خطر يتهدد مدينة الموتى التي يسكنها الأحياء في مصر!

بقلم ندى عثمان

ترجمة وتحرير مريم الحمد

مخاوف جدية أثارت حفيظة دعاة الحفاظ على البيئة والنشطاء في مصر، بعد الكشف عن ضرر محتمل قد يلحق بقطع أثرية وهياكل قديمة في ما يُعرف بمدبنة الموتى التاريخية في القاهرة، فما الحكاية وراء تلك القطع؟ ولماذا يخشى النشطاء من تضررها؟

تم الكشف مؤخراً عن خطة حكومية لبناء طريق سريع جديد يربط وسط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة التي يعمل عليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتي أثارت الجدل سابقاً، معارضو فكرة الطريق السريع يقولون أن الحكومة لا تولي اهتماماً كافياً لما سوف يحدثه المشروع من أضرار في الموقع الأثري.

وتعتبر مدينة الموتى في وسط القاهرة مقبرة من العصور الوسطى، تحولت مع الزمن إلى حي مزدهر، حيث تم تحويل العديد من مقابرها إلى منازل سكنية، وفي الأسابيع الأخيرة، أشار نشطاء إلى وجود قطع أثرية قديمة تم اكتشافها في المنطقة خلال عمليات إنشاء الطريق، منها لوح حجري عمره أكثر من ألف عام ومكتوب عليه بالخط الكوفي العربي.

نتيجة الاكتظاظ السكاني، وخلال سنوات، انتقل إليها المصريون من الفقراء وعاشوا بين المقابر

تفاعل النشطاء مع الحدث عبر التواصل الاجتماعي عبر وسم “أنقذوا مقابر مصر”، على سبيل المثال، شجب أحد مستخدمي وسائل التواصل الخطوة ووصفها بـ “الكارثة”، كما شارك البعض صوراً لمتطوعين يشقون طريقهم على عجل إلى الموقع لإنقاذ القطع الأثرية المتبقية والتي تم إلقاؤها على جانب الطريق أو بين الجرافات والأنقاض.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة الفاينانشال تايمز عن أحد سكان المنطقة تأثر السكان بمشاريع البناء المستمرة منذ عام تقريباً، يقول “عائلتي بأكملها مدفونة هنا، هؤلاء أناس خدموا مصر”.

وفي إطار الرد على الحملة الالكترونية المناهضة للخطة الحكومية، نشر مجلس الوزراء بياناً في 30 مايو، جاء فيه “يتداول البعض مزاعم حول قيام الحكومة بتدمير مقابر تاريخية، تواصلت معنا وزارة السياحة والآثار لنفي تلك المزاعم مؤكدة عدم صحتها”، كما استشهد بيان المجلس بقانون حماية الآثار الذي ينص على أنه يجرم أي عمل من شأنه تدمير أي أثر، مؤكداً على حرص الحكومة المصرية على تراث مصر وآثارها، ورغم تأكيد الحكومة هذا، إلا أن نشطاء طالبوا الحكومة بتوضيح سبب وجود الجرافات في المنطقة.

مقابر تاريخية

تعد مدينة الموتى أحد مواقع التراث العالمي المسجلة لدى اليونسكو، وتحتوي على أضرحة لحكام وشخصيات تاريخية مثل السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وأفراد العائلة المالكة وشعراء ومفكرين، بالإضافة إلى قطع أثرية من العصر المملوكي.

“مصر تواجه كارثة حضارية خاصة أنه من الممكن أن تكون هناك آثار غير مكتشفة بعد تحت الأرض، فقد باتت مهددة” – بسام الشمعة- عالم آثار مصري

 تاريخياً، كانت المنطقة الواقعة أسفل تلال منطقة المقطم تستخدم أيضاً كمقبرة عامة، ولكن نتيجة الاكتظاظ السكاني، وخلال سنوات، انتقل إليها المصريون من الفقراء وعاشوا بين المقابر، بينما حصل البعض على تعويض للانتقال إلى شقق أخرى، أما من بقي بين المقابر فهو معرض للخطر اليوم.

الأهرامات في خطر

دق العلماء والنشطاء ناقوس الخطر بسبب تأثير مشروعات بناء الطرق على الأهرامات، حيث يرى الخبراء أن الطرق يمكنها تعطيل الهضبة التي تقع عليها الأهرامات، وأن التلوث الناتج عن حركة المرور الجديدة قد تؤدي إلى تآكل المعالم الأثرية.

في مقابلة له مع صحيفة التايمز، أشار المهندس المعماري المتخصص في العمارة المصرية القديمة، فرانك مونييه، أن “الرصيف الضخم القديم عند هرم دجيدف في منطقة أبو رواش تعرض للتدمير مؤخراً بشكل لا يمكن إصلاحه بسبب الطريق الجديد”، كما أشار العالم المصري بسام الشمعة أن “مصر تواجه كارثة حضارية خاصة أنه من الممكن أن تكون هناك آثار غير مكتشفة بعد تحت الأرض، فقد باتت مهددة”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة