خطر المجاعة يحيق بكامل القطاع والاحتلال يواصل “خنق” الشمال

حذرت هيئة مراقبة الجوع العالمية من أن سكان قطاع غزة بأكملهم ما زالوا معرضين لخطر المجاعة ويعانون حاليا من مستوى “طوارئ” من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتوقعت الهيئة أن يتدهور الوضع مع تشديد الاحتلال حصاره على شمال القطاع الفلسطيني المحاصر والذي لم يدخله أي طعام أو مساعدات منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول وسط عملية برية ضخمة يشنها جيش الاحتلال.

وأدت عرقلة الوصول الإنساني وكثافة عمليات القصف إلى زيادة خطر المجاعة بشكل كبير بالنسبة للسكان في شمال غزة مع تضاؤل ​​​​الطعام والمياه والوقود والإمدادات الطبية.

وقال التصنيف المتكامل لمرحلة الأمن الغذائي (IPC) أن حوالي 1.84 مليون فلسطيني في جميع أنحاء غزة يعيشون في مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك 133000 شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي “الكارثي”.

وفي تقييم جديد مدعوم من الأمم المتحدة نُشر يوم الخميس، توقع التصنيف الذي أجرى تحليله الجديد في الفترة ما بين 30 سبتمبر/أيلول والرابع من أكتوبر/تشرين الأول، أن يتضاعف عدد من يعانون من الجوع الكارثي ثلاث مرات تقريباً في الأشهر المقبلة.

ووفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإنه “في الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وأبريل/نيسان 2025، تم تصنيف ما يقرب من مليوني شخص، أي أكثر من 90% من السكان، في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الأزمة) أو أعلى.

وجاء في التصنيف كذلك أن من بين هؤلاء 345 ألف شخص (16%) باتوا في مرحلة الكارثة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، و876 ألف شخص (41%) في مرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).

ويعتبر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التحذير الأكثر تطرفًا على أنه المرحلة الخامسة، التي تضم مستويين هما الكارثة والمجاعة.

وبحسب التصنيف فإنه من المتوقع حدوث ما يقدر بنحو 60 ألف حالة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال الصغار بين سبتمبر 2024 وأغسطس 2025.

وفي ديسمبر/كانون الأول، أفاد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نسبة الأسر في غزة التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد الشديد هي الأعلى على الإطلاق على مستوى العالم، متجاوزة أفغانستان والسودان.

ووصف رئيس مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك التقييم بأنه “أكثر من مرعب”.

وقال أن “هذه الأزمة هي في المقام الأول نتيجة للقرارات التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية. وبوسعها أن تغير الوضع بشكل عاجل”.

وأضاف تورك أن استخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب يشكل جريمة حرب.

وفي حين زاد دخول المساعدات الغذائية منذ مايو/أيار، قال مركز التنبؤات الدولية أن الوصول الإنساني بدأ يتقلص مرة أخرى في سبتمبر/أيلول. 

كما أوقف الاحتلال التعامل مع طلبات التجار لاستيراد الغذاء إلى غزة، مما أدى إلى اختناق مصدر حيوي للمؤن، حسبما ذكرت وكالة رويترز يوم الخميس.

وقال مركز التنبؤات الدولية: “خطر المجاعة لا يزال قائماً في جميع أنحاء قطاع غزة، ونظراً للارتفاع الأخير في الأعمال العدائية، هناك مخاوف متزايدة من أن هذا السيناريو الأسوأ قد يتحقق”.

ويتوقع مركز التنبؤات الدولية أن تواجه رفح وشمال غزة على الأرجح انعدام الأمن الغذائي الحاد الأكثر شدة.

وخلال الأسابيع الأخيرة، أمر جيش الاحتلال بإخلاء كامل لسكان شمال غزة البالغ عددهم 400 ألف نسمة، وذلك بعد بدء عمليته البرية الكبرى في المنطقة في السادس من أكتوبر/تشرين الأول.

ويعد مخيم جباليا للاجئين أحد بؤر الحملة العسكرية، التي حاصرت السكان في منازلهم في مختلف أنحاء الشمال لأسابيع.

ويخشى الفلسطينيون أن يكون جيش الاحتلال في صدد إرساء الأساس لما أصبح يعرف باسم “خطة الجنرالات”، والتي تنطوي على إخلاء شمال غزة ثم محاصرة المنطقة بما في ذلك منع دخول الإمدادات الإنسانية لتجويع المتبقين، بمن فيهم المقاتلين الفلسطينيين.

وقال صحفي في مدينة غزة لـ “ميدل إيست آي” أن سكان الشمال يعانون من الجوع مع عزل الاحتلال لهم وخنق المنطقة ومنع إيصال المساعدات. 

وتأتي الإمدادات الغذائية المتبقية من توزيعات المساعدات المحدودة مما كان موجوداً بالفعل في شمال غزة قبل بدء حملة الاحتلال.

وقال أحد سكان جباليا أن إمدادات المياه العذبة تشكل مصدر قلق خاص، فضلاً عن الغذاء والحطب، الوسيلة الوحيدة التي يمكن للسكان استخدامها لطهي طعامهم.

وقال عبد علي لموقع ميدل إيست آي: “سنواجه العديد من المشاكل في الفترة المقبلة، وإذا استمر حصار المنطقة لفترة أطول من ذلك، فقد يموت الناس من الجوع وقد يخاطرون بحياتهم للخروج”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه شعر بالفزع إزاء تحليل التصنيف المرحلي المتكامل.

وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “المجاعة تلوح في الأفق، هذا أمر لا يطاق، يجب فتح نقاط العبور على الفور، ويجب إزالة العوائق البيروقراطية، واستعادة القانون والنظام حتى تتمكن وكالات الأمم المتحدة من تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة”.

مقالات ذات صلة