أصبح مصطلح (depremzede) أي ضحية الزلزال، موضوعًا شائعًا على وسائل التواصل الاجتماعي التركية بعد إعلان نتائج الانتخابات التركية في الجولة الأولى، والتي شهدت أداءً ضعيفًا للمعارضة مقارنة بالتنبؤات في استطلاعات الرأي.
توقع أنصار المعارضة حدوث تغيير في تفضيلات التصويت في المنطقة المتضررة من الزلزال بعد انتقادات واسعة النطاق لطريقة تعامل الحكومة مع الكارثة في فبراير، والتي خلفت أكثر من 50 ألف قتيل وملايين الأشخاص بلا مأوى.
المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال كلها صوتت لـ #رجب_طيب_اردوغان ما عدا ديار بكر.. أردوغان حصل على 71 بالمائة في مركز الزلزال وأكثر المدن تضررا، قهرمان مرعش..
#انتخابات_تركيا_2023 🇹🇷 pic.twitter.com/VG9ypfUxF1
— سارة أردوغان (@sarahArdogan) May 14, 2023
سرعان ما تحولت خيبة الأمل هذه إلى غضب، حيث قالت إحدى المؤثرات من أنصار المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي “تيك توك” في مقطع فيديو: “لن نفعل أي شيء من أجلك الآن. أولاً، سوف نسأل لمن أعطيتك صوتك “، لكنها اعتقلت فيما بعد بتهمة الإهانة.
وفي مقطع فيديو آخر، شوهد رجل يشتم ضحايا الزلزال، ويسأل متعجباً كيف كان من الممكن التصويت لصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أعقاب الكارثة.
🚦 #كمال_كلتشدار_أوغلو يضطرّ للاعتذار‼️
🔴 #عاجل :
بلطجية #كليشدار_اوغلو يهاجمون سكان مناطق الزلزال ويشتمونهم بسبب تصويتهم للرئيس #اردوغان ويتوعدونهم إن لم يصوتوا
لـ #كليشدار #أردوغان_رئيساً #الجولة_الثانية #الانتخابات_الرئاسية #انتخابات_تركيا_2023 pic.twitter.com/vsSmkVokwC— د. محمد الشواف (@drshawaf) May 16, 2023
وعلى موقع التواصل الاجتماعي الشهير في تركيا Eksi Sozluk، هاجمت عشرات المداخلات ضحايا الزلزال زاعمين أن دعمهم لأردوغان كان السبب في تدمير مدنهم.
وتلقت إحدى تغريدات رئيس بلدية أنقرة، منصور يافاش، والتي أظهرت استمرار المساعدات التي تقدمها بلديته في كهرمان مرعش التي ضربها الزلزال، آلاف الردود التي وجهت في معظمها إهانات لضحايا الكارثة.
وفي بعض منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، رد ضحايا الزلزال على الناقدين بالقول إن تلك الإهانات تحفز المزيد من الناس على التصويت لأردوغان في انتخابات الإعادة المقرر إجراؤها في 28 أيار/ مايو.
انتصار اردوغان
نشأ هذا الإحباط بشكل رئيسي من انتصار أردوغان المدوي في جميع المدن المتضررة من الزلزال، باستثناء هاتاي، حيث كان كيليتشدار أوغلو متقدمًا بـ 368 صوتًا فقط.
وفي أديامان، المدينة التي عانت من دمار كبير نتيجة الزلزالين التوأمين، حصل أردوغان على 66% من الأصوات، بينما حصل كيليتشدار أوغلو على حوالي 31%.
وعلاوة على ذلك، حصل حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان على أربعة مقاعد برلمانية من أديامان، مقارنة بالمقعد المنفرد لحزب الشعب الجمهوري.
وبالمثل، اختار 71 % من الناخبين أردوغان في كهرمان مرعش، بينما كافح كيليتشدار أوغلو لتجاوز نسبة الـ 22%، وحصل تحالف الشعب الذي يقوده أردوغان على أكثر من 70%، بينما حصل تحالف الأمة على 23% تقريبًا.
وفي الانتخابات البرلمانية، احتل تحالف الشعب الصدارة بنسبة 48%، بينما لم يتجاوز تحالف الأمة 36%.
في الواقع، حقق أردوغان وتحالفه نسب تصويت مماثلة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية لعام 2018، مع انخفاض طفيف فقط.
وعلى سبيل المثال، شهد أردوغان انخفاضًا في كهرمان مرعش بنسبة ثلاثة% عن حصته السابقة البالغة 74 % في الانتخابات الرئاسية.
وكان الإقبال أقل من المتوقع في السنوات السابقة، حيث أشار البعض إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص قد تركوا منازلهم خلال الكارثة.
ومع ذلك، لا يزال من غير المعروف عدد الذين أعادوا تسجيل أنفسهم للتصويت في مناطقهم الجديدة وعدد الذين عادوا إلى مدنهم للتصويت.
وبلغت نسبة المشاركة في منطقة الزلزال حوالي 80%، في حين بلغت نسبة المشاركة في جميع أنحاء البلاد 90%.
إلا أن هذه النتائج لم تكن مفاجئة للمراقبين حيث أشارت بعض التقارير واستطلاعات الرأي إلى أن حدوث تحول كبير في سلوك التصويت هو أمر غير مرجح.