وصف المحامي خالد محاجنة ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين في معسكر “سديه تيمان” سيئ السمعة بأنها “إجرامية و تفوق الخيال”.
وأوضح محاجنة أن أكثر من ألف فلسطيني من غزة محتجزون في منشأة الاستجواب المظلمة في صحراء النقب، حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً أن الأسرى يتعرضون للتعذيب المنهجي والإساءة الجنسية.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة العربي التلفزيونية قال محاجنة بعد لقائه بالأسرى في “سديه تيمان” أنهم ينامون على الأرض دون بطانيات ولا وسائد، وأن قوات الاحتلال تتعامل معهم بطريقة إجرامية”.
ويعد محاجنة أول محامٍ يتمكن من الوصول إلى معسكر الاعتقال “سديه تيمان”، حيث التقى الصحفي المعتقل محمد عرب، الذي “عزل عن العالم منذ أشهر”.
وأكد محاجنة أن الأسرى ممنوعون من الوقوف على أقدامهم و مقيدون بالأصفاد و معصوبو الأعين باستمرار، حتى أثناء النوم.
وأشار إلى أن الأسرى يُمنعون كذلك من التحدث مع بعضهم البعض، ولا يُسمح لهم بالاستحمام إلا لمدة دقيقة واحدة، ويواجهون العقوبة إذا استغرقوا وقتاً أطول.
وأضاف أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون أيضاً للاغتصاب والاعتداء الجنسي، موضحاً أن “الحرب التي تشن ضدهم وضد الأسرى من قطاع غزة بالخصوص، هي حرب لا تقل إجراماً عما يعيشه الفلسطينيون داخل القطاع”.
وكان تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز على مدى ثلاثة أشهر قد كشف النقاب مؤخراً عن تعرض الأسرى في سدي تيمان لاعتداءات جنسية وتعذيب ممنهج من قبل قوات الاحتلال.
وقال المعتقلون الذين تحدثوا إلى صحيفة التايمز أنهم أجبروا على الجلوس على عصي معدنية اخترقت فتحات الشرج، واضطروا إلى ارتداء الحفاظات، وتعرضوا للصعق بالكهرباء خلال أيام من الاستجواب.
وشهدوا أيضاً أنهم تركوا في أوضاع مهينة، وأن الجنود بالوا عليهم، وقيدوا أيديهم بإحكام لفترات طويلة، مما تسبب في إصابات خطيرة أدت إلى بتر أطرافهم في بعض الحالات.
وفي خضم هذه المزاعم، أعلن جيش الاحتلال أنه سيغلق المركز تدريجياً وقال إنه بدأ في نقل مئات المعتقلين إلى منشآت أخرى.
وأفادت جماعات حقوق الإنسان عن انتشار التعذيب وإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مما أدى إلى استشهاد نحو 60 فلسطينياً، بما في ذلك 36 في سدي تيمان، وفقاً لإحصاء أجراه موقع ميدل إيست آي استناداً إلى تقارير إعلامية.
ويوم الأربعاء، دعا مكتب الإعلام الحكومي في غزة إلى إجراء تحقيق في وفاة الدكتور إياد الرنتيسي “تحت التعذيب” أثناء الاعتقال.
وخلال الأسبوع الماضي، ظهرت مقاطع فيديو لمعتقلين تم الإفراج عنهم مؤخراً وهم يصفون تجاربهم مع التعذيب والإساءة أثناء الاعتقال، حيث وصف أحد الرجال زميله في الزنزانة وهو يموت “بين ذراعيه” بعد أن ضربه جندي على رأسه.
واستمع موقع ميدل إيست آي في آذار/مارس إلى شهادات من فلسطينيين اعتقلتهم قوات الاحتلال، حيث وصفوا كيفية تعرضهم للتعذيب الجسدي بالكلاب والكهرباء، مؤكدين أنهم خضعوا لعمليات إعدام وهمية، واحتُجزوا في ظروف مهينة ومذلة.
وتقول التقارير أن قوات الاحتلال اعتقلت ما بين 4000 و5000 فلسطيني من قطاع غزة خلال عدوانها المتواصل، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن و مسعفون و صحفيون وأطباء وعمال إغاثة.