زلزال تركيا يلحق دمارا كبيرا بأقدم مسجد في الأناضول

زلزال تركيا يلحق دمارا كبيرا بأقدم مسجد في الأناضول

بقلم ندى عثمان

ترك الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا بقوة 7.5 درجة في وقت سابق من هذا الأسبوع آثاره على أكثر من 23 مليون شخص، حيث تجاوز عدد القتلى 21 ألفا، وأصيب عشرات الآلاف، فيما بقي عدد لا يحصى من الناس بلا مأوى.

كما دمر الزلزال مواقع تاريخية وأثرية مهمة، من بينها قلعة قديمة دمرت بشكل كبير في حلب السورية، في حين تحولت قلعة غازي عنتاب الشهيرة والتي صمدت لأكثر من 2000 عام إلى ركام في تركيا.

ومن بين الخسائر التي لحقت بالتراث الغني للبلاد، تدمير مسجد حبيبي نكار الذي يعود تاريخه إلى قرون في أنطاكيا إحدى أكثر المدن تضرراً.

تُظهر صور المسجد المنشورة على الإنترنت القبة منهارة بالكامل والموقع عبارة عن كومة من الأنقاض.

مسجد تاريخي

ويقال إن المسجد هو الأقدم في الأناضول، وتذكر بعض السجلات أن المبنى الأصلي يعود إلى منتصف القرن السابع، عندما تم بناؤه في أعقاب الفتح الإسلامي للمدينة – التي كانت تعرف آنذاك باسم أنطاكية – في موقع معبد روماني ثم كنيسة.

تم تسمية المسجد على اسم حبيب النجار، الذي قيل عنه أنه عاصر – وكان يؤمن بتعاليم – المسيح، ووفقًا للمعتقدات الدينية، فقد قُتل حبيب على يد أناس رفضوا التحول للإيمان بوحدانية الله.

يعتقد المسلمون أن الحادثة مذكورة في سورة ياسين في القرآن.

وعلى مر القرون، تم تحويل المبنى من كنيسة إلى مسجد ومن مسجد إلى كنيسة عدة مرات، حيث تم الاستيلاء على المنطقة من قبل إمبراطوريات وشعوب مختلفة: من الخلافة الراشدة في 637 م إلى الإمبراطورية البيزنطية، والسلاجقة، والصليبيون، والمماليك.

وتعود الأجزاء الأقدم من المبنى إلى العصر المملوكي، عندما تم تحويلها من كنيسة إلى مسجد بقي قائما حتى القرن الحادي والعشرين.

وتظهر السجلات الأرشيفية العثمانية من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أن المبنى خضع لتجديدات مختلفة خلال تلك السنوات.

عمارة المسجد

احتوى المسجد التاريخي على فناء ومئذنة مميزة على الطراز الباروكي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، وغرفا عرفت بغرف المدرسة التي تُعد ميزة أخرى للمسجد، حيث كان تُدرّس فيها الشعائر الدينية وعلوم القرآن، بالإضافة إلى نافورة يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر.

ويضم المجمع الخاص بالمسجد أيضًا قبر حبيب النجار، بالإضافة الى شخصيات بارزة ودينية أخرى.

وكان مدخل المسجد الذي تعتليه قنطرة مزينا بالنقوش المحفورة، بينما فُرش داخله بسجاد أحمر وزينت جدرانه بعناية وبكتابات دينية عربية.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها المسجد لأضرار جسيمة، ففي عام 1853، ضرب زلزال المنطقة وتسبب بتسوية أجزاء كبيرة من المسجد بالأرض، قبل أن يتم ترميمه من قبل العثمانيين.

المصدر: ميدل إيست آي

مقالات ذات صلة