أثارت شركة آبل العملاقة للتكنولوجيا ردود فعل متباينة تراوحت بين الانتقادات والدعم بعد أن اكتشف مستخدمو هاتفها النقال (آيفون) أن العلم الفلسطيني يومض تلقائياً كرمز تعبيري مقترح عندما يكتب بعض المستخدمين كلمة “القدس” على لوحات المفاتيح الخاصة بهم.
ولاحظ العديد من مستخدمي iPhone الرموز التعبيرية بعد تحديث البرنامج، الذي قالت الشركة أنه ناجم عن خلل وسيتم تغييره مع التحديث التالي، لكن وسائل التواصل الاجتماعي ضجت بالخبر، حيث ظل وضع القدس محل خلاف منذ فترة طويلة.
ففي العام 1967، احتلت إسرائيل الجزء الشرقي من من مدينة القدس التي يقول الفلسطينيون إنها عاصمة دولتهم المستقبلية، وأعلنت عن ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي أو القانون الدولي على الإطلاق.
ورغم ذلك، ظلت إسرائيل تعتبر المدينة بأكملها عاصمتها “الأبدية والموحدة”، ولهذا السبب أثار التحديث غضباً بين المستخدمين المؤيدين لإسرائيل.
ووجهت المذيعة التلفزيونية البريطانية راشيل رايلي يوم الثلاثاء اتهامات لشركة التكنولوجيا العملاقة بمعاداة السامية، وأشارت إلى أن كتابة العواصم الأخرى على جهاز آيفون الخاص بها لم يؤد إلى اقتراح أعلام دولهم.
وقالت في منشور على موقع X: “إن إظهار المعايير المزدوجة فيما يتعلق بإسرائيل هو شكل من أشكال معاداة السامية، وهو في حد ذاته شكل من أشكال العنصرية ضد الشعب اليهودي”.
وفي تجربة لموقع ميدل إيست آي تأكد أن العلم الفلسطيني يوصى به لمستخدمي آيفون الذين يكتبون كلمة “القدس” تحت قواميس اللغة الإنجليزية في المملكة المتحدة، في حين لا يوصى برفع العلم عند كتابة العواصم الأخرى بما فيها تل أبيب، التي يقبلها المجتمع الدولي على نطاق واسع باعتبارها عاصمة إسرائيل الفعلية، التي تستضيف معظم البعثات الدبلوماسية الدولية.
وفي ذات الوقت، أشاد العديد من المستخدمين المؤيدين لفلسطين بتحديث شركة أبل واستخدام الرموز التعبيرية التي تقول “لا يمكن إخراس الحقيقة” و”ممتاز”، وأشاد بعضهم بالشركة معتبرين أن موقفها يستند “إلى أساس”، وهو مصطلح شائع يستخدم في X للتعبير عن الموافقة والاحترام.
ورجح بعض المستخدمين أن يكون مبرمجو الشركة قد وضعوا هذه الرموز التعبيرية في خطوة متعمدة.
وفي حديثه لصحيفة The Sun، أكد إيلون ليفي، المتحدث السابق باسم الحكومة الإسرائيلية، أن الخلل “جزء من موجة العداء العالمية ضد إسرائيل”، وقال: “من الواضح أنه خلل غريب لا أستطيع أن أعزوه إلا إلى خطأ بشري في شركة أبل”.
ومع ذلك، فقد أخبرت الشركة العديد من وسائل الإعلام أن ظهور الرموز التعبيرية للعلم الفلسطيني يمثل خطأً وسيتم تغييره في تحديث البرنامج التالي.
ووفقاً لـ AppleInsider، فإنه نظراً “لاستخدام أبل المكثف للتعلم الآلي وتحليل النصوص من ملايين المستخدمين، فمن الممكن أن يكون نظام التنبؤ قد أجرى الاتصال بين السلسلة النصية والرموز التعبيرية من تلقاء نفسه”.
وفي أوائل نيسان/أبريل، واجهت الشركة جدلاً يتعلق بشأن ذي صلة، عندما وقع ما يقرب من 300 موظف حالي وسابق في أبل خطاباً مفتوحاً يتهمون فيه الشركة بـ “إنهاء الخدمة بشكل غير قانوني” أو تأديب العديد من العمال بسبب تعبيرهم عن الدعم لفلسطين عبر ارتداء ملابس مؤيدة للفلسطينيين.
وجاء في الرسالة “نطلب بكل تواضع أن ينهى السيد كوك وبقية الفريق التنفيذي صمتهم بشأن هذا الموضوع الحاسم، وأن يوضحوا أن حياة الفلسطينيين مهمة”.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)