سيطر مئات من الطلبة على الفناء المركزي في جامعة برينستون، وتعهدوا بالبقاء فيه حتى تسحب الجامعة استثماراتها من الشركات التي تتكسب من الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين.
وجاء تحرك الطلبة بعد ساعات من إغلاق المسؤولين لمخيم أُقيم في الجامعة صباح الخميس احتجاجاً على الدعم الأمريكي للاحتلال.
واصطحب الطلبة وأعضاء هيئة التدريس ومناصروهم إلى المروج المحيطة بكنيسة الجامعة في ماكوش كورتيارد يوم الخميس مستلزمات البقاء في المكان من بطانيات وكتب وأجهزة الكمبيوتر المحمول، وأقاموا في المكان “جامعة شعبية لغزة” رداً على قرار برينستون بإغلاق الجامعة.
ويعد المعسكر المناهض للحرب الذي أقامه الطلبة في برينستون امتداداً لفعاليات مشابهة نظمها أقرانهم في أكثر من 30 جامعة أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي.
وخلال الفترة الصباحية، قام نخبة من أعضاء هيئة التدريس بزيارة الحديقة التي تجمّع فيها الطلبة وقدموا فيها المحاضرات التي شملت التدريس والنقاشات.
ودعا المنظمون الجامعة إلى سحب استثماراتها من الشركات التي “تستفيد من عدوان الاحتلال المتواصل على غزة أو تشارك فيه، بالإضافة إلى المقاطعة الأكاديمية والثقافية للمؤسسات الإسرائيلية”.
كما طالب الناشطون الجامعة بوقف جميع الأبحاث حول “أسلحة الحرب” الممولة من وزارة الدفاع الأمريكية.
وقام الطلبة بتوزيع المنشورات وإنشاء مكتبة متنقلة تحتوي على كتب تشمل أعمال فرانز فانون ورشيد الخالدي، كما دعوا المارة للانضمام والتفاعل مع احتجاجهم.
وأطلق الطلبة المحتجون هتافات من قبيل “لن نتوقف، لن نرتاح”، و”المقاومة مشروعة عندما يكون هناك احتلال”.
وكان نشطاء من تحالف يضم منظمات مناهضة للحرب قد وصل إلى المكان ونصب خيام المعسكر قبل الساعة السابعة من صباح الخميس لكن أمن الحرم الجامعي تحرك على الفور وطالبهم بتفكيك معسكرهم أو مواجهة الاعتقال والإيقاف.
وذكرت طالبة في الدراسات العليا في جامعة برينستون تدعى صوفي: “الجامعة تدعي أنها تفسح المجال لحرية التعبير، لكنها اتخذت موقفاً متشدداً بشأن الخيام لأنهم كانوا يعلمون أنها ترمز إلى التضامن مع غزة ومع الطلاب في جميع أنحاء البلاد”.
وقالت صوفي لموقع الشرق الأوسط: “من المحبط للغاية أن يتمكنوا من تغيير ما تعنيه حرية التعبير عندما لا يكون ذلك مناسباً لهم، لقد بدأوا بعد دقائق قليلة من نصب الخيام في اعتقال الطلاب”.
وقال طلبة من الجامعة أنه تم القبض على طالبين بعد ذلك وتم إجلاؤهما على الفور من السكن الطلابي ومنعهما من دخول الحرم الجامعي.
وأوضح الطلبة أن مسؤولي الجامعة تلقوا بلاغاً في وقت سابق من هذا الأسبوع بشأن احتمال إقامة معسكر في الحرم الجامعي.
ويوم الأربعاء، أبلغ المسؤولون الطلبة عبر البريد الإلكتروني أن المشاركين في “مخيم أو احتلال أو أي سلوك تخريبي غير قانوني آخر يرفضون التوقف، وبعد تحذيرهم سيتم القبض عليهم ومنعهم على الفور من دخول الحرم الجامعي”.
وتأتي التطورات في جامعة برينستون مع استمرار الاحتجاجات التي يقودها الطلاب وامتدادها إلى جامعات أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
فيوم الخميس، أنشأ المئات من الطلبة في حرم هارلم التابع لكلية سيتي كوليدج في نيويورك (كوني) مخيمهم الخاص لفلسطين، ليصبحوا رابع تجمع طلابي يفعل ذلك في مدينة نيويورك، بعد جامعات كولومبيا ونيويورك والكلية العصرية.
وجاء في بيان صادر عن طلبة جامعة مدينة نيويورك: “سيبقى الطلاب في معسكراتهم حتى تلبي إدارة جامعة مدينة نيويورك مطالبهم بسحب الاستثمارات والمقاطعة وتجريد الحرم الجامعي من السلاح والتضامن مع التحرر الفلسطيني”.
وأضاف البيان: “نطالب بوضع حد للانتقام من طلاب وعمال جامعة مدينة نيويورك الذين يتحدثون علناً عن الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني”.
أما في كوني، فقال الطلبة أنهم اعتمدوا على إرث حركة كوني الطلابية الاحتجاجية عام 1969، عندما قام أكثر من 200 طالب من السود والبورتوريكيين بإخلاء مباني الحرم الجامعي وإغلاقه لمدة 17 يوماً.
وقال طلاب من تحالف الطلاب من أجل العدالة في فلسطين (DMV) في عاصمة ولاية ماريلاند، أن نشطاءهم من ثماني جامعات في المنطقة أقاموا مخيماً أيضاً في حرم جامعة جورج واشنطن صباح الخميس.
وتكمن أهمية حراك الطلبة في جامعة برينستون في أن الجامعة تُعتبر أكثر محافظةً من جامعات الساحل الشرقي الكبرى ذات الطابع الليبرالي التي شهدت مع عموم جامعات الولايات المتحدة احتجاجات واسعة مؤخراً.
ورغم تصنيفها المحافظ، فقد لعب طلبة جامعة برينستون دوراً في حركة المقاطعة الدولية ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في أواخر الستينيات والسبعينيات.
وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، واجه العديد من الطلبة في جامعة برينستون، الذين عبروا عن آراء مؤيدة للفلسطينيين، الترهيب، بما في ذلك المضايقات من قبل المنظمات المؤيدة للاحتلال.
وسبق لطلبة الجامعة أن أكدوا أنه يجري تقويض وجهات النظر المتضامنة مع فلسطين في الجامعة بشكل روتيني وربطها بمعاداة السامية من قبل المنظمات الطلابية الداعمة للاحتلال دون أي عواقب أو مساءلة من قبل الجامعة.