خطة إسرائيل لـ “السيطرة الكاملة” على غزة تبشر بنكبة جديدة في الضفة… هذا ما يرعب الغرب اليوم

بقلم جوناثان كوك

ترجمة وتحرير مريم الحمد

إذا كنت تعتقد أن العواصم الغربية قد بدأ ينفد صبرها إزاء هندسة إسرائيل للمجاعة في غزة بعد عامين تقريباً من الإبادة الجماعية، فقد تشعر بخيبة أمل، فالأحداث استمرت في المضي قدماً، حتى لو لم ينحسر الجوع الشديد وسوء التغذية الذي يعاني منه سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.

يعرب القادة الغربيون الآن عن “غضبهم”، كما تسميها وسائل الإعلام، إزاء خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “للسيطرة الكاملة” على غزة و”احتلالها”، وفي مرحلة ما في المستقبل، يبدو أن إسرائيل مستعدة لتسليم القطاع إلى قوى خارجية غير مرتبطة بالشعب الفلسطيني. 

لقد وافقت الحكومة الإسرائيلية على الخطوة الأولى وهي الاستيلاء على مدينة غزة، حيث يتجمع مئات الآلاف من الفلسطينيين تحت الأنقاض، ويموتون جوعاً، وسوف يتم تطويق المدينة وإخلاء سكانها وتدميرها بشكل ممنهج، ومن المفترض أن يتم اقتياد الناجين جنوباً إلى “مدينة إنسانية”، المصطلح الإسرائيلي الجديد لمعسكر الاعتقال، حيث يتم احتجازهم في انتظار الموت أو الطرد. 

غزة اليوم في حالة خراب، وسوف يستغرق إعادة إعمارها عقوداً، ومع ذلك، فجأة، لاحظت العواصم الغربية أن آخر بقايا الدولة الفلسطينية المقترحة على وشك أن تبتلعها إسرائيل أيضاً

من جهة أخرى، أصدر وزراء خارجية المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وأستراليا ودول غربية أخرى بياناً مشتركاً يدين هذه الخطوة، محذرين من أنها “سوف تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي وتعرض حياة الرهائن للخطر وتزيد من خطر النزوح الجماعي للمدنيين”.

من الواضح أن ألمانيا، الداعم الأكثر حماسة لإسرائيل في أوروبا وثاني أكبر مورد لها في الأسلحة، تشعر بالفزع الشديد حتى أنها تعهدت “بتعليق” شحنات الأسلحة التي ساعدت إسرائيل على قتل وتشويه مئات الآلاف من الفلسطينيين على مدى الأشهر 22 الماضية، ومن غير المرجح أن يشعر نتنياهو بالانزعاج، كما أن مما لا شك فيه أن واشنطن سوف تتدخل وتعوض أي تباطؤ في الدولة العميلة الرئيسية لها في الشرق الأوسط الغني بالنفط.

من ناحية أخرى، فقد نجح نتنياهو مرة أخرى في تحويل تركيز الغرب، والذي جاء متأخراً للغاية، عن الدليل على أعمال الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل من هياكل الأطفال العظمية إلى قصة مختلفة تماماً.

تتناول الصفحات الأولى للصحافة الغربية استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي في إطلاق “عملية برية” أخرى، ومدى الرد الذي يتلقاه من قادته العسكريين وما هي التداعيات التي سوف تكون على الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع، وما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد أصبح الآن منهكاً فوق طاقته وما إذا كان من الممكن “هزيمة” حماس و”نزع السلاح” من غزة.

دعونا نعود الآن مرة أخرى إلى التحليلات اللوجستية للإبادة الجماعية، التحليلات التي تتجاهل مقدماتها الإبادة الجماعية نفسها، ألا يشكل ذلك جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية نتنياهو؟!

حياة وموت

قد يكون من الصدمة أن يتم استفزاز ألمانيا لحملها على وقف تسليح إسرائيل، ليس بسبب صور أطفال غزة والتي تحاكي تلك التي التقطت في أوشفيتز، بل فقط لأن إسرائيل أعلنت أنها تريد “السيطرة” على غزة. 

تجدر الإشارة، بطبيعة الحال، إلى أن إسرائيل لم تتوقف قط عن السيطرة على غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، في انتهاك لأساسيات القانون الدولي كما قضت محكمة العدل الدولية العام الماضي، فقد كانت لإسرائيل سيطرة مطلقة على حياة ووفيات سكان غزة كل يوم منذ احتلالها للقطاع الساحلي الصغير قبل عقود عديدة. 

