أكد وزير الخارجية الأردني الأسبق، مروان المعشر، أن دول الخليج لن تموّل إعادة إعمار قطاع غزة ما لم تُطرح تسوية سياسية حقيقية تضمن قيام دولة فلسطينية.
وكشف أن تلك الدول “لم تُستشر أصلًا” في أي خطط لإعادة الإعمار التي تروج لها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد عامين من الإبادة التي شنّتها دولة الاحتلال على القطاع.
وقال المعشر، وهو نائب رئيس مركز كارنيغي للدراسات في واشنطن، خلال ندوة عقدها المركز يوم الثلاثاء: “السؤال الذي ينبغي طرحه هو: من سيعيد إعمار غزة؟”
وأضاف: “التقيت مؤخرًا ممثلين عن دول الخليج الذين زاروا واشنطن الأسبوع الماضي، وقالوا لي بشكل مباشر: لم يستشرنا أحد في هذا الموضوع، لم يطلب أحد منا إعادة إعمار غزة، وفي غياب تسوية سياسية، نحن غير مهتمين بذلك.”
وأوضح المعشر أن أي تسوية سياسية قابلة للاستمرار “يجب أن تتضمن اعترافًا بدولة فلسطينية تمثل أكثر من 7.5 ملايين فلسطيني في الأراضي المحتلة”، معتبرًا أن خطط الإدارة الأمريكية الحالية “بعيدة كل البعد عن ذلك الهدف”.
غياب رؤية سياسية
وأشار المعشر إلى أن “خطة ترامب المؤلفة من 20 نقطة” تلمّح فقط إلى “طموح” نحو قيام دولة فلسطينية، لكنها في جوهرها “منحازة بالكامل للاحتلال”، لأنها تقودها تيارات إنجيلية يمينية متطرفة “تتجنب حتى استخدام مصطلح فلسطيني”.
ولفت إلى أن “الكنيست في دولة الاحتلال” رفض أصلًا مبدأ حل الدولتين الذي قام عليه مسار المفاوضات منذ تسعينيات القرن الماضي، مضيفًا: “لقد أنفقت أوروبا مليارات الدولارات على إعمار غزة، لكنها شاهدت تلك المشاريع تُدمّر مرارًا، الاتحاد الأوروبي لن يعيد الإعمار، والولايات المتحدة لن تعيد الإعمار، ستكون هناك وعود ومؤتمرات، لكنها ستبقى حبرًا على ورق.”
خطة مصرية عربية
من جانبه، قال عمرو حمزاوي، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز كارنيغي، إن مصر طلبت من الولايات المتحدة تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، إلا أن “الظروف السياسية الحالية ما زالت غامضة ومبهمة”.
وأوضح حمزاوي أن هناك بالفعل خطة إعمار شاملة “أعدّتها مصر وتبنّتها جامعة الدول العربية” في يوليو/تموز الماضي، مضيفًا: “الخطة موجودة بالفعل، والمشكلة ليست في غيابها، بل في غياب الإرادة السياسية على جانب الاحتلال، وفي البعد الإقليمي والدولي لمسألة الإعمار.”
“لا شيء واضح”
وأعرب المعشر عن تشاؤمه حيال خطة ترامب لوقف إطلاق النار، قائلًا: “كانت الخطة واضحة في الأسبوع الأول، واضحة ومحددة: إنهاء الحرب وإطلاق جميع الأسرى، لكن بعد ذلك لم يعد شيء واضحًا: من سيعيد إعمار غزة؟ وما هي مهام قوة الاستقرار؟”
وأضاف: “دولة الاحتلال بارعة في استخدام الغموض لخدمة أهدافها الخاصة.”
ورغم تشاؤمه العام، أبدى المعشر تفاؤلًا بشأن مستقبل الدولة الفلسطينية، قائلاً: “لن يمكنكم التخلص من 7.5 ملايين فلسطيني، فهم باقون ولن يذهبوا إلى أي مكان، أنا شخصيًا لا أعتقد أن حل الدولتين ما زال ممكنًا، لكن هذا ليس هو المهم، الدولة الفلسطينية ستقوم في النهاية، وإن كان ذلك لن يحدث قريبًا.”
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)







