شهد المؤتمر الصحفي الأخير لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مقاطعة من قبل صحفيين وجها انتقادات لاذعة له بسبب دعم الولايات المتحدة لعدوان الاحتلال على غزة.
وقاطع الصحافيان بلينكن مراراً وتكراراً خلال الدقائق الـ15 الأولى من مؤتمره الصحفي الذي استمر لساعة يوم الخميس قبل أن يتم إخراجهما بالقوة من غرفة الإحاطة الصحافية في وزارة الخارجية.
وطلب وزير الخارجية المنتهية ولايته من الصحفيين تأجيل أسئلتهما إلى وقت لاحق، لكنهما أصرا على ذلك حتى جاء حراس الأمن لاصطحابهما خارجاً.
وصاح ماكس بلومنثال، محرر موقع جراي زون الإخباري الإلكتروني، في وجه بلينكن قائلاً “لماذا واصلت إلقاء القنابل؟”، ثم سأله أيضاً “لماذا ضحيت بالنظام القائم على القواعد تحت ستار التزامك بالصهيونية؟”
وواصل بلومنثال مضايقة بلينكن حتى حين كان رجال الأمن يخرجونه إلى خارج الغرفة، حيث خاطبه قائلاً “لقد ساعدت في تدمير ديانتنا اليهودية من خلال ربطها بالفاشية، كان والد زوجتك وجدك من جماعات الضغط الإسرائيلية، فلماذا سمحت بحدوث محرقة عصرنا؟ كيف تشعر عندما تسمح لإرثك بأن يكون إبادة جماعية؟”.
يذكر أن بلينكن هو يهودي أمريكي، ولد جده موريس بلينكن في كييف، التي كانت آنذاك جزءًا من روسيا، وهاجر إلى الولايات المتحدة والتحق بكلية الحقوق في جامعة نيويورك عام 1921 وتخرج منها عام 1924.
وأسس بلينكن الجد المعهد الأمريكي لفلسطين بعد الحرب العالمية الثانية، وهي منظمة صهيونية دافعت عن الجدوى الاقتصادية للدولة اليهودية في فلسطين الانتدابية.
وعندما وصل بلومنثال إلى الباب، بدا أنه يوجه صراخه إلى ماثيو ميلر، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، حيث صرخ في وجهه قائلاً: “وأنت أيضًا مات، لقد كنت كل يوم تبتسم بسخرية للإبادة الجماعية”.
ولم يتطرق بلينكن إلى تصريحات بلومنثال واستمر في بيانه، وبعد لحظات قليلة، بدأ سام الحسيني، وهو صحفي آخر، في توبيخ بلينكن عبر طرح الأسئلة التي رد عليها الأخير قائلاً: “يسعدني أن أجيب على الأسئلة في غضون بضع دقائق أخرى”.
واستمر الحسيني في الصراخ، مشيراً إلى “الأسلحة النووية” الإسرائيلية، ثم قال: “كنت جالسًا هنا بهدوء والآن أتعرض لمعاملة سيئة من قبل شخصين أو ثلاثة أشخاص”، في إشارة إلى حراس الأمن الذين حملوه جسديًا خارج الغرفة.
وتابع الحسيني صراخه قائلاَ لبلينكن: “أي صحافة التي تتحدث أنت عن حريتها؟ أنت مجرم، لماذا لست في لاهاي؟” في إشارة إلى المدينة التي تقع فيها المحكمة الجنائية الدولية.
وظل بلينكن صامتاً أثناء تلقيه المضايقات، ثم واصل المؤتمر الصحفي، وبعد فترة وجيزة، أجاب على أسئلة العديد من الصحفيين من بين الحاضرين.
وكانت إدارة بايدن قد واجهت انتقادات من الناشطين المؤيدين للفلسطينيين والعلماء ومنظمات حقوق الإنسان بسبب دعمها للاحتلال منذ الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر 2023 على مستوطنات الاحتلال وثكنات جيشه في غلاف غزة.
وقد نال بلينكن على وجه التحديد ازدراء المحتجين، حيث تعرض للمضايقات بشكل متكرر في واشنطن، وخيم المتظاهرون خارج منزله في فرجينيا لشهور، وألقوا طلاء أحمر على السيارات التي تحمل عائلته.
وعندما سأله أحد المراسلين عما إذا كان يشعر بأي ندم لعدم فرض خطوط حمراء على دولة الاحتلال، قال بلينكن إن سياسات إدارة بايدن “كانت مدعومة بشكل أساسي من قبل أغلبية ساحقة من الإسرائيليين بعد صدمة السابع من أكتوبر”.