في هذا السياق، فإن ما حصل في 7 أكتوبر عام 2023، كان انطلاق آلاف المقاتلين الفلسطينيين من معسكر الاعتقال المحاصر الذي عانوا منه هم وعائلاتهم بعد أن أسقطت إسرائيل حراستها مؤقتاً، فقد كانت غزة منذ فترة طويلة سجناً يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي بشكل غير قانوني براً وبحراً وجواً، ويحدد من يمكنه الدخول إليه والخروج منه. 

قامت إسرائيل بخنق اقتصاد غزة، ووضعت سكان القطاع “على نظام غذائي” أدى لسوء تغذية بين أطفال غزة وذلك قبل فترة طويلة من حملة المجاعة الحالية، فبعد أن كانوا محاصرين خلف سياج شديد العسكرة منذ أوائل التسعينيات وغير قادرين على الوصول إلى مياههم الساحلية، ومع قيام الطائرات الإسرائيلية بدون طيار بمراقبتهم باستمرار وتمطرهم الموت من الجو، نظر سكان غزة إلى غزة على أنها معسكر اعتقال حديث. 

أما ألمانيا وبقية دول الغرب، فلم تمانع يوماً في دعم كل ذلك، فقد استمروا في بيع الأسلحة لإسرائيل ومنحها وضعاً تجارياً خاصاً وتوفير غطاء دبلوماسي لها. 

وفي اللحظة التي توصلت فيها إسرائيل إلى نتيجة منطقية فيما يتعلق بأجندتها الاستعمارية الاستيطانية المتمثلة في استبدال الشعب الفلسطيني الأصلي باليهود، شعر الغرب بأن الوقت حان للتنفيس عن “غضبه” بالخطابات!

خدعة حل الدولتين

لماذا التراجع الآن في الموقف الغربي؟ يرجع ذلك جزئياً إلى أن نتنياهو قد سحب البساط من تحت ذريعتهم التي طالما دعموا إجرام إسرائيل بسببها، وهي حل الدولتين حيث تآمرت إسرائيل في هذه الخدعة الغربية بتوقيع اتفاقيات أوسلو في منتصف التسعينيات. 

لم يكن الهدف قط تحقيق حل الدولتين، بل قامت أوسلو بخلق “أفق دبلوماسي” لقضايا الوضع النهائي، والذي ظل دائماً بعيداً مهما كانت الحركة الظاهرية على الأرض كبيرة.

قبل أيام، روجت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، لنفس هذا الخديعة عندما أخذت تمجد فضائل حل الدولتين، فقالت لسكاي نيوز: “رسالتنا إلى الشعب الفلسطيني واضحة للغاية فهناك أمل في الأفق”.

لقد فهم كل فلسطيني رسالتها الحقيقية، والتي يمكن إعادة صياغتها على النحو التالي: “لقد كذبنا عليكم حول حل الدولة الفلسطينية لعقود من الزمن وسمحنا للإبادة الجماعية أن تحصل أمام أعين العالم على مدى العامين الماضيين، ولكن مهلاً، ثقوا بنا هذه المرة فنحن إلى جانبكم”.

الحقيقة أن الغرب كان ينظر إلى الوعد بإقامة دولة فلسطينية باعتباره مجرد تهديد موجه إلى القادة الفلسطينيين، ويجب على المسؤولين الفلسطينيين أن يكونوا أكثر طاعة وهدوءاً، فقد كان عليهم أولاً أن يثبتوا استعدادهم لمراقبة الاحتلال الإسرائيلي نيابة عن إسرائيل من خلال قمع شعبهم. 

لقد تصور الزعماء الغربيون أن قيام دولة فلسطينية مشروط بأن تكون منزوعة السلاح، ويعتمد الاعتراف هذه المرة على موافقة حماس على نزع سلاحها وخروجها من غزة، مما يترك لعباس ليتولى المسؤولية عن القطاع ويواصل على الأرجح المهمة “المقدسة” المتمثلة في “التعاون” مع الجيش الإسرائيلي الذي يمارس الإبادة الجماعية!

بطبيعة الحال، فشلت حماس في هذا الاختبار في غزة، لكن محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بذل قصارى جهده لطمأنة ممتحنيه، ووصف ما يسمى بـ “تعاون” قواته الأمنية المسلحة تسليحاً خفيفاً مع إسرائيل بأنه “مقدس” ولكن في الواقع، هم هناك للقيام بأعمال إسرائيل القذرة. 

رغم ما قدمته السلطة للغرب، فقد استمرت إسرائيل في طرد الفلسطينيين من أراضيهم، ثم سرقة تلك الأرض التي كان من المفترض أن تشكل أساس الدولة الفلسطينية وتسليمها إلى المستوطنين اليهود المتطرفين المدعومين من الجيش الإسرائيلي.

لقد حاول الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وقف ما يسميه الغرب بشكل مضلل “التوسع الاستيطاني” اليهودي، ففي واقع الأمر، هو تطهير عرقي للفلسطينيين، ولكنه تراجع عند أول إشارة تعنت من قِبَل نتنياهو. 

لقد كثفت إسرائيل عملية التطهير العرقي في الضفة الغربية المحتلة بشكل أكثر عدوانية على مدى العامين الماضيين، في حين كان الاهتمام العالمي منصباً على غزة، فقد تم تسليط الضوء على نافذة صغيرة على الإفلات من العقاب الممنوح للمستوطنين خلال ممارستهم للعنف لإخلاء المجتمعات الفلسطينية، وذلك عندما نشرت منظمة بتسيلم لقطات للناشط الفلسطيني عودة الهذالين وهو يصور، عملية قتله بالصدفة. 

تم إطلاق سراح المستوطن المتطرف ينون ليفي الذي قتل الناشط الهذالين بحجة الدفاع عن النفس، رغم وضوح استهدافه للناشط الفلسطيني في الفيديو.

انتهاء الأعذار

من الملاحظ أن الزعماء الغربيين، بعد أن توقفوا عن الإشارة إلى الدولة الفلسطينية لسنوات عديدة، عادوا إلى الحديث عنها الآن، حيث تعمل إسرائيل على جعل حل الدولتين غير قابل للتحقيق.

لقد تم توضيح ذلك بيانياً من خلال اللقطات التي بثتها قناة ITV هذا الشهر، فقد أظهرت الصورة التي تم تصويرها من طائرة مساعدات الدمار الشامل لغزة، حيث دمرت منازلها ومدارسها ومستشفياتها وجامعاتها ومخابزها ومتاجرها ومساجدها وكنائسها. 

غزة اليوم في حالة خراب، وسوف يستغرق إعادة إعمارها عقوداً، ومع ذلك، فجأة، لاحظت العواصم الغربية أن آخر بقايا الدولة الفلسطينية المقترحة على وشك أن تبتلعها إسرائيل أيضاً، فقررت ألمانيا تحذير إسرائيل مؤخراً من أنها يجب ألا تتخذ “أي خطوات أخرى نحو ضم الضفة الغربية”.

يسير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في طريقه الخاص، ولكن هذه هي اللحظة التي بدأت فيها القوى الغربية الكبرى الأخرى بقيادة فرنسا وبريطانيا وكندا، التهديد بالاعتراف بدولة فلسطينية حتى مع محو إسرائيل إمكانية قيام مثل هذه الدولة!

لقد أعلنت أستراليا أنها سوف تنضم إلى الدول الغربية أعلاه هذا الأسبوع بعد أن صرح وزير خارجيتها محذراً: “هناك خطر ألا تبقى فلسطين للاعتراف بها إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لخلق هذا الطريق إلى حل الدولتين”.

هذا أمر لا يجرؤ الغرب على تأييده، لأنه مقترن بذريعة دعمهم طوال هذه السنوات لدولة الفصل العنصري في إسرائيل، والتي دخلت الآن المراحل النهائية من الإبادة الجماعية في غزة، ولهذا السبب، فقد غير رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مساره في الآونة الأخيرة، وبدلاً من التلويح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزرة تشجع الفلسطينيين على أن يكونوا أكثر طاعة، استخدمها كتهديد أجوف ضد إسرائيل.

ستارمر سوف يعترف بالدولة الفلسطينية إذا رفضت إسرائيل الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة ومضت في ضم الضفة الغربية، أو بمعنى آخر، فقد أيد ستارمر الاعتراف بدولة فلسطين بعد أن مضت إسرائيل قدماً في محوها بالكامل!

امتيازات مكتسبة

من ناحية أخرى، لم يأتِ التهديد بالاعتراف من جانب فرنسا وبريطانيا بعد فوات الأوان ببساطة، بل إن ذلك يخدم غرضين آخرين.

يمكن إعادة تصميم غزة الفارغة بالمثل، ولكن من الأصعب كثيراً أن نتصور أن العالم هذه المرة سوف ينسى أو يغفر الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل أو أولئك الذين مكنوا إسرائيل من ارتكابها

أولاً، أنه يوفر ذريعة جديدة للتقاعس عن العمل، فهناك الكثير من السبل الأكثر فعالية التي يمكن للغرب استخدامها لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، ويمكن للعواصم الغربية أن تحظر مبيعات الأسلحة وتوقف تبادل المعلومات الاستخبارية وتفرض عقوبات اقتصادية وتقطع العلاقات مع المؤسسات الإسرائيلية وتطرد السفراء الإسرائيليين وتخفض العلاقات الدبلوماسية، فهم يختارون عدم القيام بأي من هذه الأشياء.    

