ترحيل الفلسطينيين عن أرضهم أو الأبارتهايد أو الإبادة.. هذا ما تحمله إسرائيل في جعبتها!

بقلم ايتاي ماك

في 26 فبراير 2023، أضرم مئات الإسرائيليين من اليمين المتطرف النار في عشرات المنازل، وحظائر الأغنام، والمتاجر والسيارات، وقتلوا فلسطينياً وجرحوا نحو 400 شخص في قرية حوارة قرب نابلس، واضطر بعض السكان إلى الفرار من منازلهم أمام هجمات المستوطنين.

في نفس اليوم، أبدى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إعجابه بتغريدة لمسؤول من المستوطنين دعت إلى محو قرية حوارة من الوجود.

وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس مواقف سموتريتش واصفا إياها بالــ “بغيضة وغير المسؤولة والمثيرة للاشمئزاز”.

وقال المسؤول الأمريكي: “مثلما ندين التحريض الفلسطيني على العنف، فإننا ندين هذه التصريحات الاستفزازية التي ترقى أيضًا إلى مستوى التحريض على العنف “.

الاحتمالات الثلاثة لسموتريتش

على مر السنين، لا يمكن تفسير بعض تعليقات سموتريتش إلا كتحريض مباشر وعلني على ارتكاب العنف ضد الشعب الفلسطيني.

ففي مايو 2017، أوضح سموتريتش الذي كان في ذلك الوقت عضوا في الكنيست الإسرائيلي خلال مؤتمر للصهاينة المتدينين ملامح خطته الرسمية للتعامل مع الشعب الفلسطيني، قائلاً إن على الفلسطينيين مغادرة الأراضي المحتلة، أو البقاء كمواطنين من الدرجة الثانية أو الاستمرار في المقاومة، وفي هذه الحالة “سيعرف جيش الدفاع الإسرائيلي ماذا يفعل”.

وضعت هذه الخطة بلا خجل على الطاولة خيار الإبادة الجماعية، إذا لم يوافق الفلسطينيون على المغادرة أو العيش في ظل نظام الفصل العنصري

ولدى سؤاله عما إذا كان ينوي قتل النساء والأطفال، قال سموتريتش: “الحرب هي الحرب”.

وكتب البروفيسور دانييل بلاتمان، المؤرخ البارز للمحرقة والإبادة الجماعية في الجامعة العبرية في القدس، إن هذه الخطة وضعت دون خجل على الطاولة خيار الإبادة الجماعية، إذا لم يوافق الفلسطينيون على المغادرة أو العيش في ظل نظام الفصل العنصري.

في مقابلة مع صحيفة هآرتس، نُشرت في 1 ديسمبر 2016، قال سموتريتش إن الجيش الإسرائيلي سيقاتل كل من لا يقبل بحكم الدولة اليهودية، موضحا

“هذا ما فعلناه في عام 1948، قاتلنا وانتصرنا وسنقاتل وننتصر”.

أنت هنا عن طريق الخطأ

في 6 سبتمبر 2017، أعاد سموتريش نشر الخيارات الثلاث في خطته للشعب الفلسطيني، وأوضح أن هناك من سيصر على استخدام العنف ضد الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل والسكان اليهود، و”سيتم التعامل مع هؤلاء الإرهابيين بحزم أكثر مما نفعله اليوم وبشروط أكثر ملاءمة لنا “.

وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، قال سموتريتش في خطاب ألقاه أمام أعضاء الكنيست الفلسطينيين:” أنتم هنا بالخطأ لأن بن غوريون لم يكمل المهمة في 48 ولم يطردكم”، وفي اليوم التالي قال عن عضو الكنيست العربي أحمد الطيبي “لا مكان لأمثاله في البلاد”.

في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 أعاد سموتريش نشر تغريدة تهاجم العائلات الفلسطينية التي رفضت قرار المحكمة العليا حول ملكية المستوطنين لمنازلها في حي الشيخ جراح بالقدس، ثم غرد مقتبسا من التوراة تهديدا بالتدمير والعقاب بلا رحمة لتلك العائلات.

“مجرد انتقام”

وفي 10 ديسمبر / كانون الأول 2015، حاول سموتريتش التقليل من خطورة قتل ثلاثة فلسطينيين من نفس العائلة بينهم طفل يبلغ من العمر 18 شهرًا، في حريق متعمد نفذه الإسرائيليون اليمينيون المتطرفون، زاعماً أنه لا ينبغي النظر لحادثة دوماً على أنها عمل إرهابي.

وفي 5 مايو 2016، برر سموتريتش في تعليقات بمناسبة ذكرى المحرقة قتل المراهق الفلسطيني محمد أبو خضير حرقا على يد المستوطنين في القدس كشكل من أشكال “الانتقام العادل”.

كل هذه التعليقات السابقة، تظهر أن تصريحات سموتريش الأسبوع الماضي حول المذبحة في حوارة لا يمكن تفسيرها إلا على أنها تحريض مباشر وعلني على ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.

العقوبات الأمريكية

في 18 أبريل 2016، أصدر الكونجرس الأمريكي قانون (Global Magnitsky Human Rights Accountability Act) والذي يسمح بفرض عقوبات على أي شخص أجنبي بناءً على أدلة موثوقة على أنه مسؤول عن عمليات القتل خارج نطاق القانون أو التعذيب أو ارتكاب الانتهاكات الجسيمة الأخرى لحقوق الإنسان المعترف بها دوليًا.

بناء على ذلك، أعتقد أن سموتريتش يؤيد الإبادة الجماعية لمن يعتبرهم “أعداء” ويدعم حرمانهم الكامل من حقوق الإنسان والحقوق المدنية المعترف بها في القانون الدولي.

ويتطلب قانون Magnitsky العالمي من الرئيس تقديم تقرير سنوي إلى الكونجرس بحلول 10 ديسمبر، بشأن التعيينات التي تمت خلال العام السابق.

ووفقًا لتقرير ديسمبر 2019، تعطي الولايات المتحدة الأولوية للإجراءات “التي من المتوقع أن تحدث تأثيرًا ملموسًا وهامًا على الشخص الخاضع للعقوبات والشركات التابعة له، من أجل إحداث تغييرات في السلوك أو تعطيل أنشطة الجهات الخبيثة”.

في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2021، صرح وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكين قائلا” نحن مصممون على وضع حقوق الإنسان في صميم سياستنا الخارجية، ونكرر التأكيد على هذا الالتزام باستخدام الأدوات والسلطات المناسبة للفت الانتباه إلى المساءلة لانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، بغض النظر عن مكان حدوثها “.

يجب أن ينطبق هذا أيضًا على بتسلئيل سموتريتش، وخاصة الآن، بعد تعيينه في مناصب سياسية رفيعة بما فيها توليه منصب وزير الدفاع وتعيينه مسؤولا عن الإدارة العسكرية المدنية وهي مناصب منحته قوة هائلة وفرصة لتحقيق خططه الخطيرة للإبادة الجماعية.

لهذا السبب ناشد 200 ناشط إسرائيلي، ومنظمة حقوقية، بالإضافة إلى حركة تدعم الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والمساواة، إدارة الرئيس جو بايدن لإضافة سموتريتش إلى قائمة العقوبات الأمريكية.

وبالنظر إلى زيارة سموتريتش المتوقعة للولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، يجب اتخاذ مثل هذا القرار دون مزيد من التأخير.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة