في مقابلة له مع وكالة أسوشيتد برس مؤخراً، اعترف رئيس الموساد السابق من 2011-2016، تامير باردو، بأن إسرائيل تطبق نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مشيراً إلى تشابه ما تفعله إسرائيل مع نظام الفصل العنصري الذي كان مطبقاً في جنوب إفريقيا حتى أوائل التسعينات.
قال باردو “هناك دولة فصل عنصري هنا، في منطقة يتم فيها محاكمة شخصين بموجب نظامين قانونيين، فهذه تعتبر دولة فصل عنصري”، موضحاً أن الإسرائيليين، مثلاً، لديهم الحرية في ركوب السيارة والقيادة في أي مكان باستثناء غزة المحاصرة، مقارنة بالفلسطينيين الممنوعين من دخول مناطق معينة وعليهم العبور عبر نقاط تفتيش مدججة بالسلاح، مؤكداً أن تصريحاته “ليست متطرفة، بل حقيقة”.
الرئيس الأسبق لجهاز "الموساد" الإسرائيلي تامير باردو: "إسرائيل تطبق نظام فصل عنصري في الضفة الغربية وتنتهك القانون الدولي #الجزيرة pic.twitter.com/RCbk69W5yx
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) September 7, 2023
اتفقت العديد من الجماعات الحقوقية، بما فيها بتسيلم وهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، في السنوات الأخيرة على أن مصطلح “الفصل العنصري” ينطبق على الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967
تصريح رئيس الموساد إنما جاء ليؤكد ما أعلنته جماعات حقوق الإنسان حول التمييز الإسرائيلي، ففي أبريل عام 2021، أشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن السلطات الإسرائيلية ترتكب جرائم ضد الإنسانية والفصل العنصري والاضطهاد، بناء على سياسات الحكومة التي حافظت على هيمنة اليهود الإسرائيليين على الفلسطينيين، وذلك في تقرير وثقت فيه المنظمة الحقوقية انتهاكات جسيمة ضد الفلسطينيين في الضفة والقدس الشرقية.
آخر من اعترف!
يعد باردو واحداً من أبرز الشخصيات الإسرائيلية التي طالبت إسرائيل مؤخراً بالتوقف عن الفصل العنصري، سبقه بأسابيع الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، عميرام ليفين، الذي صرح عبر الإذاعة العامة الإسرائيلية بأن “معاملة إسرائيل للفلسطينيين في الضفة تشبه ألمانيا النازية وتعتبر فصلاً عنصرياً كاملاً”.
في مقابلته، اعترف ليفين بأنه “لم تكن هناك ديمقراطية هناك منذ 57 عاماً، هناك فصل عنصري كامل في الضفة”، مشيراً إلى دور الجيش الذي “يحتج بأنه مضطر لبسط سيادته هناك لكن الحقيقة أن الجيش متعفن من الداخل، ويقف متفرجاً إلى مثيري الشغب من المستوطنين مما جعله شريكاً في جرائم الحرب”.
من جانب آخر، كان هناك تصريحات لسفيرين إسرائيليين سابقين لدى جنوب إفريقيا حول الفصل العنصري الإسرائيلي، حيث أشارا إلى قيام إسرائيل بتطبيق “نظامين قانونيين على مستويين، وذلك يؤصل عدم المساواة”، بالإضافة إلى أن “إسرائيل عملت على تغيير جغرافية وديموغرافية الضفة الغربية من خلال المستوطنات التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي”.
اتفقت العديد من الجماعات الحقوقية، بما فيها بتسيلم وهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، في السنوات الأخيرة على أن مصطلح “الفصل العنصري” ينطبق على الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
يعيش في الضفة حوالي 2.9 مليون فلسطيني، وحوالي 475 ألف مستوطن في المستوطنات غير القانونية، وتأتي تصريحات باردو في ظل إدانته الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو على خلفية التعديلات القضائية التي تعمل حكومته على فرضها، واصفاً نتنياهو بالديكتاتور.