شهدت المعارضة السياسية في تركيا انقسامات في صفوفها قبل شهرين فقط من الانتخابات العامة في البلاد، حيث أعلن “الحزب الجيد” (IYI) عن دعمه لمرشح من حزبه لمنصب رئيس الجمهورية.
وبناءً عليه، فقد انشقّت “ميرال أكشينار” عن أحزاب المعارضة الخمسة الأخرى ورفضت علنًا تقديم دعمها لمرشح تحالف المعارضة “كمال لكيليتشدار أوغلو” في الانتخابات المقبلة في مايو.
وفي خطاب مفاجئ، استخدمت أكشينار لغة هجومية واتهمت زملائها قادة أحزاب المعارضة بإجبارها على الاختيار، حيث قالت: “لن نكون مجرد متفرجين على “زبالين” سياسة عفا عليهم الزمن همهم فقط تحقيق مكاسب شخصية، لقد فضلوا تقديم طموحاتهم الشخصية على مصلحة تركيا.”
وكانت أحزاب المعارضة، التي يطلق عليها اسم الطاولة السداسية، قد اجتمعت يوم الخميس لمناقشة مرشحها الرئاسي المشترك، حيث دعم قادة الأحزاب باستثناء أكشينار، زعيم حزب الشعب الجمهوري لكيليتشدار أوغلو باعتباره خيارهم المشترك.
ويعد حزب الشعب الجمهوري ثاني أكبر حزب في التحالف، يليه حزب الديمقراطية والتقدم بزعامة السياسي اليميني علي بابجان، وحزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو، ثم حزب السعادة بزعامة تميل كرامولا أوغلو.
وقالت أكشينار، رئيسة ومؤسسة الحزب الجيد، في مؤتمر صحفي إن تحالف الطاولة السداسية، الذي يأمل في الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان في 14 مايو، لم يعد يمثل الإرادة الوطنية.
وأوضحت بالقول إنها اقترحت ترشيحات محتملة لانتخابات الرئاسة مثل رؤساء بلديات اسطنبول وأنقرة المعروفين، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، لكنهم لم يحصلوا على أي دعم من القادة الآخرين.
وأضافت: “كل الاستطلاعات التي أجريت منذ فترة طويلة تشير إلى أن هذين الاسمين يمكن لهما أن يفوزا على أردوغان”، طلبنا منهم اختيار مرشح بمعايير موضوعية، لكنهم رفضوا”.
ثم دعت أكشينار علنًا لاختيار إما إمام أوغلو أو يافاش للترشح للرئاسة، وكلاهما عضو في حزب الشعب الجمهوري التابع لكيليتشدار أوغلو.
و يسعى تحالف الطاولة السداسية، الذي تأسس في فبراير 2022 لإنشاء جبهة مشتركة، إلى إعادة النظام الرئاسي التنفيذي الحالي في تركيا إلى النظام البرلماني.
وأعلن التحالف عن حزمتين منفصلتين، حتى الآن، من التغييرات التشريعية بالإضافة إلى برنامج انتخابي في حال الفوز.
عرّض قرار أكشينار فرص المعارضة للخطر، حيث ظهر التحالف بالفعل في حالة من الفوضى بسبب الاقتتال الداخلي المستمر الذي امتد إلى وسائل الإعلام حول مجموعة كبيرة من القضايا.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه بالرغم من تمكن أردوغان من زيادة شعبيته منذ شهر آب/ أغسطس الماضي، إلا أنه لا يزال يفتقر إلى الأرقام التي تخوله للفوز في الجولة الأولى التي يتبعها إجراء جولة الإعادة بين المرشحين الأفضل أداءً.
وأشار علي حيدر فرات، وهو محلل سياسي قريب من حزب الشعب الجمهوري، إلى أن أكشينار اتخذت خطوة مماثلة في انتخابات 2018، حيث قبلت أولاً بالرئيس التركي السابق عبد الله غول كمرشح موحد ثم غيرت رأيها بعد التحدث إلى زملائها في الحزب الجيد.
وقال لقناة NTV خلال بث مباشر: ” حقًا، لقد فوجئنا جميعاً بلغة أكشينار القوية، لم نكن نتوقع ذلك، إنها تقامر وسوف تعاني من عواقب الانتخابات “.