاحتلال منعتهم كما منعت غيرهم من الاقتراب.
وأردف: “عندما نجحنا بالوصول إلى المكان أخيراً، كانت النار ضخمة والتهمت كل شيء، فلم نتمكن من إخمادها، ووقفنا عاجزين”.
وقال مجد أبو رية أن الدخان استمر في التصاعد من مبنى المركز التجاري المحترق حول السوق لساعات طويلة.
وأضاف: “كلما اقتربت أكثر، أصبحت رائحة الخضار والأطعمة المحترقة أقوى”.
ومضى يقول: “الجميع في المنطقة مخدرون تماماً، لكنهم يقولون أن كل ما لحق بهم من سوء لا يقارن بما يحدث في غزة”.
وأفاد مراسل الجزيرة في مكان الحادث أن أكشاك بعض الباعة التي احترقت فب السوق هي مصدر دخلهم الوحيد.
وجاء الهجوم كجزء من موجة مداهمات شنتها قوات الاحتلال فجراً في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، حيث اقتحمت أيضاً مكاتب صرف العملات وصادرت مقتنيات منها واعتقلت العديد من العاملين فيها.
وداهمت قوات الاحتلال بشكل متكرر محلات الصرافة في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي 11 مايو/أيار، اقتحم جيش الاحتلال 11 محلاً للصرافة وصادر أكثر من مليون دولار، في كين خسرت العديد من شركات الصرافة حوالي 300 ألف دولار في مداهمات مماثلة خلال كانون الأول/ديسمبر.