أظهرت صور للأقمار الصناعية نُشرت حديثًا مشاهد مروّعة لما يبدو أنها بقع كبيرة من الدماء تغطي مساحات من الأرض في مدينة الفاشر شمال دارفور، في أعقاب مجازر ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع بحق المدنيين هناك.
وقال مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل (HRL) في تقريره الصادر يوم الثلاثاء، إن الصور تُظهر بقعًا بنية محمرة داكنة تغطي مناطق واسعة في مواقع أُفيد بأن مقاتلي الدعم السريع أعدموا فيها سكانًا مدنيين.
وأشار التقرير إلى أن تغيّر لون الأرض يتّسق مع آثار تجفف الدماء، كما رُصدت تحركات لعناصر الميليشيا في المناطق نفسها.
وأضاف التقرير أن “ثلاثًا على الأقل من هذه البقع الحمراء تظهر بجوار أجسام يتراوح طولها بين 1.3 و2 متر، بما يتناسب مع أطوال أجساد بشرية”.
وأوضح مختبر جامعة ييل أنه “تم تحديد عدة تقارير موثوقة عن عمليات قتل جماعي في الفاشر من خلال مصادر مفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي”، مضيفًا أن هناك “تقارير متعددة عن مدنيين قُتلوا أثناء فرارهم من المدينة، بينهم من قضى متأثرًا بجراح أطلقها مقاتلو الدعم السريع”.
وكانت ميليشيا الدعم السريع قد اقتحمت مدينة الفاشر يوم الأحد الماضي، ما أدى إلى موجة من القتل والانتهاكات وثقتها تسجيلات مصورة التقطها المقاتلون أنفسهم.
ويُظهر أحد المقاطع عنصرًا من الميليشيا يطلق النار من بندقية كلاشنيكوف على رجل مسنّ أعزل ملقًى على الأرض.
وجاء هذا التقدّم بعد ساعات فقط من انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار في واشنطن، التي كانت ترعاها الولايات المتحدة أملاً في تحقيق اختراق جزئي.
وبحسب مصادر تحدثت لـ ميدل إيست آي، فإن الإمارات العربية المتحدة، الداعم الأبرز لميليشيا الدعم السريع، رفضت التطرّق إلى الوضع في الفاشر خلال المحادثات، رغم أن المدينة تخضع لحصار خانق منذ أكثر من 500 يوم.
ودخل مقاتلو الدعم السريع المدينة التي يُحاصر فيها نحو 260 ألف مدني، وتمكنوا من السيطرة على قاعدة للجيش السوداني ما أدى إلى انهيار خطوط الدفاع.
وأعلنت الميليشيا لاحقًا سيطرتها الكاملة على الفاشر، واصفة ذلك بأنه “نقطة تحول حاسمة” في المعركة، بعد أن كانت قد خسرت مساحات واسعة أمام القوات المسلحة السودانية في الأشهر الأخيرة.
فضيحة تسليح بريطاني
وفي تطور متصل، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن وثائق للأمم المتحدة أن ميليشيا الدعم السريع استخدمت معدات عسكرية بريطانية الصنع.
وأوضحت الصحيفة أن من بين المعدات أنظمة تصويب للأسلحة الخفيفة ومحركات لمركبات مدرعة استُعيدت من مناطق القتال في السودان.
وتوقّعت الصحيفة أن يؤدي الكشف عن هذه المعلومات إلى زيادة التدقيق في صادرات السلاح البريطانية إلى الإمارات، التي تزوّد ميليشيا الدعم السريع بالسلاح والتمويل والمرتزقة، فضلًا عن الدعم السياسي في المفاوضات الدولية لإنهاء الصراع.







