أكثر من 220 نائباً بريطانياً يطالبون ستارمر بالاعتراف بدولة فلسطين

وجه أكثر من 220 نائباً في البرلمان البريطاني رسالة اليوم الجمعة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر طالبوه فيها بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، على غرار الخطوة التي أعلنتها فرنسا مؤخراً.

ويمثّل النواب الموقعون على الرسالة نحو ثلث أعضاء مجلس العموم، وينتمون إلى الأحزاب السياسية الأربعة الكبرى في بريطانيا، وهي حزب العمال، المحافظون، الديمقراطيون الأحرار، والحزب الوطني الاسكتلندي.

وجاء في الرسالة: “نكتب إليكم قبيل انعقاد المؤتمر الأممي المشترك بين فرنسا والسعودية في نيويورك يومي 28 و29 يوليو/تموز، لنؤكد دعمنا لاعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطينية”.

وأضاف النواب: “نتطلّع إلى أن يسفر المؤتمر عن إعلان الحكومة البريطانية متى وكيف ستنفّذ التزامها التاريخي بحل الدولتين، وعن آلية التعاون مع الشركاء الدوليين لتحقيق هذا الهدف”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن الخميس أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل، ما اعتُبر تصعيداً دبلوماسياً جديداً بعد خطوات مماثلة اتخذتها إسبانيا والنرويج وإيرلندا العام الماضي.

وأثارت هذه التحركات موجة غضب في تل أبيب وواشنطن، اللتين تعتبران الاعتراف الأحادي بدولة فلسطين تقويضاً لعملية التفاوض.

ورغم الضغوط الداخلية، جدد ستارمر يوم الجمعة موقف حكومته القائل بأن الاعتراف بفلسطين يجب أن يكون جزءاً من اتفاق سلام تفاوضي، وهو ما أثار خيبة أمل لدى عدد من نواب حزبه.

ونقلت وكالة رويترز عن نائب من حزب العمال قوله إن هناك استياء داخل الحزب من عدم اتخاذ ستارمر خطوات دبلوماسية أكثر جرأة لإدانة سياسات الاحتلال، في وقت تتفاقم فيه المجاعة في قطاع غزة.

ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد 127 فلسطينياً، بينهم 85 طفلاً، بسبب الجوع منذ إعادة فرض حصار الاحتلال على القطاع في مارس/آذار الماضي، بينهم 15 قضوا يوم الإثنين وحده جراء سوء التغذية.

من جانبه، عارض وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، وأكد في تصريحات سابقة أن بريطانيا “ستعترف بدولة فلسطين عندما تكون الظروف مهيأة لذلك ويصبح الأمر قاب قوسين أو أدنى”.

لكن الرسالة الموجهة إلى ستارمر شددت على أن الاعتراف البريطاني سيكون له أثر بالغ بسبب “العلاقة التاريخية للمملكة المتحدة بفلسطين، ودورها كدولة انتداب سابقة، وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن”.

وأضافت: “رغم إدراكنا أن بريطانيا لا تملك وحدها مفاتيح استقلال فلسطين، فإن الاعتراف الرسمي سيكون خطوة جوهرية تمنح الموقف البريطاني حول حل الدولتين مصداقية، وتعبّر عن مسؤولية تاريخية تجاه شعب فلسطين”.

وتأتي رسالة النواب بعد يومين من دعوة مماثلة وجّهها أكثر من 30 سفيراً بريطانياً سابقاً، إلى جانب 20 دبلوماسياً مخضرماً خدموا في بعثات بريطانيا لدى الأمم المتحدة، طالبوا فيها ستارمر بالتحرك والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وقال الموقعون إن “الوضع الدموي القائم في غزة” في ظل عدوان الاحتلال المستمر منذ عامين، قد لا ينكسر إلا بخطوة جريئة تبدأ بالاعتراف الدولي بفلسطين.

ومن بين الموقّعين على الرسالة المشتركة سفراء سابقون للمملكة المتحدة في كل من أفغانستان، البحرين، مصر، إيران، العراق، الأردن، الكويت، المغرب، باكستان، قطر، سوريا وتركيا.

مقالات ذات صلة