شنت قوات الاحتلال يوم الخميس هجوماً برياً جديداً على حي الشجاعية في قطاع غزة صاحبه قصف عنيف بالطائرات وقذائف المدفعية.
واستشهد ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين وجُرح أربعون آخرون، بينهم أطفال ونساء وكبار السن، بحسب تقديرات أولية حول نتائج الهجوم.
وأفادت الجزيرة أن بعض المدنيين أصيبوا أثناء تواجدهم في مدرسة تابعة للأمم المتحدة، بينما أصيب آخرون أثناء نزوحهم من الحي بعد بدء القصف.
وقال رجب ريفي، وهو أب لطفلين من الحي: “لقد قصفوا الحي بشدة، وكان المنزل يهتز وكأنه زلزال، وأخذ الناس يركضون في الشارع ويصرخون، فحملت طفلي وخرجت مع عائلتي في ثوانٍ دون أن نأخذ أياً من متعلقاتنا”.
وأجبر الهجوم المفاجئ عشرات الآلاف من سكان الحي على مغادرة منازلهم وملاجئهم حيث ضربت الغارات الجوية الحي المكتظ بالسكان، وفقاً للدفاع المدني الفلسطيني.
هذا ولم تتمكن طلائع فرق الإنقاذ والإسعاف الأولي من الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب القصف العنيف.
وقال نوح الشرنوبي، أحد عناصر الدفاع المدني وهو مقيم في الشجاعية “الوضع “صعب حقًا مع القصف المتواصل على كل مكان”.
وأضاف الشرنوبي: “لم أشهد شيئاً بهذا القدر من الشدة منذ ذروة العدوان في بداية الحرب، لقد غادر الجميع الشجاعية”.
وقال شاهد عيان يدعى أكرم المملوك أن القصف الجوي والصاروخي “المدوي” جاء دون سابق إنذار، واستشهد العشرات من الناس وجرحوا أمام عيني”.
وأضاف المملوك البالغ من العمر 30 عاماً: “نحن نسير الآن دون أن نعرف إلى أين نذهب، والعديد من أبناء عمومتي باتوا في عداد المفقودين، ولا أحد يجرؤ على البحث عنهم في المنطقة حيث تطلق الدبابات والطائرات المسيرة النار على الجميع دون تمييز”.
ووفقاً لوسائل إعلام محلية، شوهدت قوات برية من جيش الاحتلال تتقدم إلى الحي، الذي يقع شرق غزة، على بعد مئات الأمتار فقط من السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة.
وأصدر جيش الاحتلال تعليمات إخلاء لمواطني الشجاعية بعد ساعات من بدء القصف، وأمرهم بالتحرك جنوباً دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وكانت قوات الاحتلال قد قتلت واعتقلت في السابق العديد من الأشخاص الذين امتثلوا للأوامر العسكرية ونزحوا عبر “الممرات الآمنة” إلى ما يسمى “المناطق الإنسانية”.
وفي وقت لاحق، أفادت الأنباء عن وقوع اشتباكات في الشجاعية مع تقدم دبابات الاحتلال إلى الأجزاء الشرقية من الحي.
وسبق أن تعرض حي الشجاعية، الذي كان يسكنه نحو 100 ألف شخص قبل العدوان الحالي، للقصف في بداية عدوان الاحتلال على غزة في تشرين الأول/أكتوبر.
وأصبح الحي الذي تبلغ مساحته ستة كيلومترات مربعة أحد أكثر المناطق تدميراً في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني بسبب غارات الاحتلال التي استمرت شهوراً، والتي خلفت معظم المنازل مدمرة ولم يبق سوى عدد قليل من المباني.
وتعرض شمال غزة لقصف مكثف وغزو من قبل قوات الاحتلال بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر من العام الماضي قبل أن تنسحب قوات الاحتلال من معظم المناطق وتنتقل إلى جنوب غزة.
كما نفذ جيش الاحتلال منذ كانون الثاني/يناير غارات مكثفة ومدمرة استمرت لأسابيع على مناطق محددة في شمال غزة، وكثيراً ما خلفت وراءها دماراً واسع النطاق.
فقد تركت غارة مدمرة في آذار/مارس مستشفى الشفاء في حالة خراب، حيث تم قصف وإحراق العديد من الأقسام وقضى مئات الشهداء والجرحى، كما تم اكتشاف ثلاث مقابر جماعية في ساحات المستشفى بعد الغارة.
ويأتي الهجوم الجديد على الشجاعية في الوقت الذي تعاني فيه منطقة شمال غزة من أزمة مجاعة ناجمة عن حصار الاحتلال الذي منع دخول المواد الغذائية والطبية المنقذة للحياة لمدة شهرين تقريباً.
واستشهدت طفلة فلسطينية بسبب سوء التغذية في وقت متأخر من يوم الأربعاء في شمال غزة، وهي الطفل السادس الذي يموت من الجوع في غضون أسبوع واحد فقط.
وقد أسفر عدوان الاحتلال على غزة، الذي يقترب الآن من شهره التاسع، عن استشهاد أكثر من 37700 فلسطيني وإصابة أكثر من 86 ألفاً معظمهم من الأطفال والنساء.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 10 آلاف شخص آخرين سجلوا في عداد المفقودين ويعتقد أنهم قد استشهدوا ودُفنوا تحت الأنقاض.