صدق أو لا تصدق! السجون المصرية أشبه بفنادق 5 نجوم حسب رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان!

بعد  قيامها بمقارنة مجمع السجون بأماكن الإقامة الفاخرة، تعرضت رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر لانتقادات حادة عبر الانترنت، فخلال مقابلة لها على قناة صدى البلد المصرية، تحدثت مشيرة محمود خطاب عن التغييرات التي تم إدخالها لمن أسمتهم “الضيوف” في السجون، واصفة سجن وادي النطرون الكبير بـ “فندق خمس نجوم”.

من جانبه، أشار المقدم إلى أن مجمعات السجن باتت تضم مستشفى وطعاماً باعتبارها إجراءات جديدة “من أجل الضيوف” على حد وصفه.

التقط رواد وسائل التواصل الاجتماعي التعليقات بطريقة ساخرة، فمنهم من سخر إلى استخدام المتحدث لكلمة “الضيوف” في الإشارة إلى المعتقلين، فيما علق أحدهم بسؤال استنكاري “ما هي متطلبات القبول؟”، فيما قال آخر ساخراً “إنه مثل معظم الفنادق، فقط يوجد به 15 شخصاً في الغرفة الواحدة”!

سيدة أخرى علقت بتغريدة قائلة “تبقى هناك مع أطفالها وزوجها، تقضي أسبوعاً أو اثنين، وتلتزم بما يجب أن يفعله الضيوف، وبعد ذلك نصدقك”، فيما وصف أحد المستخدمين التصريحات بقوله “غريبة، اول مرة نشاهد إعلاناً للسجون”، وقال آخر إن خطاب كانت تحاول “التملق للسلطة من أجل مكانتها الاجتماعية”.

في تعليقها على التصريحات، وصفت محامية حقوق الإنسان، مي السداني، كلام خطاب بأنها “ليست فقط غير دقيقة وإنما تعد محواً للتجارب التي عاشها المعتقلون”!

انتهاكات للحقوق

يعد سجن وادي النطرون أحد المجمعين اللذين تم إطلاقهما كجزء من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في مصر عام 2021، والتي تضمنت خططاً لتحديث السجون، غير أن الخطة تعرضت لانتقادات شديدة من قبل جماعات حقوقية اتهمتها بأنها لا تفي بالمعايير الدولية للمنشآت.

تعليقاً على مقطع فيديو أنتجته الحكومة عن السجن عام 2021، وصفت هيومن رايتس ووتش المقطع بـ “صورة كاريكاتورية لحياة تأهيلية شاعرية تغطي واقعاً شريراً لنظام السجون الرديء في مصر”، بل و”محاولة فجة لمحو الصدمة التي يعيشها الآلاف من السجناء وعائلاتهم”.

عمل السيسي على الترويج لسجني النطرون وبدر على اعتبار أنهما نموذجان يؤكدان على امتثال مصر لحقوق الإنسان، رغم انتقادات المجموعات الحقوقية

كما افتتحت السلطات مجمع سجون بدر، المعروف رسمياً باسم مركز بدر للإصلاح والتأهيل، والذي يقع على بعد 70 كم شمال شرق القاهرة، ويضم 3 سجون، بما فيها بدر 3، حيث يتم احتجاز العديد من السجناء السياسيين البارزين بعد نقلهم من سجن طرة منتصف عام 2022.

من جانبها، استنكرت جهات حقوقية مصرية ودولية ضعف معايير حقوق الإنسان في سجن بدر3، مشيرة إلى أنها أدت إلى مقتل العديد من المعتقلين وإلى إضراب جماعي عن الطعام في وقت سابق، فيما أوضحت منظمة العفو الدولية أن ظروف الاعتقال فيه “مماثلة أو حتى أسوأ” من طرة.

وتخضع مصر منذ فترة طويلة للمراقبة من قبل جماعات حقوق الإنسان بسبب معاملتها اللانسانية للسجناء، ومنذ أن أصبح عبد الفتاح السيسي رئيساً في مصر عام 2014، بنى ما لا يقل عن 28 سجناً جديداً، أي أكثر من ثلث العدد الإجمالي في مصر، والذي أصبح الآن 81 سجناً.

ومن هذا المنطلق، عمل على الترويج لسجني النطرون وبدر على اعتبار أنهما نموذجان يؤكدان على امتثال مصر لحقوق الإنسان، رغم انتقادات المجموعات الحقوقية.

يذكر أنه في مارس 2023، توفي رجب محمد أبو زيد، العضو السابق في البرلمان المصري، داخل سجن وادي النطرون، وذلك بعد تدهور حالته الصحية داخل زنزانته، مما دعا أسرته لطلب الإفراج عنه في فبراير، فيما توفي محمد سيد أحمد في زنزانته أيضاً نتيجة الإهمال الطبي، وفقاً للجنة حقوق الإنسان الدولية Committee of Justice .

مقالات ذات صلة