تسعى دولة الاحتلال للحصول على ضمانات مكتوبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسماح لها باستئناف العمليات العسكرية في غزة إذا لم تُلبَّ مطالبها، حتى في حال استمرار المحادثات بشأن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً.
ونقلت القناة 14 العبرية يوم الأربعاء عن “عضو في القيادة السياسية”، وهي عبارة تُستخدم غالبًا للإشارة إلى تسريبات متعمدة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن المقترح الحالي يتضمن رسالة جانبية من ترامب.
ووفقاً للتقارير فإن الرسالة ستمنح الاحتلال الضوء الأخضر “لتجديد إطلاق النار إذا لم تُلبَّ مطالبنا المتعلقة بنزع سلاح حماس ونفي قادتها”، وسيكون بوسع تل أبيب تفسير هذه الشروط وتعريفها وإصدار حكمها بناءً عليها.
وكانت دولة الاحتلال قد انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار واستأنفت العمليات العسكرية في مارس/آذار الماضي، حيث أشار العديد من المحللين آنذاك إلى أن تل أبيب لا ترغب في استمرار المفاوضات.
تأتي هذه التطورات الأخيرة على الرغم من المزاعم المعلنة بالتفاؤل من جانب كل من المسؤولين الإسرائيليين وترامب.
فقد صرّح الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء بأن دولة الاحتلال قد قبلت الشروط اللازمة لوقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وأن الأطراف ستعمل خلال هذه الهدنة على “إنهاء الحرب”.
وأوضح ترامب: “سيُقدّم القطريون والمصريون، الذين عملوا بجدّ للمساعدة في إحلال السلام، الاقتراح النهائي”.
لكن تقارير إعلامية عبرية أشارت إلى أن المحادثات لا تزال محفوفة بالمخاطر، موضحة أن تحديات خطيرة مازالت ماثلة خلف الكواليس، لا سيما بشأن ما سيحدث بعد الهدنة.
جدير بالذكر أن نائب رئيس الشؤون الفلسطينية السابق في جيش الاحتلال أميت ياغور قال للقناة 14 المؤيدة لنتنياهو بأن مساعي ترامب الأكثر شمولاً نحو “شرق أوسط جديد” تزيد الضغط على الجهات الإقليمية الفاعلة وخاصة قطر، حيث يتمركز العديد من كبار مسؤولي حماس.
وخلال اجتماع مجلس وزراء الاحتلال مساء الثلاثاء، تعهد نتنياهو بأن يضمن أي اتفاق يتم الوصول إليه القضاء على المقاومة الفلسطينية، وقال: “علينا قتل كل من يحمل سلاحًا”.
وكتب المحلل العسكري عاموس هاريل في صحيفة هآرتس العبرية أن نتنياهو قد يظهر بمظهر المُساوم أمام واشنطن، لكن مطالب حماس الأساسية لم تتغير.
وكتب هاريل: “بالنسبة لحماس، المطلب الأهم هو إنهاء الحرب”، مُضيفًا أن الحركة تُريد ضمانات أمريكية لمنع الاحتلال من تخريب أي مرحلة مُستقبلية من الاتفاق.
وقال هاريل إن نتنياهو لا يزال مُحاصرًا بين إبرام هدنة والحفاظ على دعم حلفائه اليمينيين المُتطرفين في الائتلاف.