شرعت دولة الاحتلال في إعادة دبلوماسييها إلى تركيا في وقت سابق من هذا الشهر، بعد نصف عام من سحبهم بسبب مخاوف أمنية.
وذكر مصدر إسرائيلي يوم الإثنين أن إعادة الدبلوماسيين تتم تدريجياً “بالنظر إلى أن مغادرتهم كانت لأسباب أمنية”، في حين مسؤول تركي أن الدبلوماسيين عادوا إلى مواقع عملهم.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن عاودت العلاقات الثنائية بين البلدين تراجعها عقب إيقاف أنقرة تجارتها مع دولة الاحتلال بشكل كامل في وقت سابق من هذا الشهر، وبعد مطالبتها بتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة ووقف إطلاق النار في القطاع.
وخلف هجوم حماس على مستوطنات الاحتلال ومعسكرات جيشه في غلاف غزة في السابع من أكتوبر صدعاً في علاقات البلدين الذين قاما بتطبيع العلاقات وتبادل السفراء في العام الماضي.
وكانت أنقرة قد التزمت الصمت تجاه حكومة بنيامين نتنياهو في بداية عدوان الاحتلال على غزة وأدانت هجمات حماس، لكن موقف الحكومة التركية تغير مع مرور الوقت في ظل تصاعد المعاناة في قطاع غزة، حيث استدعت تركيا سفيرها لأول مرة للتشاور في تشرين الثاني/نوفمبر.
ومنذ تكبدها خسائر كبيرة في الانتخابات المحلية التركية في آذار/ماري، كثفت الحكومة التركية انتقاداتها للاحتلال واتخذت سلسلة من الخطوات ضد حكومة نتنياهو.
كما أعلنت تركيا في وقت سابق من هذا الشهر أنها ستنضم إلى جنوب إفريقيا في قضية الإبادة الجماعية ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية.
وأثار وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنتنياهو بأنه أسوأ من النازيين، مناكفات حادة بالتصريحات بين المسؤولين الأتراك والإسرائيليين، حيث وصف وزير خارجية الاحتلال إسرائيل كاتس، يوم الأحد، أردوغان بأنه “طاغية ومحرض وكاذب”.
وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن التمثيل الدبلوماسي التركي في إسرائيل لم ينخفض منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث ظلت سفارة تركيا في تل أبيب وقنصليتها في القدس تعملان، وتم استدعاء السفير فقط للتشاور.
وقال المصدر: “لذلك، على الرغم من أن العلاقات الثنائية متوترة للغاية، فإننا سنحاول بذل قصارى جهدنا مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة”.
وأضاف: “لذلك فإن عودة الدبلوماسيين ستكون تدريجية وحذرة”.