رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تزعم أن “الإسلاموية” قد أثرت على موقف حزب العمال من الاعتداء الجنسي!

رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تزعم أن _الإسلاموية_ قد أثرت على موقف حزب العمال من الاعتداء الجنسي!

زعمت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تروس أن حزب العمال بات متأثراً بما يعرف بـ “الإسلاموية”، بعد اتهامها الحزب في الفشل في التعامل مع “عصابات الاستمالة ذات الخلفية الإسلامية” المزعومة.

اتهمت تروس أيضاً النواب المسلمين المستقلين بأنهم “نواب إسلاميون”، وأشارت إلى أن الإسلاموية مرتبطة بـ “التطرف المتعلق بتغير المناخ” على حد وصفها.

وكانت تروس، التي تولت رئاسة الوزراء لمدة تقل عن شهرين في عام 2022 وفقدت مقعدها في البرلمان في يوليو عام 2024، قد أدلت بتلك التصريحات خلال مقابلة لها مع برنامج بيتر ماكورماك شو، حيث حصد الفيديو ما يقرب من 300 ألف مشاهدة في 3 أيام.

قالت تروس في المقابلة: “نعلم أن هناك أيديولوجية إسلامية أصبحت أكثر قوة في السياسة البريطانية”، وذلك في إشارة إلى ما يسمى بفضيحة عصابات الاستمالة، وأضافت قائلة: “لقد رأينا في الانتخابات الأخيرة أنه تم انتخاب 4 نواب إسلاميين”.

وقد زعمت تروس في المقابلة بأن الشرطة فشلت في محاكمة المعتدين جزئياً، وقالت أن “أعضاء المجالس المحلية ذوي السلطة السياسية تعمدوا التستر على ما حدث ومساعدتهم والتحريض عليه”.

“الإسلاموية مرتبطة بالتطرف المتعلق بتغير المناخ، ففي ظل أيديولوجية الإسلام السياسي أو التطرف الناشئ عن تغير المناخ، ليس من المستغرب أن تتحول غريتا ثرونبرج من كونها متطرفة حول قضايا تغير المناخ أو أزمة المناخ، كما تسميها، إلى كونها متطرفة حول إسرائيل ” ليز تروس- رئيسة الوزراء البريطانية السابقة

تجدر الإشارة إلى أنه وعلى مدى العقدين الماضيين، تمت محاكمة العديد من الرجال من أصل آسيوي ومسلمين بتهمة ارتكاب جرائم جنسية خطيرة، بما في ذلك الاغتصاب، حيث يشار إلى هذا من قبل الحكومة البريطانية باسم ظاهرة “عصابات الاستمالة”.

ومن الجدير بالذكر أن الجناة من أصل باكستاني والمسلمين لا يشكلون سوى نسبة صغيرة من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال على أساس جماعي في بريطانيا، ومع ذلك، فقد تعرض مسلمون أبرياء للهجوم والسجن والقتل في السنوات القليلة الماضية بسبب رواية تلقي باللوم على الإسلام والثقافة الباكستانية في قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال!

في تصريحه لموقع ميدل إيست آي، قال النائب المستقل شوكت آدم بأن “الخطاب المثير للخلاف لن يحدد من نحن ومن أنا، وعلى الشخصيات العامة استخدام لغة دقيقة في هذا العالم المليء بالاستقطاب”.

“تم انتخاب 4 نواب إسلاميين”

لقد تم انتخاب 4 مرشحين مستقلين على أساس برنامج مؤيد للفلسطينيين في الانتخابات العامة التي جرت في يوليو الماضي، ولم يصف أي منهم نفسه بأنه إسلامي ولم توضح تروس سبب تصنيفهم على هذا النحو، فآدم شوكت وعدنان حسين وأيوب خان وإقبال محمد هم أعضاء في تجمع التحالف المستقل البرلماني إلى جانب جيريمي كوربين، الزعيم السابق لحزب العمال.

في حديثه مع ميدل إيست آي، قال حسين بأنه يؤيد إجراء تحقيق جديد في الاعتداءات الجنسية المزعومة، مؤكداً أنه يجب “معاقبة الجناة بشدة” و”جعلهم عبرة”.

بالعودة إلى مقابلة تروس، فقد تحدثت عن مصطلح الإسلاموية معتبرة أنها “تؤثر على حزب العمال، لأنهم لا يريدون خسارة الأصوات في الانتخابات، وهنا يتشكل مزيج من كل تلك الأشياء المختلفة التي تحدث والتي تخلق تفكيراً وعمىً جماعياً عما يحدث، أو يمكن القول أنه أسوأ من العمى، يمكن القول أنه إهمال متعمد”.

في حديثه مع ميدل إيست آي، يرى آدم أن تروس “يجب أن تكون أكثر مسؤولية، فعلينا جميعاً أن نعمل معاً، أما التسميات فهي ليست مفيدة”.

“تطرف متعلق بتغير المناخ”

في المقابلة، أشارت تروس كذلك إلى أن الإسلاموية مرتبطة بـ “التطرف المتعلق بتغير المناخ، ففي ظل أيديولوجية الإسلام السياسي أو التطرف الناشئ عن تغير المناخ، ليس من المستغرب أن تتحول غريتا ثرونبرج من كونها متطرفة حول قضايا تغير المناخ أو أزمة المناخ، كما تسميها، إلى كونها متطرفة حول إسرائيل “.

وأضافت تروس: “لقد أصبحت هناك أيديولوجية سائدة أكثر، ليس فقط في الحكومة البريطانية، ولكن أيضاً في منظمات مثل هيئة الإذاعة البريطانية، التي تبين مؤخراً أنها تنشر عدداً كبيراً من المقالات المناهضة لإسرائيل”.

في عام 2024، أصدر المحامي تريفور أسرسون تقريراً حظي بتغطية إعلامية كبيرة هاجم فيه تغطية بي بي سي للحرب الإسرائيلية على غزة حيث اتهمها بالتحيز ضد إسرائيل، فقد ورد في التقرير أن دراسة أجراها أكدت أن هيئة الإذاعة البريطانية كانت تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية أكثر بـ 14 مرة من اتهامها لحماس، الأمر الذي اعتبره التقرير “نمط تحيز مقلق للغاية”.

من جانبه، رفض المحرر الدولي لبي بي سي، جيريمي بوين، النتائج ووصفها بأنها “معيبة للغاية”، فيما استأجرت تروس شركة محاماة أسرسون في وقت سابق من هذا الأسبوع لإرسال خطاب إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، تتهمه فيه بالإدلاء بتعليقات “كاذبة ومضللة” خلال حملة الانتخابات العامة لعام 2024 عن تسبب تروس في انهيار الاقتصاد.

تجدر الإشارة إلى أن شركة المحاماة، التي يقع مقرها الرئيسي في لندن وأكبر مكتب لها في تل أبيب، عدداً من القضايا المؤيدة لإسرائيل في المملكة المتحدة على مدى السنوات القليلة الماضية.

مقالات ذات صلة