أعلنت السلطات السورية القبض على مسؤول عسكري كبير يعتقد أنه متورط في انتهاكات في سجن صيدنايا سيئ السمعة في ريف دمشق.
ووفقاً للسلطات، فقد تم إلقاء القبض على محمد كنجو حسن، وهو جنرال في الجيش السوري في حقبة حكم الأسد، في قرية خربة المزة بالقرب من طرطوس يوم الجمعة.
وتتهم الإدارة الجديدة في البلاد، التي تولت السلطة بعد انهيار حكومة الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الجنرال حسن بارتكاب انتهاكات في السجن حيث تم احتجاز عشرات الآلاف من السوريين وغيرهم من المواطنين.
ويُعتقد أن المسؤولين السابقين في صيدنايا أعدموا وعذبوا معارضي الرئيس السوري السابق بشار الأسد قد فروا إلى موسكو بعد هجوم المعارضة واستيلائها على دمشق في أوائل ديسمبر/كانون الأول.
وظلت التفاصيل الدقيقة عن سجن صيدنايا وهيكليته مجهولة لعقود من الزمن، وكان أقرب ما يمكن لنشطاء حقوق الإنسان الوصول إليه من معلومات هو صور الأقمار الصناعية على خرائط غوغل.
غير أن قوات المعارضة التي اقتحمت السجن في أوائل ديسمبر/كانون الأول عثرت على العشرات من الرجال والنساء محاصرين في زنازين ضيقة، محرومين من الضوء الطبيعي.
وغالباً ما كان يتم احتجاز الأسرى دون سابق إشعار وبشكل تعسفي ودون إبلاغ عائلاتهم بأماكن وجودهم أو حالتهم لأشهر أو حتى سنوات.
ولم يكن العديد من الأقارب يعلمون شيئاً عن مصير أبنائهم المعتقلين حتى رأوا صورهم بين الصور المنشورة في “صور قيصر”، وهي مجموعة تضم أكثر من 50 ألف صورة تم تهريبها من سوريا ونشرها في يناير/كانون الثاني 2014، وتوثق ضحايا التعذيب والجوع.
لكن هذا النهج اختلف مع انهيار حكم الأسد، حيث توافد السوريون إلى السجن لتحديد مصير أحبائهم بشكل نهائي.
ووعد أحمد الشرع، قائد المرحلة الانتقالية في سوريا، بتطبيق سيادة القانون مع خروج البلاد من عقود من حكم عائلة الأسد، كما تعهدت الإدارة السورية التي تشكلت حديثاً، تحت قيادة الشرع، بمحاسبة المسؤولين السابقين عن الانتهاكات.
واندلعت الثورة السورية في عام 2011، في الأساس رداً على الانتهاكات التي ارتكبت في عهد الأسد بشار ووالده حافظ.
ويعتقد أن أكثر من 600 ألف شخص قضوا في الحرب الأهلية التي تلت ذلك، فيما نزح حوالي ستة ملايين سوري من البلاد، معظمهم إلى تركيا وأوروبا.