في خروج عن السياسة البريطانية الرسمية، أرسل رئيس أساقفة كانتربري جاستين ويلبي يوم الأحد نداء عاجلاً من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة ووضع حد للقصف الإسرائيلي للمدنيين.
انضم ويلبي إلى أساقفة مسيحيين آخرين في القدس للمطالبة “بوقف إنساني فوري لإطلاق النار حتى تتمكن وكالات الإغاثة التي تخدم مئات الآلاف من المدنيين النازحين في غزة، من استلام الغذاء والماء والإمدادات الطبية الحيوية بشكل آمن.
وكان موقف رئيس الأساقفة في الكنيسة الرسمية في إنجلترا لافتاً جداً بسبب تناقضه الواضح مع سياسة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي أمر الأسبوع الماضي بامتناع بريطانيا عن التصويت على قرار الأمم المتحدة المؤيد لوقف إطلاق النار.
تضم كنيسة إنجلترا إلى جانبها المتظاهرين الذين يقدر عددهم بنحو 100 ألف مسيحي ساروا عبر لندن يوم السبت للمطالبة بوقف فوري للقصف الإسرائيلي لقطاع غزة المحاصر.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وإسرائيل مستمرة في شن عدواناً عنيفاً على القطاع الساحلي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 4300 فلسطيني غالبيتهم من المدنيين من النساء والأطفال.
إن دعوة رئيس الأساقفة شديدة اللهجة لوقف إطلاق النار، والتي صدرت بالاشتراك مع بطاركة ورؤساء العديد من كنائس القدس، تفتح صدعاً غير مسبوق بين المؤسسة السياسية والدينية في بريطانيا بشأن حرب غزة.
ويأتي ذلك في اعقاب الغارة الإسرائيلية الجوية التي استهدفت كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية في غزة والتي يعود تاريخها إلى ما قبل 1600 عام، ما أدى إلى مقتل 18 شخصاً، بينهم تسعة أطفال.
وأعرب بيان البطاركة ورؤساء الكنائس عن إدانتهم للقصف الإسرائيلي المتواصل، وجاء فيه: “بأشد العبارات الممكنة، نعرب عن إدانتنا للغارات الجوية الإسرائيلية التي ضُربت دون سابق إنذار على مجمع كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية في غزة”.
وأضاف البيان: “لا يمكننا أن نتجاهل أن هذا ليس إلا أحدث مثال على إصابة أو قتل أطفال أبرياء نتيجة الهجمات الصاروخية على ملاجئ تعتبر الملاذ الأخير، كما المدارس والمستشفيات التي فر منها اللاجئون بعد أن دمرت منازلهم في حملة القصف المتواصلة التي شنت على المناطق السكنية في غزة خلال الأسبوعين الماضيين”.
وجاء أيضا في البيان: “ندعو جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف تصعيد العنف، والتوقف عن استهداف المدنيين بشكل عشوائي من جميع الأطراف، والعمل ضمن القواعد الدولية للحرب”.
وقال ويلبي إن “جميع التفجيرات ضد المدنيين خاطئة، لقد طالبنا بالفعل بوقف إطلاق النار لفتح ممر إنساني آمن”، مؤكداً على ضرورة التمييز بين المقاتلين والمدنيين وخوض الحرب وفقاً للمبادئ والمعايير الدولية والحضرية.
وفي وقت سابق من يوم الأحد، أدان رئيس الأساقفة، خلال خطبته أمام نحو 150 من المصلين في كاتدرائية القديس جورج الإنجليكانية، هجمات المستوطنين الإسرائيليين القاتلة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك القصف المتواصل في غزة.
ومن بين اساقفة الكنيسة الذين أيدوا البيان ثيوفيلوس 111، بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس، البطريرك اللاتيني فؤاد طواي، والبطاركة الأرمن والأقباط.