رسالة مفتوحة من منظمات بريطانية في مجال الصحة النفسية لوضع حد لتواطؤ الغرب مع إسرائيل في حربها على غزة

ما يلي رسالة مفتوحة صادرة عن مجموعة من المنظمات البريطانية المختصة في مجال الصحة النفسية، تدعو فيها إلى إنهاء الدعم الغربي لإسرائيل في صراعها مع غزة، حيث شددت هذه المنظمات على أن التواطؤ الغربي يسهم في استمرار العنف ويؤثر سلبًا على الصحة النفسية للفلسطينيين، مطالبة باتخاذ مواقف حازمة من أجل وقف الحرب وتحقيق العدالة.

الرسالة من ترجمة وتحرير مريم الحمد

ما يلي نص الرسالة المترجمة عن موقع ميدل إيست آي

نحن مجموعة من المنظمات التي كرست عملها لمجال الصحة النفسية نطالب بالعدالة لفلسطين من خلال هذا البيان الذي أصدرناه في ذكرى 7 أكتوبر عام 2023.

قبل عام واحد، بدأت إسرائيل هجوم إبادة جماعية على سكان غزة وعلى البنية التحتية بأكملها في القطاع، ولم يكن باستطاعة أحد منا أن يتنبأ بأن عطش الساسة الإسرائيليين للدماء سيظل مستمراً بعد مرور 12 شهراً من خلال القصف الوحشي.

الحقيقة أن عواقب هذا العام المميت على الصحة الجسدية والعقلية لسكان غزة سوف تظل تأثيراتها ممتدة على المدى الطويل بأشكال لا يمكن حصرها. 

انطلاقاً من اختصاصنا في الصحة النفسية، فإننا نشارك غضبنا العميق وحزننا وإحساسنا بالعار إزاء فداحة ما حدث وما زال يحدث لسكان غزة، حيث نقوم في هذه المرحلة بعمل تقييم لتأثير عام من القصف المستمر والقتل والإصابات الكارثية والنزوح والمجاعة والمرض.

نود التنويه أيضاً أنه وبرغم تأثير الحرب على كل شخص بما لا يقاس، إلا أن هناك آثاراً كارثية مترتبة على الأطفال والذين سيكونون سكان غزة في المستقبل

لقد وصف المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، هذه الحرب بأنها “حرب على الأطفال ومستقبلهم”،  حيث أن حرمان الأطفال من المستقبل في أرضهم، مع إعاقة نموهم جسدياً ونفسياً لطالما كان جزءاً من منطق الاستعمار الاستيطاني!

فقدان الطفولة

إن من يبقى على قيد الحياة من الأطفال في غزة، سوف يتعرض لإرث من الإصابات الفظيعة، بما فيها الإعاقات التي تتطلب سنوات من إعادة التأهيل، في ظل غياب أي موارد لتمكينهم من ذلك، فقد تم طردهم من منازلهم، كما تعرض الكثير منهم إلى فقدان الوالدين والأسرة الممتدة، واضطر العديد منهم إلى تولي مهام الكبار بما يتجاوز قدراتهم. 

في بعض الحالات، فإن سنة واحدة تساوي حياة الطفل بأكملها، وهي نصف حياة طفل صغير وربع حياة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، كما أن طفلاً يبلغ من العمر 10 أعوام، نجا في العام الماضي، أصبح لديه ذاكرة موروثة من قصفين مميتين سابقين على الأقل.

لم يعد لأطفال غزة الآن مباني مدرسية يعودون إليها، وليس لديهم أي احتمال للحصول على أي من هذه الخدمات قريباً، حيث تتعرض الأونروا، المصدر الرئيسي للتعليم في غزة، إلى هجوم شديد من قبل إسرائيل، التي تمنع أيضاً دخول الإمدادات الكافية من الغذاء إلى غزة. 

لقد أصبحنا منخرطين أكثر من أي وقت مضى في العمل الجماعي المطلوب منا للالتزام بأخلاقياتنا المهنية والوقوف في وجه هذه الإبادة الجماعية، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لأطفال غزة!

