بقلم نادر درغام
ترجمة وتحرير نجاح خاطر
كشفت مصادر حقوقية النقاب عن دلائل جديدة حول حجم الانتهاكات التي تعرض لها الأسرى الفلسطينيون من قطاع غزة على أيدي قوات الاحتلال.
وقدم متحدثون في مؤتمر صحفي عقدته هيئة شؤون الأسرى والمحررين في رام الله تحديثاً بالمعلومات حول آخر المستجدات المتعلقة بالظروف التي يواجهها الفلسطينيون الذين تم نقلهم من غزة واحتجازهم لدى الاحتلال.
ونقل محامي الهيئة خالد محاجنة عن الأسير الصحفي، مراسل قناة العربي في غزة محمد عرب تأكيد حالات قمعية جديدة في سجون الاحتلال.
وقال محاجنة: “أبلغني محمد عرب، الصحفي في قناة العربي، بحالات اغتصاب وتعذيب للأسرى أمام الجميع”.
وتحدث محاجنة مع عرب في سجن عوفر بالضفة الغربية، حيث تم نقله مؤخراً مع بعض الأسرى من مركز اعتقال سدي تيمان سيئ السمعة في صحراء النقب.
ووضع سجن سدي تيمان في دائرة الضوء بعد أن كشفت التحقيقات والتقارير عن التعذيب الشديد الذي يتعرض له السجناء والمعتقلون من غزة هناك.
ورغم إعلان دولة الاحتلال السابق عن التخلص التدريجي من استخدام سدي تيمان، فقد أكد محاجنة أن الاحتلال مازال ينقل إليه المعتقلين من غزة.
يدكر أن قوات الاحتلال اعتقلت الصحفي محمد عرب أثناء مداهمتها لمستشفى الشفاء بغزة في 18 آذار/مارس الماضي.
هذت وأكد محاجنة أن الظروف في عوفر سيئة تمامًا مثل تلك الموجودة في سدي تيمان، حيث نقل عن الصحفي المعتقل محمد عرب شهادات عن حالات إساءة معاملة تم فيها ربط المعتقلين بالجدران، وإطلاق الكلاب لمهاجمتهم.
ووفقاً للشهادات، فقد تعرض المعتقلون للضرب بالهراوات “لساعات متواصلة” و”ضربهم بالمسدسات في مؤخراتهم”.
وفي مقابلة مع قناة العربي التلفزيونية عقب المؤتمر الصحفي، روى محاجنة حالة أبلغه بها عرب تتعلق بمعتقل يبلغ من العمر 27 عاماً تعرض للاغتصاب، وأجبر على النوم على بطنه، وهاجمته كلاب الشرطة “ثم تم اغتصابه بطفاية حريق”.
وقال محاجنة أنه تم تفعيل الطفاية لإطلاق محتوياتها في جسد الرجل. وأفاد عرب أيضاً بمعرفته بمعتقل توفي مؤخراً بسبب نقص الرعاية الطبية.
وأشار محاجنة إلى أنه من المستحيل معرفة عدد الفلسطينيين من غزة الذين استشهدوا في الاعتقال، لأن دولة الاحتلال تخفي هذه المعلومات.
وتتوافق الظروف التي وصفها محاجنة مع شهادات سابقة أدلى بها العديد من الأسرى الفلسطينيين حول سوء ظروف الاعتقال والمعاملة في سجوون الاحتلال.
ويتقاسم محمد عرب غرفة مع أكثر من 20 فلسطينياً آخرين في سجن عوفر، حيث يُجبرون على البقاء مقيدين حتى أثناء النوم أو تناول الطعام أو استخدام الحمام.
وفي سدي تيمان، يُسمح للأسرى بالاستحمام لمدة دقيقة واحدة فقط في الأسبوع.
وتحدث محاجنة أيضاً عن حالة ارتكبت خلال شهر رمضان المبارك حيث قام الحراس الإسرائيليون بتمزيق القرآن الكريم وداسوا عليه أمام المعتقلين.
وبعد شهادته الأخيرة لمحاجنة، استجوبت سلطات الاحتلال عرب وقيل إنه تعرض للتهديد في حال تحدث بالمزيد من المعلومات، لكنه استمر في نقل الرسائل إلى المحامي.
قال قدورة فارس، رئيس هيئة شؤون الأسرى، أن جميع مؤسسات الاحتلال متواطئة في إساءة معاملة الفلسطينيين من غزة.
وأضاف: “كافة مؤسسات الاحتلال مم الحكومة والكنيست والجيش والشين بيت والشرطة وأولئك الذين يطلقون على أنفسهم النظام القضائي متورطون”.
وتابع: “إذا تم إجراء تحقيق هنا وهناك، فإن ذلك لن يكون سوى محاولة من الاحتلال لتضليل العالم، والقول أنها دولة تقيم أداءها وتحقق مع نفسها وتراقب سلوكها، وهذا مجرد تضليل وإخفاء للجرائم الجسيمة”.