وفق الدورة التدريبية الجديدة لبي بي سي حول “معاداة السامية”، فإن الأشخاص الذين “ليس لديهم أي نية للإساءة إلى الشعب اليهودي يجب ألا ينتقدوا الصهاينة”.
جاء في كتيب التدريب، الذي تم توزيعه على موظفي بي بي سي الأسبوع الماضي واطلع عليه موقع ميدل إيست آي: “يستخدم المعادون للسامية في كثير من الأحيان كلمة صهيوني عندما يشيرون إلى اليهود، سواء في إسرائيل أو في أي مكان آخر، وأولئك الذين يزعمون أنهم معادون للصهيونية وليسوا معادين للسامية، يجب أن يفعلوا ذلك مع العلم أن العديد من اليهود يعتبرون أنفسهم صهيونيين”.
ويضيف التدريب: “إذا كان هؤلاء الأفراد يقصدون فقط انتقاد سياسات حكومة إسرائيل، وليس لديهم أي نية للإساءة إلى الشعب اليهودي، فيجب عليهم انتقاد الحكومة الإسرائيلية وليس الصهاينة”.
هيئة الإذاعة البريطانية غطت الوفيات الإسرائيلية 33 مرة أكثر من تلك التي تغطيها للفلسطينيين، واستخدمت مصطلحات عاطفية 4 أضعاف لصالح الإسرائيليين، وكلمة “مذبحة” على الإسرائيليين 18 مرة أكثر من الضحايا الفلسطينيين مركز مراقبة الإعلام التابع للمجلس الإسلامي في بريطانيا (CFMM)
وقد تم تنظيم الدورة من قبل أكاديمية بي بي سي بالتعاون مع شبكة الموظفين اليهود وصندوق سياسة معاداة السامية وصندوق أمن المجتمع (CST)، وكانت CST، التي تراقب جرائم الكراهية المعادية للسامية وتعمل مع الحكومة والشرطة، قد زعمت سابقاً بأن المسيرات المؤيدة لفلسطين في لندن “تعطل السلام والحقوق الأساسية لليهود”، ودعت إلى إنهائها.
ويتضمن تدريب هيئة الإذاعة البريطانية أيضاً تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) المثير للجدل لمعاداة السامية، والذي تبنته الحكومة البريطانية رغم تحذير خبراء قانونيين من أنه قد يؤدي إلى “تقليص النقاش”.
وينص التعريف على أن الادعاء القائل بأن وجود دولة إسرائيل هو “شكل عنصري” هو مثال على معاداة سامية محتملة، فيما يرى منتقدو التعريف بأن التعريف يخلط معاداة السامية مع معاداة الصهيونية، أو مع انتقاد السياسات التي أدت إلى إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948 وطرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم.
“ضد أي شكل من أشكال التمييز”
عندما طلبت ميدل إيست آي التعليق على الأمر من قبل بي بي سي التعليق، قامت هيئة الإذاعة البريطانية بتوجيه ميدل إيست آي إلى التعليقات التي أدلى بها سابقاً المدير العام المنتهية ولايته تيم ديفي.
في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موظفي بي بي سي في 4 ديسمبر عام 2024، قال ديفي: “بي بي سي للجميع، ونحن واضحون في أن كل من يعمل هنا يجب أن يشعر بالانتماء، كمنظمة، نحن نقف متحدين ضد أي شكل من أشكال التمييز أو التحيز أو التعصب، ورداً على ذلك، أمضت أكاديمية بي بي سي الأشهر القليلة الماضية في تطوير برنامج تدريب جديد لمكافحة التمييز، وبدأنا بوحدات التعلم الإلكتروني حول معاداة السامية وكراهية الإسلام، والتي نتوقع من الموظفين عبر بي بي سي إكمالها”.
وأضاف ديفي: “الدورة الخاصة بمعاداة السامية متاحة اعتباراً من اليوم، ونحن على وشك الانتهاء من برنامج التدريب على الإسلاموفوبيا وسيتم إطلاقه في فبراير”.
وقد استقال ديفي الشهر الماضي وسط خلاف حول قيام المذيع بتحرير خطاب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 يناير عام 2021 لبرنامج بانوراما على قناة بي بي سي، كما تورطت هيئة الإذاعة العامة في عدة فضائح بسبب تغطيتها لإسرائيل وغزة.
من ناحية أخرى، أفاد موقع ميدل إيست آي الشهر الماضي بأن رافي بيرج، محرر شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي على الإنترنت، قال في عام 2020 بأنه “من الرائع أن تكون في دائرة ثقة عملاء الموساد الحاليين والسابقين أثناء تأليف كتاب عن وكالة المخابرات الإسرائيلية”، وأن “العمليات الرائعة” التي يقوم بها الموساد تجعله “فخوراً للغاية”.
وقد زعمت دراسة نشرها مركز مراقبة الإعلام التابع للمجلس الإسلامي في بريطانيا (CFMM) في يونيو الماضي بأن تغطية بي بي سي للحرب الإسرائيلية على غزة “منحازة بشكل ممنهج ضد الفلسطينيين”، وذلك وفقاً لتحليل أكثر من 35 ألف قطعة من المحتوى.
وجدت الدراسة أن هيئة الإذاعة البريطانية غطت الوفيات الإسرائيلية 33 مرة أكثر من تلك التي تغطيها للفلسطينيين، واستخدمت مصطلحات عاطفية 4 أضعاف لصالح الإسرائيليين، وكلمة “مذبحة” على الإسرائيليين 18 مرة أكثر من الضحايا الفلسطينيين.
علاوة على ذلك، فقد قامت بي بي سي بسحب فيلم وثائقي عن الأطفال في غزة، بعنوان “غزة: كيف تنجو من منطقة الحرب”، في فبراير الماضي، بعد أن تبين أن الصبي الذي روى الفيلم، عبدالله اليازوري، هو نجل نائب وزير في حكومة غزة، وذلك بعد حملة مكثفة قامت بها الجماعات المؤيدة لإسرائيل والسفارة الإسرائيلية في لندن.
تعرضت بعد ذلك البي بي سي لانتقادات شديدة في يونيو الماضي بسبب إسقاط فيلم ثانٍ عن غزة، وكان هذا الفيلم عن الأطباء، بعد تأخير بثه لعدة أشهر، مبررين ذلك بأن “بث هذه المادة يمكن أن يؤدي إلى تصور بالتحيز لا يفي بالمعايير العالية التي يتوقعها الجمهور بحق من بي بي سي”، فتم بث الفيلم بدلاً من ذلك بواسطة القناة الرابعة ومؤسسات إخبارية أخرى.







