رصد طائرة عسكرية بريطانية في الأجواء القطرية خلال غارة الاحتلال على الدوحة

علم موقع ميدل إيست آي أن طائرة بريطانية رُصدت على تطبيقات تتبع الرحلات الجوية فوق قطر يوم الاثنين، في وقت قريب من توقيت غارة الاحتلال المفاجئة على الدوحة.

ووفقاً للبيانات فإن طائرة النقل التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني وهي من طراز “فوييجر” كانت تحلق في السماء ضمن مناورة بريطانية قطرية سنوية.

وكانت الأنباء قد أفادت بأن أكثر من اثنتي عشرة مقاتلة للاحتلال قصفت اجتماعًا لكبار مسؤولي حماس الذين كانوا يناقشون أحدث مقترح لوقف إطلاق النار في غزة والمدعوم من الولايات المتحدة.

وأسفر الهجوم على المباني السكنية بالقرب من المدارس والسفارات عن استشهاد ستة أشخاص، بمن فيهم نجل كبير مفاوضي حماس الدكتور خليل الحية وعضو في قوة الأمن الداخلي القطرية، وإصابة عدد من المدنيين.

وقالت مصادر مقربة من الحركة لموقع ميدل إيست آي إن كبار القادة، الذين تستضيفهم البلاد منذ عام 2012، نجوا من الهجوم.

في غضون ذلك، أثار وجود طائرة سلاح الجو الملكي البريطاني تكهنات عبر الإنترنت بشأن تورطها في الغارة، بما في ذلك شائعات بأنها كانت تزود طائرات الاحتلال المقاتلة بالوقود.

لكن مصدراً عسكرياً بريطانياً قال لموقع ميدل إيست آي أن الطائرة كانت تُحلّق في الجو ضمن مناورة “الصقر المُحلّق”، وهي مناورة سنوية تُتيح لطياري سلاح الجو الملكي البريطاني والقوات الجوية الأميرية القطرية فرصة التدرب على التزود بالوقود جوًا.

وأضاف المصدر أن طائرة فوييجر KC3 المذكورة غير مُجهزة بإمكانيات مراقبة، وتستخدم نظامًا للتزود بالوقود يُسمى “المسبار والقطران”، وهو غير متوافق مع طائرات سلاح جو الاحتلال وهي بالتالي غير مؤهلة لتزويد الطائرات المهاجمة بالوقود.

وتُظهر بيانات الرحلة المتاحة للجمهور أن الطائرة حلقت لأكثر من خمس ساعات يوم الاثنين، حيث أقلعت قبيل الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت المحلي، قبل أن تهبط بعد الثامنة مساءً بقليل في قاعدة العديد الجوية، علماً أنها غادرت قاعدة بريز نورتون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني منذ 3 سبتمبر/أيلول.

وأفادت التقارير بسماع دوي انفجارات لأول مرة في الدوحة حوالي الساعة الثالثة مساءً.

وأعلنت إدارة ترامب أنها تلقت تحذيرًا بشأن الهجوم من الجيش الأمريكي قبيل وقوعه، وأبلغت المسؤولين القطريين بذلك.

غير أن ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، أعلن على منصة X أن الاتصال من الولايات المتحدة جاء “خلال دوي انفجارات ناجمة عن هجوم الاحتلال في الدوحة”.

وقال أندرياس كريج، الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الدفاعية بكلية كينجز كوليدج لندن، لموقع ميدل إيست آي: “إن توقيت الهجوم الإسرائيلي، في الوقت الذي كانت تجري فيه مناورة عسكرية بمشاركة حليف، يشير إلى أن إسرائيل خاطرت كثيرًا بهذه العملية المتهورة”.

وقال كريج: “إن الإشعار القصير الذي قدمته إسرائيل للقيادة المركزية الأمريكية يعني أن المملكة المتحدة فوجئت لدرجة أن التدريبات المقررة استمرت دون تغييرات”.

وأضاف: “جميع هذه الدول جزء من البنية التحتية الأمنية للقيادة المركزية الأمريكية، ولذلك لا يُتوقع من إسرائيل أن تنتهك سيادة حليف للولايات المتحدة في القيادة المركزية دون إنذار مسبق كافٍ”.

وأضاف: “في الوقت نفسه، تحافظ المملكة المتحدة على علاقة استخباراتية وثيقة مع الولايات المتحدة عبر ما يسمى تحالف العيون الخمس، وتتوقع تلقي تحذير في الوقت المناسب”. 

وتابع بالقول أنه “يبدو أن هذا التحذير جاء متأخرًا جدًا لأن العملية الإسرائيلية كانت بالفعل في قد انطلقت إلى الأجواء، ولم يترك ذلك سوى مساحة ووقت ضئيلين جدًا لخفض التوتر”.

وباحتساب الغارة على قطر، فإن قوات الاحتلال قصفت ما لا يقل عن خمس دول وأراضٍ في المنطقة على مدار 24 ساعة خلال هذا الأسبوع، بما في ذلك تونس ولبنان وسوريا وغزة.

وقالت ياسمين الجمل، محللة السياسة الخارجية ومستشارة البنتاغون السابقة لشؤون الشرق الأوسط، يوم الاثنين: “لا أحد ولا مكان في المنطقة آمن في ظل حكومة نتنياهو هذه”.

وأضافت: “هذه هي الرسالة الأساسية هنا، هذه ليست المرة الأولى التي يأمر فيها نتنياهو بشن هجوم على دولة ذات سيادة، في كل مرة هو فعل ذلك”.

مقالات ذات صلة