كشف تقرير صادر عن موقع Intelligence Online ومقره فرنسا، أن الإمارات هي العميل الذي لم يتم الكشف عنه في صفقة دفاعية ضخمة مع شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية، وذلك بعد أن ذكرت شركة إلبيت سيستمز في نوفمبر الماضي بأنها أبرمت صفقة أسلحة بقيمة 2.3 مليار دولار لمدة 8 سنوات مع عميل دولي لم تحدده.
صرح رئيس إلبيت سيستمز، بيزاليل ماتشليس، في ذلك الوقت: “يشكل هذا العقد اعترافاً مهماً بقدراتنا التكنولوجية الفريدة ويعزز بشكل كبير جهودنا لتزويد عملائنا بالحلول المتقدمة وذات الصلة”.
وقد أفاد موقع Intelligence Online في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن الصفقة كانت تقضي بأن تقوم الإمارات بشراء نظام دفاع إلكتروني جديد من شركة إلبيت سيستمز لحماية الطائرات المدنية والعسكرية.
وفقاً للتقرير، فمن المحتمل أن يكون النظام هو نظام حماية الطائرات J-Music من شركة إلبيت، والذي يستخدم تقنية الليزر المتقدمة لتعطيل أجهزة استشعار الصواريخ أرض-جو التي يتم إطلاقها على الطائرات.
“تعد الإمارات نفسها لتكون مصدر إزعاج للإجماع العربي، وهذه هي المنفعة الرئيسية لدولة الإمارات بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل” – عبد العزيز الغشيان- محلل سعودي
وفي منشور على لينكد إن، كتب محلل الدفاع المقيم في واشنطن، بلال صعب: “السبب الوحيد لعدم نشر هذا الأمر على نطاق أوسع، على الرغم من كونه قصة ضخمة، هو أن التفاصيل قليلة للغاية، ولكن يمكن مراقبة التعاون المتنامي بين إلبيت سيستمز وEdge”.
الشراكة الإماراتية الإسرائيلية
لم تذكر مقالة Intelligence Online شركة الدفاع الإماراتية المملوكة للدولة Edge، لكن الشركة كانت تعقد صفقات مع شركات الدفاع الإسرائيلية.
في نوفمبر عام 2021، أعلنت شركة Edge وصناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) عن شراكة لتصميم سفن بدون طيار قادرة على الحرب المضادة للغواصات، كما لم تتراجع Edge عن عقد صفقات مع الشركات الإسرائيلية حتى وسط الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي وقت سابق من هذا العام، وافقت شركة Edge على استثمار 10 ملايين دولار لشراء حصة 30% في شركة Thirdeye Systems الإسرائيلية، وهي شركة مطورة للأنظمة الكهروضوئية القائمة على الذكاء الاصطناعي للكشف عن الطائرات بدون طيار والمركبات الجوية بدون طيار.
وتعتبر صفقة إلبيت سيستمز مع الإمارات جديرة بالملاحظة لعدة أسباب، فهي تسلط الضوء على وقوف أبو ظبي إلى جانب إسرائيل حتى خلال هجومها على غزة، في وقت اعترفت فيه الأمم المتحدة وخبراء حقوق الإنسان والمؤرخون وقادة عرب من بينهم ولي عهد السعودية والرئيس المصري، بأن الهجوم الإسرائيلي إبادة جماعية.
يذكر أن الإمارات أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 2022 كجزء من اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، كما أشار العديد من المسؤولين العرب من عدة دول لموقع ميدل إيست آي في أوقات سابقة إلى أن الإمارات أكثر دعماً للخطط الإسرائيلية في قطاع غزة من جيرانها الخليجيين.
في حديثه لميدل إيست آي في وقت سابق، أوضح المحلل السعودي عبد العزيز الغشيان بالقول: “تعد الإمارات نفسها لتكون مصدر إزعاج للإجماع العربي، وهذه هي المنفعة الرئيسية لدولة الإمارات بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل”، كما يمكن أن تثير الصفقة الاهتمام بواشنطن بين الصقور في الصين.
العلاقات الإسرائيلية الإماراتية الصينية
يشعر العديد من مسؤولي المخابرات والدفاع الأمريكيين بالقلق من العلاقات العسكرية المتنامية بين الإمارات والصين، ففي وقت سابق من هذا الشهر، أجرى البلدان مناورتهما الجوية الثالثة.
وقد أثار انفتاح إسرائيل على إبرام الصفقات مع الصين غضب البعض في واشنطن، ففي وقت سابق من هذا العام، وافقت إسرائيل على السماح لمجموعة شنغهاي الدولية للموانئ الصينية بمضاعفة قدرة ميناء باي في حيفا.
وقد كشفت ميدل إيست آي مؤخراً أيضاً عن أن المخابرات الأمريكية أشارت إلى أن الإمارات تستضيف أفراداً عسكريين صينيين في قاعدة في أبو ظبي.
من غير الواضح ما إذا كان أعضاء جيش التحرير الشعبي لا يزالون في الإمارات، لكن المسؤولين والأفراد الأمريكيين المطلعين على الأمر قالوا لموقع ميدل إيست آي، بعد نشر هذا التقرير، بأن الولايات المتحدة لا تزال تراقب النشاط الصيني في منشأة ميناء في الدولة الخليجية، والتي يشتبهون في أنها يمكن أن تستخدم لأغراض عسكرية.
وفي أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة فايننشال تايمز عن حصول الولايات المتحدة، في عام 2022، على معلومات استخباراتية مفادها أن شركة G42 الإماراتية أعطت تكنولوجيا هواوي الصينية، والتي استخدمها جيش التحرير الشعبي الصيني لتوسيع نطاق صواريخ جو-جو.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)