من جانب آخر، لا يملك سكان غزة أي وسيلة للهروب من القصف الإسرائيلي المستمر والقناصة والطائرات بدون طيار، فالمذبحة الوحشية بحق المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية وتدمير البيئة المبنية والطبيعية وقتل العاملين في مجال الرعاية الصحية والمساعدات، كلها عوامل أدت إلى غضب واحتجاجات لا مثيل لها في جميع أنحاء المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم.

مع مرور كل شهر، أخذت الصدمات جراء الإبادة الحاصلة بالتزايد رغم الأحكام الصادرة عن قبل محكمة العدل الدولية والطلب الذي تقدم به المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع.

الإبادة مستمرة بسبب تواطؤ القوى الغربية الكبرى التي منحت إسرائيل، على مدى عقود، حصانة مطلقة لمواصلة سياساتها العدوانية المتمثلة في التوسع الاستعماري الاستيطاني وسرقة الأراضي والتطهير العرقي والسجن والقمع العنيف لحقوق الإنسان.

التواطؤ الغربي

من خلال خبرتنا في مجال الصحة العقلية والنفسية، فنحن نعلم أنه عندما لا يتم وضع حدود أو فرض قيود على السلوك المسيء والعنيف، لا يتورع مرتكب الجريمة عن تحقيق مصالحه الخاصة فقط، مما يؤدي إلى تجريد الآخرين من إنسانيتهم، وهذا ما ثبت في فلسطين من خلال ما رأيناه في غزة وفي بقية فلسطين المحتلة، وفي غرف التعذيب في سدي تيمان، والآن في لبنان، حيث أن القسوة والسادية تزدهر في ظل الإفلات من العقاب.

وخلال احتجاجنا على الإبادة الجماعية المستمرة منذ عام في غزة، فقد طالبنا حكوماتنا بوضع حد لهذا الإفلات من العقاب من خلال المطالبة بمحاسبة إسرائيل بموجب القانون الدولي، وإنهاء توريد الأسلحة لإسرائيل ومعاقبة قادتها.

حتى الآن، لم نر إلا خطوات متواضعة من طرف حكومة حزب العمال الجديدة، ولكن يتعين علينا جميعاً أن نواصل الضغوط، فخلال العام الماضي، تزايد الوعي من خلال حقائق عن ممارسات إسرائيل الاستعمارية والعنصرية والفصل العنصري وتواطؤ القوى العالمية.

لقد حشد الكثيرون في “المهن المساعدة” من العاملين في مجال الرعاية الصحية وعلماء النفس والمعالجين النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين، للدعوة إلى وضع حد للتواطؤ مع إسرائيل ومقاومة التطبيع مع مؤسساته ورفض التخويف من خلال استراتيجيات الإسكات.

بعد مرور عام، ما زلنا نتأثر بشدة بالمعاناة التي تتعرض لها فلسطين، وقد أصبحنا منخرطين أكثر من أي وقت مضى في العمل الجماعي المطلوب منا للالتزام بأخلاقياتنا المهنية والوقوف في وجه هذه الإبادة الجماعية، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لأطفال غزة!

الشبكة البريطانية الفلسطينية للصحة النفسية

تجمع الأخصائيين الاجتماعيين من أجل حرية فلسطين/ بريطانيا

أخصائيون أسريون من أجل فلسطين/ بريطانيا

منظمة محللون من أجل فلسطين/ بريطانيا 

تجمع أخصائيي التحليل النفسي من أجل فلسطين/بريطانيا

منظمة تحرير الصحة النفسية

معالجون نفسيون ومستشارون اجتماعيون 

تحالف الصحة الاشتراكية/ لندن

منظمة العدالة في الرعاية الصحية/ لندن

العيادة الحمراء/بريطانيا

للاطلاع على النص الكامل للرسالة باللغة الانجليزية من (هنا)

مقالات ذات صلة