“رحلة موت”.. فيلم جديد يكشف الدعم العسكري البريطاني لدولة الاحتلال خلال إبادة غزة

"رحلة موت".. فيلم جديد يكشف الدعم العسكري البريطاني لدولة الاحتلال خلال إبادة غزة

ترجمة وتحرير موقع بالعربية

كشف فيلم وثائقي جديد أعدّه موقع Declassified UK عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بالتعاون العسكري البريطاني مع دولة الاحتلال خلال حرب الإبادة التي شنتها على قطاع غزة.

ونُشر الفيلم مساء الخميس على منصة يوتيوب تحت عنوان فضيحة رحلات التجسس البريطانية فوق غزة، وهو يتتبع تحقيقاً ميدانياً أجراه الصحفيان فيليب ميلر وأليكس موريس في قبرص خلال سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي الفيلم صور الصحفيان محيط القاعدة الجوية البريطانية في أكروتيري، التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، والتي لا تبعد سوى نحو 40 دقيقة جواً عن تل أبيب.

ومن هذه القاعدة، نفّذت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني مئات الطلعات الجوية الاستطلاعية فوق قطاع غزة طوال العدوان الذي شنته دولة الاحتلال على القطاع المحاصر.

وظلت وزارة الدفاع البريطانية تؤكد مراراً أن هذه الرحلات تندرج حصراً في إطار “دعم جهود إنقاذ الرهائن”، إلا أن طبيعتها اتسمت بدرجة عالية من السرية. 

وخلال العامين الماضيين، تبيّن أن بريطانيا شاركت معلومات استخبارية مع دولة الاحتلال، كما التقطت صوراً لقطاع غزة في أيام شهدت هجمات أسفرت عن مقتل مواطنين بريطانيين.

معلومات جديدة وصادمة

يكشف الفيلم سلسلة من التفاصيل المهمة، أبرزها عرضه للمرة الأولى لقطات تُظهر إقلاع طائرة تجسس أمريكية، مستأجرة من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني، من قاعدة أكروتيري في مهمة تحليق فوق غزة.

وفي وقت سابق من هذا العام، وبعد تنفيذ مئات الطلعات البريطانية فوق القطاع، كان النقاب قد كُشف عن أن الجيش البريطاني بدأ الاستعانة بمتعاقدين أمريكيين لتنفيذ هذه الرحلات.

وخلص التحقيق إلى أن عدد المهمات الاستطلاعية التي نفذها المتعاقدون الأمريكيون قد يكون أعلى بـ116 مهمة مما كان معروفاً سابقاً.

ونقل الفيلم عن مصادر مطلعة أن طائرات التجسس كانت قادرة، عبر أنظمة التصوير الراداري، على إنتاج صور عالية الدقة لقطاع غزة، ومشاركتها مع دولة الاحتلال بشكل فوري.

تصوير في يوم استهداف مواطنين بريطانيين

وتناول الفيلم أيضاً قضية جيمس هندرسون، الجندي السابق في قوات المارينز الملكية، الذي كان ضمن موكب تابع لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” في غزة، قبل أن يتعرض الموكب لغارة من جيش الاحتلال في الأول من أبريل/نيسان 2024، أسفرت عن مقتله مع ستة من عمال الإغاثة الدوليين.

وتحتفظ وزارة الدفاع البريطانية بلقطات مصوّرة لقطاع غزة التُقطت في اليوم نفسه الذي قُتل فيه هندرسون، بواسطة طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي، لكنها رفضت نشرها بحجة استثناءات تتعلق بالأمن القومي.

وفي مقابلة ضمن الفيلم، عبّر والد هندرسون، نيل، عن استيائه الشديد من هذا الرفض، قائلاً إنه “لا يستطيع فهم كيف يمكن لتلك اللقطات أن تمسّ أمن بريطانيا”.

ووصف نيل امتناع الوزارة عن نشر التسجيلات بأنه “إهانة”، مضيفاً: “لو تم الإفراج عنها، لكان لدينا فهم أفضل بكثير لما جرى على الأرض، أعتقد أن اللقطات كانت ستظهر أن الإسرائيليين كانوا يراقبون الفريق، وأنا أؤمن فعلاً بأن جيمس ورفاقه استُهدفوا عمداً.

وفي أغسطس/آب الماضي، تقدّم موقع ميدل إيست آي بطلب إلى وزارة الدفاع البريطانية، بموجب قانون حرية المعلومات، للاستفسار عما إذا كانت الوزارة تمتلك تسجيلات مصوّرة التقطتها طائرات بريطانية لهجومين نفذهما جيش الاحتلال في غزة وأسفرا عن مقتل مواطنين بريطانيين أو متطوعين يعملون مع مؤسسات خيرية بريطانية.

غير أن الوزارة رفضت الإفصاح عن المعلومات، مجددة تذرّعها باستثناءات تتعلق بالأمن والدفاع، علماً بأن أحد الهجومين اللذين شملهما الطلب أدى، في مارس/آذار الماضي، إلى مقتل ثمانية متطوعين يعملون مع مؤسسة “الخير”” البريطانية، أثناء قيامهم بنصب خيام للنازحين الفلسطينيين في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

“إنهم ينطلقون في رحلة موت”

ويثير الفيلم أيضاً تساؤلات جوهرية حول ادعاء وزارة الدفاع البريطانية بأن المعلومات الاستخبارية التي تُجمع تُستخدم حصراً لأغراض إنقاذ الأسرى الإسرائيليين الذين كانت حركة حماس تحتجزهم في قطاع غزة.

ففي مقابلة ضمن الوثائقي، يؤكد ستيف ماسترز، وهو فني سابق في سلاح الجو الملكي، أن بريطانيا لا تملك أي سيطرة فعلية على كيفية استخدام دولة الاحتلال للمعلومات التي تتلقاها.

ويشير ماسترز إلى أن اللقطات التي جرى تشاركها مع دولة الاحتلال “كان من الممكن بسهولة أن تُستخدم لأغراض تحديد الأهداف العسكرية”.

كما يسلّط الفيلم الضوء على حالة السخط المتزايدة داخل قبرص إزاء القاعدة الجوية البريطانية ودورها في دعم دولة الاحتلال، ويرصد احتجاجاً نظّمه سكان محليون ضد القاعدة.

وتقول السياسية القبرصية ميلاني ستيليو، التي رافقت الصحفيين في جولة قرب القاعدة: “فكرة أن طائرة تقلع في كل مرة بينما قد يُقتل أشخاص وأطفال في الوقت نفسه هي أمر مفجع ومثير للغضب، إنهم ينطلقون من هنا إنهم ينطلقون في رحلة موت”.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة