شهداء في سلسلة خروقات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتهديدات بالتصعيد

تصاعد التوتر مجددًا في قطاع غزة اليوم الأحد، بعدما شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية وقصفًا مدفعيًا على عدد من المناطق في القطاع، مما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وطال القصف الإسرائيلي مناطق متفرقة في القطاع، أبرزها رفح وخان يونس جنوبًا، ومخيم النصيرات وبلدة الزوايدة وسط القطاع، إضافة إلى جباليا شمالًا. وجاء التصعيد بعد إعلان جيش الاحتلال تعرض آليات هندسية تابعة له لهجوم في رفح، وهو ما اتخذه ذريعة لاستئناف القصف.

وقال مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى إن ستة فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في استهداف بلدة الزوايدة. كما استشهد ثلاثة في مخيم النصيرات بحسب مستشفى العودة، فيما أفاد مستشفى الشفاء باستشهاد فلسطينيين في قصف قرب مستشفى كمال عدوان شمال القطاع.

وبحسب مصادر طبية فلسطينية، ارتفع عدد الشهداء منذ صباح الأحد إلى 15 على الأقل، بينما سجلت مستشفيات القطاع منذ بدء الهدنة أكثر من 50 شهيدًا و150 مصابًا جراء خروقات الاحتلال للاتفاق.

تهديدات إسرائيلية بالتصعيد

وفي أول تعليق سياسي على التطورات، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أصدر تعليمات بشنّ “ضربات قوية” على غزة ردًا على ما وصفه بـ”انتهاكات حماس”. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه عقد جلسة أمنية طارئة بحضور نتنياهو، تم خلالها اتخاذ قرار بتنفيذ عمليات “حاسمة” ضد أهداف داخل القطاع.

من جانبه، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن إسرائيل “ستجعل حماس تدفع ثمنًا باهظًا”، مضيفًا أنه “إذا لم تفهم الحركة الرسالة، فإن مستوى الرد سيتصاعد”.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال نفذ نحو 20 غارة على أهداف مختلفة في غزة خلال الساعات الماضية.

واشنطن تُبرر وتدعو “للتهدئة”

ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصادر مطلعة أن إسرائيل لم تطلب موافقة مسبقة من الولايات المتحدة لشن هذه الغارات، لكنها أخطرتها عبر القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم). وأوضح مسؤول أميركي أن واشنطن “حثت إسرائيل على ضبط النفس والرد بشكل متناسب”.

بالمقابل، قالت مصادر للجزيرة إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجري اتصالات مع الأطراف المعنية والوسطاء الإقليميين لمنع توسع دائرة التصعيد.

المقاومة: الاحتلال هو من يخرق الاتفاق

في غزة، نفت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – أي مسؤولية عن الأحداث التي وقعت في رفح، مؤكدة التزامها الكامل بالاتفاق. وقالت في بيان:

“لا علم لنا بأي اشتباكات في رفح، فهذه مناطق يحتلها الجيش الإسرائيلي، وقد انقطع الاتصال بما تبقى من مجموعاتنا هناك منذ استئناف الحرب في مارس الماضي”.

وأكدت الكتائب أنها “غير معنية بأي أحداث تقع في تلك المناطق” بسبب فقدان الاتصال بعناصرها هناك نتيجة العمليات الإسرائيلية.

من جانبها، أصدرت حركة حماس بيانًا مطولًا اتهمت فيه الاحتلال بارتكاب عشرات الخروقات للاتفاق منذ اليوم الأول، محملة إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن أي انهيار محتمل للاتفاق”. ودعت الحركة الوسطاء والمجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بوقف عدوانه واحترام الاتفاق”.

مقالات ذات صلة