اتهم إد ديفي، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، ثالث أكبر الأحزاب في البرلمان البريطاني، إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية للمرة الأولى.
جاء تصريح ديفي، الذي يمثل دائرة كينغستون وسوربيتون، بعد أن أصدرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن فلسطين وإسرائيل، الثلاثاء، تقريرًا اعتبر أن إسرائيل مذنبة بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وهو الحكم الأكثر سلطة حتى الآن.
وأدلى ديفي بهذه التصريحات مبررًا قراره مقاطعة المأدبة الملكية التي أقيمت مساء الأربعاء على شرف الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته لبريطانيا، احتجاجًا على دعمه للحرب الإسرائيلية.
وقال ديفي في حديث لإذاعة LBC مساء الثلاثاء: “لقد اطلعنا الآن على تقرير الأمم المتحدة. كما تابعنا ما صدر عن الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، وكذلك المنظمات الإسرائيلية مثل بتسيلم. جميعهم قالوا إن هناك إبادة جماعية. وأنا أقول معهم: نعم، هناك إبادة جماعية”.
تقرير أممي حاسم
أشارت لجنة التحقيق الأممية، في تقرير من 72 صفحة، إلى أن إسرائيل ارتكبت أربعة من أصل خمسة أفعال محظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، وأن قادة إسرائيل كانت لديهم نية لتدمير الفلسطينيين في غزة كجماعة.
وفي تعليق على التقرير، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية لموقع ميدل إيست آي إن “أي تحديد رسمي لما إذا كانت الإبادة الجماعية قد وقعت يجب أن يصدر عن محكمة وطنية أو دولية مختصة”.
وأضاف: “لكننا أوضحنا بشكل صريح أن ما يحدث في غزة أمر مروّع، ونواصل مطالبة إسرائيل بتغيير مسارها فورًا، بوقف هجومها البري والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل”.
مقاطعة المأدبة الملكية
صرّح ديفي لإذاعة LBC قائلاً: “بما أن الرئيس ترامب يريد الحصول على جائزة نوبل للسلام، فعليه أن يوقف [الإبادة]. إنه قادر على إيقافها، وأحد أسباب عدم ذهابي إلى المأدبة… أنني أردت أن تتركز تغطية زيارته الرسمية على حقيقة أنه يمتلك سلطة إيقافها”.
وأضاف: “يمكنه الاتصال بنتنياهو ويطالبه بوقف إطلاق النار والسماح بدخول الغذاء للفلسطينيين الأبرياء. ويمكنه أيضًا الاتصال بالحكومة القطرية ودول الخليج الأخرى للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن”.
خلفية سياسية ودينية
وكانت إسرائيل قد حاولت الأسبوع الماضي اغتيال وفد التفاوض التابع لحماس في الدوحة، في هجوم غير مسبوق على قطر.
وقال ديفي سابقًا إنه كان من الصعب عليه أن يرفض دعوة الملك لحضور المأدبة، لكنه أشار إلى أن إيمانه المسيحي كان له أثر في قراره بالمقاطعة.
وقد دأب زعيم الديمقراطيين الأحرار على الحديث عن غزة في البرلمان، مطالبًا حكومة حزب العمال بممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل.
وفي سبتمبر الماضي، دعا الحزب إلى فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، ليصبح بذلك أكبر حزب بريطاني من حيث عدد المقاعد في البرلمان يتبنى هذا المطلب.
