شاهد عيان من قلب الغارة على جنين.. صرخات الأبرياء لا زالت تتردد في أذني!

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جنين بالضفة الغربية بعد يومين من عملية عسكرية خلفت شهداء وجرحى.

“كانت المشاهد صباح يوم الاثنين مرعبة بكل معنى الكلمة، كنت مع زميلي في مخيم جنين وكنا المصورين الوحيدين هناك طوال الليل”.

هكذا روى الصحفي والمصور الفلسطيني عميد شحادة شهادته الحية على تفاصيل اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، قائلاً أن “الكلمة الوحيدة التي تعبر عن وصف المشاهد هي الزلزال”.

ويمضي الصحفي في شهادته قائلاً:” بدا الأمر وكأن زلزالا ضرب مخيم جنين، الطرق دُمرت تمامًا، ولم تتمكن سيارات الإسعاف من العبور، واضطر الجرحى إلى السير على الأقدام”.

كان الناس يجلسون أرضاً داخل منازلهم ويختلسون النظر من النوافذ، يمكنك فقط رؤية رؤوس الأشخاص لأنهم كانوا يحاولون تجنب الإصابة بالرصاص من خلال النوافذ، وكلما مررت بمنزل، كنت أسمع صوت البكاء والنحيب.

وبحلول الساعة السابعة صباحاً، كانت القوات الإسرائيلية قد اجتاحت الشوارع ودمرتها، فلجأنا إلى منزل قريب من مكتب للأونروا في المخيم، ووضعت الكاميرا بالقرب من المدخل ووقفت بجانبها، لكن بمجرد أن رأيت جيبًا إسرائيليًا يتحرك على الطريق، قذفت بنفسي إلى داخل المنزل.

“تم إطلاق الأعيرة النارية تجاهنا من جميع الجهات ونحن داخل المنزل، كان بإمكاني رؤية كاميرتي عند المدخل على بعد حوالي متر واحد، وكان يتم إطلاق النار عليها بشكل متكرر”.

بعد توقف إطلاق النيران، خرجت لتفقد ما يجري لكن الجيب عاد وشرع في إطلاق النار مجدداً، حتى تأكد الجنود من تدمير كل المعدات.

في هذه المرحلة، شعرت أننا سنُقتل في أي لحظة، وفي المكان الذي كنا فيه بالضبط، كانت أكثر من عائلة قد تجمعت في ذات المنزل طلباً للأمان، وكان بعضهم يختبيء تحت السلم وبعضهم الآخر داخل الخزائن، وبقينا هكذا لمدة ساعتين.

في النهاية تمكنا من المغادرة، لكنها كانت تجربة مروعة، لو لم نتخذ قرار الدخول إلى ذلك المنزل، لكنا قد قُتلنا جميعًا.

كانت المشاهد في جنين مرعبة، النيران الحية كانت تطلق في كل اتجاه، والمنازل تتعرض للهدم، من الصعب نسيان صوت الصراخ الذي مازال صداه يتردد في رأسي.

جاء رجلٌ فلسطينيٌ إليّ وإلى زميلي وأخبرنا أنه فقد ابنه ولا يمكنه العثور عليه وسط الفوضى، كان يشرح أنه لا يعرف ما إذا كان قد تم اعتقاله أم لا، علمنا هذا الصباح أن نجله قُتل على أيدي إسرائيليين في منطقة زراعية مجاورة.

كان الناس يركضون في الشوارع بشكل محموم بحثًا عن أحبائهم، والكثير من الأطفال الذين فقدوا الاتصال بأسرهم يقيمون الآن مع أقاربهم.

مقالات ذات صلة