ثانياً، يهدف الاعتراف إلى انتزاع “تنازلات” من الفلسطينيين تجعلهم أكثر عرضة للعنف الإسرائيلي، فوفقاً لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: “إن الاعتراف بدولة فلسطين اليوم يعني الوقوف مع الفلسطينيين الذين اختاروا اللاعنف والذين نبذوا الإرهاب وهم على استعداد للاعتراف بإسرائيل”.

بعبارة أخرى، من وجهة نظر الغرب، فإن “الفلسطينيين الطيبين” هم أولئك الذين يعترفون بأن الدولة ترتكب الإبادة الجماعية ضدهم ويستسلمون لها.   

لقد تصور الزعماء الغربيون أن قيام دولة فلسطينية مشروط بأن تكون منزوعة السلاح، ويعتمد الاعتراف هذه المرة على موافقة حماس على نزع سلاحها وخروجها من غزة، مما يترك لعباس ليتولى المسؤولية عن القطاع ويواصل على الأرجح المهمة “المقدسة” المتمثلة في “التعاون” مع الجيش الإسرائيلي الذي يمارس الإبادة الجماعية!

وكجزء من ثمن الاعتراف، فقد أدان جميع أعضاء الجامعة العربية 22 حماس علناً وطالبوا بإزالتها من غزة.

سيف مسلط على رقبة غزة

كيف يتناسب كل هذا مع “الهجوم البري” لنتنياهو على غزة؟ فإسرائيل لا “تسيطر” على غزة كما يدعي، ولكن في موقع السيف المسلط على رقبة غزة.

في الوقت الذي تفكر فيه العواصم الغربية في حل الدولتين، تستعد إسرائيل لحملة تطهير عرقي جماعية نهائية في غزة، وقد كانت حكومة ستارمر، على سبيل المثال، تعلم أن هذا قادم، فبيانات الرحلات الجوية أظهرت أن المملكة المتحدة تقوم باستمرار بمهام مراقبة فوق غزة نيابة عن إسرائيل من قاعدة أكروتيري الجوية الملكية في قبرص، وكانت الحكومة البريطانية يتابع عملية محو القطاع خطوة بخطوة.

تتمثل خطة نتنياهو في تطويق وحصار وقصف آخر المناطق المأهولة بالسكان في شمال ووسط غزة ودفع الفلسطينيين نحو منطقة احتجاز عملاقة أطلق عليها اسم “المدينة الإنسانية” على طول الحدود القصيرة للقطاع مع مصر، ومن المحتمل أن تقوم إسرائيل بعد ذلك بتوظيف نفس المقاولين الذين كانت تستخدمهم في أماكن أخرى في غزة للذهاب من شارع إلى شارع لهدم أو تفجير أي مباني باقية. 

لم يعد من الصعب التنبؤ بالمرحلة التالية نظراً لمسار العامين الماضيين، فسوف يستمر على أهل غزة المحتجزون في “مدينتهم الإنسانية” البائسة، التجويع والقصف كلما زعمت إسرائيل أنها حددت موقع أحد مقاتلي حماس في وسطهم، إلى أن يتم إقناع مصر أو غيرها من الدول العربية باستقبالهم كبادرة “إنسانية” أخرى.

بعد ذلك، سوف تكون المسألة الوحيدة التي يتعين تسويتها هي ما سوف يحدث للعقارات ببناء نسخة ما من مخطط ترامب لـ “الريفييرا” أو بناء خليط آخر من المستوطنات اليهودية من ذلك النوع الذي تصوره حلفاء نتنياهو الفاشيين علناً. 

هناك نموذج راسخ يمكن الاعتماد عليه، وهو النموذج الذي تم استخدامه في عام 1948 أثناء إنشاء إسرائيل، فقد تم طرد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم عبر الحدود إلى الدول المجاورة، ثم شرعت دولة إسرائيل الجديدة، بدعم من القوى الغربية، في تدمير كل منزل في تلك المئات من القرى بشكل ممنهج.

على مدى السنوات اللاحقة، تم تزيين المناطق التي تهجير الفلسطينيين منها إما بالغابات أو بتجمعات يهودية، غالباً ما تعمل في الزراعة، لجعل عودة الفلسطينيين مستحيلة وخنق أي ذكرى لجرائم إسرائيل، وهو أمر احتفلت أجيال من السياسيين والمثقفين والشخصيات الثقافية الغربية به.

لقد كان رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون والرئيس النمساوي السابق هاينز فيشر من بين أولئك الذين ذهبوا إلى إسرائيل في شبابهم للعمل في هذه المجتمعات الزراعية، وقد عاد معظمهم كمبعوثين لدولة يهودية مبنية على أنقاض الوطن الفلسطيني.

يمكن إعادة تصميم غزة الفارغة بالمثل، ولكن من الأصعب كثيراً أن نتصور أن العالم هذه المرة سوف ينسى أو يغفر الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل أو أولئك الذين مكنوا إسرائيل من ارتكابها.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة