يكافح الفلسطينيون في قطاع غزة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة بسبب انقطاع الكهرباء على نطاق واسع، في ظل موجة حر تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث سجلت بعض الدول أرقاماً قياسية.
بالنسبة لمليوني شخص من سكان القطاع المحاصر منذ 17 عاماً، فإن الخوف مما هو آت قد يتضاعف، خاصة وأن غالبية السكان في غزة لا يحصلون سوى على 10 ساعات من الكهرباء يومياً، مما يجعل الحفاظ على البرودة تحدياً بذاته، خاصة وأن تأثير انقطاع الكهرباء يمتد على الشركات والمرافق الطبية والاقتصاد في القطاع بشكل عام.
Palestinian children play with water amid a heatwave as Gaza power shortages worsened by the heat, provoking protests, in a slum on the outskirts of the Gaza City, on July 18, 2023. photo by majdi fathi pic.twitter.com/haBfA3C8bV
— majdi fathi (@majdi_fathi) July 18, 2023
أعلنت هيئة الطاقة في غزة أن العجز في الطاقة قد وصل إلى 60%، رغم كل الجهود لتحسين عمل المولدات
لقد أدت درجة الحرارة التي تجاوزت 38 درجة إلى استياء الناس وغضبهم بسبب اضطرارهم لمواصلة أعمالهم ومهامهم اليومية دون وجود كهرباء، فالمصانع بحاجة لكهرباء دائمة من أجل استمرار تشغيل الآلات، وكتير من الشركات تلجأ بالنهاية إلى المولدات كبديل لمصدر الطاقة الكهربائية، الأمر الذي ينتج عنه استنزاف على الجانب المالي بسبب تكلفته العالية.
تؤدي الكلفة العالية للمولدات إلى رفع أسعار السلع، مما يثقل كاهل المواطن في القطاع، وبدلاً من أن يكون الصيف فرصة للربح، يصبح صعباً بسبب الكلفة العالية التي يتحملها كل من أصحاب العمل والسكان.
ضغط على الموارد
إلى جانب نقص الكهرباء، أدت الحرارة الشديدة إلى زيادة الضغط على منطقة تعاني بالأصل من نقص في الموارد نتيجة الحصار والقيود التي تفرضها إسرائيل، ففي غزة حالياً لا يجود إلا محطة كهرباء واحدة فقط لخدمة القطاع بأكمله، بالإضافة إلى 4 مولدات لكنها خارج الخدمة!
أما المصدر الآخر للطاقة الكهربائية فيأتي من إسرائيل، عبر شركة الكهرباء الإسرائيلية، ولكنها لا تزيد عن 120 ميغاواط، وبالكاد تغطي احتياجات السكان، حيث تُقدر حاجة القطاع بحوالي 500 ميغاواط من الطاقة بشكل يومي.
من المتوقع أن تتفاقم ازمة الكهرباء في الأسابيع والأشهر المقبلة، خاصة مع ازدياد استخدام السكان للمراوح والمكيفات والثلاجات، ولكن مع انقطاعها كعظم اليوم، تزداد مخاطر الإصابة بالتسمم الغذائي وتدهور نوعية الحياة وعدم قدرة العيادات على خدمة المرضى، كما أنها تؤثر على خدمات ضخ المياه وفلترتها.
أعلنت هيئة الطاقة في غزة أن العجز في الطاقة قد وصل إلى 60%، رغم كل الجهود لتحسين عمل المولدات.
حتى العائلات التي تدفع مقابل المولدات لا تستطيع تحمل تكاليف ذلك بشكل يومي، فسعر الكيلو وات يصل إلى 8 أضعاف السعر الأصلي من شركة الكهرباء
لقد تسبب نقص الكهرباء في خسائر فادحة في ظروف معيشة السكان في غزة، فحرارة الصيف زادت مرارة مشكلة الكهرباء حتى أصبح العيش لا يطاق، بحسب وصف البعض في غزة، في ظل كهرباء تنقطع بشكل مستمر وأحياناً لا تأتي أكثر من 5 ساعات في اليوم، وبعض السكان يلقي باللوم على سوء إدارة الحكومة، ويرون أن الأمسيات المظلمة بسبب نقص الكهرباء قد تتسبب بوقوع حوادث سيارات.
التأثير النفسي
يشعر الكثير من سكان القطاع بالضغط النفسي الشديد، في ظل غياب فرص للتهدئة وارتفاع في البطالة وتكاليف المعيشة، والآن الحرارة الشديدة وغياب الكهرباء، حتى العائلات التي تدفع مقابل المولدات لا تستطيع تحمل تكاليف ذلك بشكل يومي، فسعر الكيلو وات يصل إلى 8 أضعاف السعر الأصلي من شركة الكهرباء.
من جانب آخر، أثارت الأسعار المرتفعة غضباً موجهاً نحو شركات توزيع الكهرباء التي يرى الناس أنها “متواطئة”، بينما يضطر الناس لدفع أسعار باهظة للكهرباء من خلال المولدات، حتى لجأ العشرات للتعبير عن غضبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ #نريد كهرباء.