دعا عدد من نواب الحكومة البريطانية على اتخاذ إجراءات صارمة ضد إسرائيل، وذلك بعد أن شنت هجوماً عسكرياً كبيراً على الأجزاء الشمالية من غزة وأجبرت حوالي 400 ألف فلسطيني يسكنون هناك بالنزوح القسري.
على مدى 6 أيام متتالية، قصفت القوات الإسرائيلية مخيم جباليا للاجئين بالغارات الجوية والقصف المدفعي رغم إصدار أوامر لسكانه بمغادرة منازلهم والتوجه جنوباً إلى “منطقة المواصي”، فارتقى ما لا يقل عن 120 فلسطينياً في مخيم جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، كما حذرت وكالات الإغاثة من أن عدد الشهداء أعلى بكثير من ذلك.
ويأتي الهجوم الأخير بعد أسابيع من تقديم مقترح سمي بـ “خطة الجنرالات” إلى الحكومة الإسرائيلية، والذي يقضي بإفراغ المناطق الواقعة شمال ممر نتساريم من سكانها حتى تتمكن إسرائيل من إنشاء “منطقة عسكرية مغلقة”.
يذكر أن الجنرال العسكري الإسرائيلي المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي وصاحب الخطة، جيورا إيلاند، ظهر في مقطع فيديو نُشر حول الخطة الشهر الماضي وهو يقول: “أولئك الذين يغادرون سيحصلون على الطعام والماء”.
“إذا احترمت الحكومة القانون الدولي، فسيكون من الواضح أيضاً أنها تدعم الحكم التاريخي لمحكمة العدل الدولية، الذي قضى بأن احتلال فلسطين غير قانوني” – جيريمي كوربين- نائب بريطاني مستقل
في حديثه لموقع ميدل إيست آي، وصف النائب المستقل عن مدينة بلاكبيرن البريطانية، عدنان حسين، الهجوم الأخير بأنه “محاولة لتطهير الشمال عرقياً بالكامل من سكانه المدنيين، وما يجعل الرعب أكثر وضوحاً هو الأخبار عن تعرض المدنيين لإطلاق النار من قبل طائرات القناصة بدون طيار إذا حاولوا المغادرة، مما يحول شمال غزة إلى فخ موت”.
وفقاً لشهادات السكان ولقطات تمت مشاركتها مع شبكة سي إن إن، فقد تعرض العديد من الفلسطينيين الذين حاولوا النزوح من المناطق الشمالية من غزة لإطلاق النار بواسطة طائرات صغيرة بدون طيار أو طائرات رباعية المروحيات، وفي الوقت الذي توغلت فيه الدبابات في عمق الشمال، قصفت الطائرات المقاتلة المنطقة من الأعلى.
وفقاً لعدد من النواب البريطانيين الذين قابلهم موقع ميدل إيست آي، فإنه من المهم أن تقوم المملكة المتحدة بالضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار، مؤكدين على تأييدهم لحظر شامل على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.
قال النائب المستقل عن برمنغهام، أيوب خان: “سألفت انتباه وزير الخارجية إلى هذه القضية الملحة دون تأخير، فالإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في غزة يبدو أنه قد تم تنفيذها بعد محاولة صرف انتباه وسائل الإعلام إلى لبنان وسوريا، وكل ذلك تحت ذريعة الدفاع عن النفس”.
أما عضو البرلمان عن الحزب الوطني الاسكتلندي، بريندان أوهارا، فقد أكد على دعوة حزبه دعا مراراً وتكراراً إلى “إنهاء ترخيص المملكة المتحدة لمبيعات الأسلحة إلى إسرائيل ووقف فوري لإطلاق النار”، وأضاف: “قمت بلفت نظر رئيس الوزراء إلى العبث القانوني والسياسي والأخلاقي الذي يمثله موقف حكومته من المطالبة بوقف إطلاق النار من جهة ومواصلة ترخيص مبيعات الأسلحة لإسرائيل من الجهة الأخرى”.
“مع تحول انتباه العالم إلى منطقة الشرق الأوسط الأوسع ولبنان والآن إيران، يجب ألا نفقد التركيز على جوهر هذه المأساة، وهو غزة وشعبها، ونحن نطالب مرة أخرى بوقف فوري لإطلاق النار ووقف جميع تراخيص الأسلحة والاعتراف بالدولة الفلسطينية وإجراء مفاوضات فورية من أجل سلام طويل الأمد في المنطقة” – شوكت آدم- نائب بريطاني مستقل
تجدر الإشارة إلى أن المملكة المتحدة قامت في الشهر الماضي بتعليق 30 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل بعدما وجدت أن الأسلحة البريطانية الصنع ربما تكون قد استخدمت في انتهاك للقانون الدولي، حيث رحب النشطاء والمدافعون عن حقوق الإنسان بالخطوة، لكنهم انتقدوا استمرار تصدير مكونات الطائرات المقاتلة من طراز F-35.
“فزع من حجم الوحشية”
من جانبه، أشار النائب المستقل عن دائرة هايز وهارلينجتونجون ، جون ماكدونيل، أنه “شعر بالفزع إزاء وحشية معاملة الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين، فلا يمكن لحكومة المملكة المتحدة أن تستمر في الوقوف على الهامش وإطلاق العنان لإسرائيل”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى سماع إدانة واضحة من حكومة المملكة المتحدة للحكومة الإسرائيلية، ومع دعم أقوال الحكومة بالأفعال، وهذا يعني تطبيق حظر كامل على بيع الأسلحة وتنفيذ برنامج العقوبات”.
يذكر أن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، قام بزيارة البحرين والأردن من أجل “تعزيز الجهود الرامية إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط” بحسب وزارة الخارجية.
عقب زيارته، صرح لامي بالقول: “يسعدني أن أعود إلى المنطقة للقاء شركائنا في البحرين والأردن وللاطلاع مباشرة على جهودنا المشتركة نحو بناء الأمن والاستقرار على المدى الطويل في الشرق الأوسط، علينا ألا نتردد في هذه الفترة الحرجة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وإدخال المزيد من المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة، وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن”.
من جانب آخر، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية لموقع ميدل إيست آي بأن “الموت والدمار في غزة أمر لا يطاق، ويجب أن يتوقف القتال الآن، نريد أن نرى وقفاً فورياً لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، ودخول المزيد من المساعدات إلى غزة”.
في حديثه لموقع ميدل إيست آي، أوضح زعيم حزب العمال السابق الذي أعيد انتخابه في يوليو كنائب مستقل، جيريمي كوربين، أن الإنهاء الكامل لجميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل هو “الحد الأدنى” الذي يجب على بريطانيا فعله، مؤكداً أنه “إذا احترمت الحكومة القانون الدولي، فسيكون من الواضح أيضاً أنها تدعم الحكم التاريخي لمحكمة العدل الدولية، الذي قضى بأن احتلال فلسطين غير قانوني”.
أما النائب المستقل عن دائرة ليستر ساوث، شوكت آدم، فقال:”مع تحول انتباه العالم إلى منطقة الشرق الأوسط الأوسع ولبنان والآن إيران، يجب ألا نفقد التركيز على جوهر هذه المأساة، وهو غزة وشعبها، ونحن نطالب مرة أخرى بوقف فوري لإطلاق النار ووقف جميع تراخيص الأسلحة والاعتراف بالدولة الفلسطينية وإجراء مفاوضات فورية من أجل سلام طويل الأمد في المنطقة”.