أعرب الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في دولة الاحتلال عن دعمه لما وصفه بـ “صراع السلطة” في سوريا، معتبراً أن “الفوضى” تصب في مصلحة الدولة العبرية.
وقال تامير هايمان في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال: “الفوضى في سوريا مفيدة، فليتصارعوا، لكن علينا التزام الصمت حيال هذا الأمر وعدم الإدلاء بأي تصريحات علنية، على دولتنا أن تتصرف بهدوء”.
وأضاف هايمان الذي يشغل حاليًا منصب مدير معهد دراسات الأمن القومي: “نتمنى النصر لجميع القوى، لكن علينا أن نفعل ذلك بصمت، وألا نتحدث عنه”، مستدركاً بالقول إنه بينما يبدو أن هناك صراعًا على السلطة في سوريا على المدى القصير، فإن الحكومة الجديدة تحاول بسط سيطرتها.
وأردف: “الجميع يتصارعون، اتفاق مع الأكراد في اليوم الأول، ومجزرة بحق العلويين في اليوم الثاني، وتهديد للدروز في اليوم الثالث، بالإضافة إلى هجوم إسرائيلي على الجنوب، كل هذه الفوضى تُعدّ في صالح دولتنا إلى حد ما”.
وكانت موجة من أعمال العنف قد اندلعت يوم الخميس الماضي عندما شنّ مسلحون موالون للأسد هجمات على قوات الأمن في المنطقة الساحلية، موطن أفراد من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد ومعظم موالين له.
وتطورت الاشتباكات إلى هجمات انتقامية على المدنيين، مخلفةً مئات القتلى وآلاف النازحين، وأججت أجواءً من الطائفية والترهيب، وشكلت تحديًا هائلًا لمصداقية الحكومة السورية الوليدة.
وشهدت المنطقة توترات شديدة منذ الإطاحة بالأسد، حيث أفاد أفراد الطائفة العلوية بتعرضهم لهجمات انتقامية بشكل خاص بين الحين والآخر.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الدفاع التابعة للإدارة السورية الجديدة أنها أكملت عملياتها ضد “فلول النظام”، يقول سكان المدن الساحلية إن العنف لم ينتهِ وإن كانت حدته قد تراجعت.
في غضون ذلك، شنت قوات الاحتلال غارة جوية على العاصمة السورية دمشق يوم الخميس، فيما وجه وزير دفاع الاحتلال تهديدات إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، مما زاد من الفوضى في سوريا.
وأعلن جيش الاحتلال أنه استهدف ما وصفه بمركز قيادة تابع لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، والذي قال إنه يُستخدم لتوجيه “أنشطة إرهابية” تستهدف دولة الاحتلال، لكن وسائل إعلام رسمية سورية ذكرت أن الغارة وقعت في منطقة سكنية على أطراف دمشق.
وقال مصدران أمنيان سوريان لرويترز إن هدف الغارة كان فلسطينياً دون أن يتضح ما إذا كان أي شخص قد أصيب في الهجوم.
ويوم الخميس، توغلت قوات الاحتلال في ريف القنيطرة السوري بالدبابات والمركبات العسكرية، وفجرت مواقع عسكرية سابقة، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وخلال الشهر الماضي، شنّت قوات الاحتلال سلسلة من الغارات الجوية على ما وصفته بقواعد عسكرية في سوريا، وذلك عقب خطاب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو طالب فيه بـ “نزع كامل للسلاح” في جنوب سوريا، حيث استشهد شخصان على الأقل في هذه الغارات.
وخلال الخطاب، أشار نتنياهو إلى الدروز بشكل خاص في سوريا، الذين يقطن أغلبهم في منطقة السويداء، وقال: “لن نتسامح مع أي تهديد للدروز في جنوب سوريا”.
ويوم الخميس، أكدت وزارة خارجية الاحتلال إرسالها مساعدات إنسانية إلى الدروز في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية، فيما أشار محللون إلى أن مبادرات الاحتلال تجاه الدروز جزء من محاولات تقسيم سوريا.
وكان جيش الاحتلال قد شنّ غارات جوية مكثفة على البنية التحتية العسكرية السورية منذ ديسمبر/كانون الأول، مما ترك الإدارة الجديدة المنهكة أصلًا جراء 14 عامًا من الحرب الأهلية بقدرة محدودة على الرد عسكريًا.