تخطط الولايات المتحدة لنشر طائرات هجومية قديمة من طراز A-10 في الشرق الأوسط لتحل محل الطائرات المقاتلة الأكثر تقدمًا التي سترسل إلى آسيا للتركيز على المنافسة مع الصين وروسيا.
وتأتي هذه الخطوة، التي أوردتها صحيفة وول ستريت جورنال في الوقت الذي يتطلع فيه البنتاغون إلى تقليص حضوره عسكرياً في الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدم مسؤولو القوات الجوية الأمريكية ميزانية العام 2024 التي خصصت 7 مليارات دولار للعمليات في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا، بما يقل نحو 1.6 مليار دولار عن ميزانية العام الماضي.
ويأتي مقترح الموازنة في الوقت الذي تزيد فيه القوات الجوية من نفقاتها الإجمالية، حيث بلغت الميزانية الإجمالية التي طلبتها في 13 آذار (مارس) 259.3 مليار دولار، بزيادة 9.3 مليار دولار عن الميزانية التي تم إقرارها العام الماضي.
وذكر وزير القوات الجوية الأمريكية فرانك كيندال أن الالتزام بتحديث القوات الجوية يتطلب تحقيق القدرة على المنافسة مع تحدي الصين الصاعد.
وتحتفظ القوات الجوية الأمريكية بمراكز عسكرية رئيسية في قاعدة العُديد الجوية بقطر، وقاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة، وقاعدة علي السالم الجوية بالكويت، حيث يتمركز أكثر من 17 ألف جندي أمريكي في المواقع الثلاثة.
لكن الولايات المتحدة باتت تتراجع ببطء عن وجودها العسكري في المنطقة، حيث سحبت إدارة بايدن القوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس 2021، وانتهت المهمة القتالية الأمريكية في العراق رسميًا في ديسمبر 2021، مع انتقال القوات الأمريكية إلى دور المشورة والمساعدة.
وكثيرا ما تتعرض القواعد الأمريكية في المنطقة لهجمات من قبل مجموعات مسلحة تدعمها إيران، كما لاحظ المسؤولون الأمريكيون تصاعدًا في المناورات الجوية العدوانية التي تقوم بها روسيا وسط توترات بشأن الحرب في أوكرانيا.
وبموجب الخطة الجديدة، سيتم نشر سرب من طائرات A-10 في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى سربين من طائرات F-15Es وF-16، ومن المقرر نشر طائرات A-10 في أبريل، وفقًا لـ وول ستريت جورنال.
يذكر أن مقاتلات A-10 هي طائرات مدمرة عمرها 40 عامًا مصممة خصيصًا لدعم القوات البرية، وهي قادرة على التعامل مع المسلحين والسفن البحرية الإيرانية الذكية، إلا أنها ليست متطورة مثل طائرات F-16
وستحتفظ الولايات المتحدة بكتيبتين من طراز باتريوت المضادة للصواريخ في المنطقة.
ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين مطلعين أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الذي سافر مؤخرًا إلى المنطقة، أقر عمليات الانتشار الحالية.
وفي الوقت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة إلى تقليص الإنفاق في المنطقة للتركيز على الصين، فإن هناك مؤشرات على أن تصاعد أدوار بكين التي توسطت مؤخرا في اتفاق مصالحة بين إيران والمملكة العربية السعودية، فيما شكل عنصر مفاجئة للولايات المتحدة.