رئيسة محكمة العدل الدولية متهمة بالسرقة الفكرية في رأي حول الاحتلال الإسرائيلي

بقلم ريحان الدين

ترجمة وتحرير مريم الحمد

في قصة تم الكشف عنها مؤخراً، اتُهمت رئيسة محكمة العدل الدولية، جوليا سيبوتيندي، بقيامها بسرقة فكرية متعلقة بآرائها التي بنت عليها معارضتها لحكم المحكمة حول شرعية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والذي صدر في يوليو عام 2024.

في ذلك التاريخ، خلصت الهيئة، المؤلفة من 15 قاضياً، بأن احتلال إسرائيل المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية “غير قانوني”، وأن “الفصل شبه الكامل” بين سكان الضفة الغربية المحتلة ينتهك القوانين الدولية المتعلقة “بالفصل العنصري”.

وافق معظم القضاة على هذا الرأي آنذاك، فيما رفضت سيبوتيندي النتائج التي توصلت إليها المحكمة، مشيرة إلى أنه ينبغي تسوية القضية من خلال المفاوضات بين الطرفين. 

مؤخراً، كشف الباحث في الشؤون الفلسطينية، زاكاري فوستر، عن السرقة الفكرية وذلك بمنشور له على موقع اكس، فنقل عنها ما كتبته: “من الناحية الإقليمية، تم إطلاق اسم “فلسطين” على المنطقة التي كانت على مدار 400 عام قبل الحرب العالمية الأولى جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، ففي عام 135م، وبعد القضاء على التمرد اليهودي الثاني في مقاطعة يهوذا، أعاد الرومان تسمية تلك المقاطعة بـ “سوريا الفلسطينية” كعقاب لليهود، وتم استخدام اسم كلمة فلسطين نسبة إلى الشعب المعروف بالفلسطينيين والموجودين على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط”.

لقد تبين أن الكلام المقتبس هذا بحرفيته يعود لمقال نشره البروفيسور دوجلاس جيه فيث في ديسمبر عام 2021، وهو باحث في معهد هدسون، وقد كان وكيلاً لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون السياسة في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في الفترة من يوليو عام 2001 حتى أغسطس عام 2005، حيث عمل على وضع الاستراتيجية الأمريكية للحرب في العراق وأفغانستان. 

خلال تلك الفترة، كان فيث مسؤولاً في البنتاغون عن قسم كان قد أصدر “تقييمات استخباراتية مكتوبة قبل غزو مارس عام 2003 للعراق، تزعم وجود صلات بين القاعدة والعراق”.

اقتباسات مفقودة

في عام 1996، شارك فيث في كتابة ورقة سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، كان فيها اقتراح لإسرائيل بأن تفكر في إزالة صدام حسين من السلطة في العراق والاشتباك عسكرياً مع سوريا باستخدام قوات بالوكالة، ومع ذلك لم يتم الاستشهاد بمقالة فيث في قائمة المراجع الخاصة برأي سيبوتيندي. 

أشار فوستر إلى أن سيبوتيندي قامت أيضاً برفع عدة جمل من المكتبة الافتراضية اليهودية مع تغيير بعض الكلمات، حيث كتبت: “عندما شهد المؤرخ العربي الأمريكي، البروفيسور فيليب حتي، ضد تقسيم فلسطين الانتدابية أمام اللجنة الأنجلو أمريكية في عام 1946، قال (لا يوجد شيء اسمه فلسطين في التاريخ، بالتأكيد لا)”.

وقد سلط فوستر الضوء على 4 جمل من رأي سيبوتيندي تبدو مستعارة من المكتبة الافتراضية اليهودية، ومع ذلك لم يتم ذكر الموقع في استشهادات القاضية الأوغندية. 

وتعد المكتبة الافتراضية اليهودية جزءاً من المؤسسة التعاونية الأمريكية الإسرائيلية، التي تدعي أنها “توفر حقائق حول الصراع العربي الإسرائيلي” وتحارب “نزع الشرعية عن إسرائيل”.

صوت مخالف

أصبحت سيبوتيندي رئيسة لمحكمة العدل الدولية خلفاً للرئيس السابق نواف سلام، وفي يناير من العام الماضي، أصدرت محكمة العدل الدولية حكماً مؤقتاً يدعو إسرائيل إلى عدم إعاقة إيصال المساعدات إلى غزة وتحسين الوضع الإنساني واتخاذ التدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ومعاقبة التحريض على الإبادة الجماعية.

كانت سيبوتيندي، التي وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها مؤيدة لإسرائيل”، هي القاضية الوحيدة التي صوتت ضد الإجراءات التي تبنتها المحكمة من بين 17 قاضياً في اللجنة المخصصة للنظر في الأمر، إضافة إلى تصويت القاضي الإسرائيلي أهارون باراك ضد عدد من الإجراءات. 

انتقدت أوغندا موقف سيبوتيندي، حيث أعلن متحدث باسم الحكومة في بيان في ذلك الوقت: “الموقف الذي اتخذته القاضية سيبوتيندي هو رأيها الفردي ولا يعكس بأي حال من الأحوال موقف حكومة جمهورية أوغندا”، مؤكداً أن كمبالا تؤيد موقف حركة عدم الانحياز بشأن الحرب الذي تم تبنيه خلال قمة في العاصمة الأوغندية، والذي أدانت فيه حركة عدم الانحياز الحرب الإسرائيلية على غزة وقتلها للمدنيين.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة