ظاهرة الزلازل المتكررة في تركيا.. ما السر وراءها؟

ظاهرة الزلازل المتكررة في تركيا.. ما السر وراءها؟

بقلم ريحان الدين

ضرب زلزال مدمر بلغت درجته 7.8 على مقياس ريختر جنوب شرق تركيا وشمال سوريا في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 3000 شخص على الأقل وإصابة الآلاف.

وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الزلزال وقع في الساعة 4:17 صباحا بالتوقيت المحلي بالقرب من مدينة غازي عنتاب وتبعه عدد من الهزات الارتدادية، بما في ذلك زلزال بقوة 7.5 درجة في نفس المنطقة.

أدى الزلزال الأول، وهو الأكبر الذي يضرب تركيا منذ عقود، إلى القضاء على أجزاء كاملة من المدن الكبرى في منطقة مكتظة بملايين الأشخاص الذين فروا من الحرب الأهلية في سوريا ومناطق نزاعات أخرى.

وقال مسؤولون أتراك إن 3381 شخصا على الأقل قتلوا في تركيا وأصيب أكثر من 20426 آخرين.

وفي سوريا، فقد أكثر من 1300  شخصا حياتهم، بحسب مسؤولي الصحة في الحكومة السورية ومجموعة الإنقاذ التابعة للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، حيث ضرب الزلزال محافظات إدلب وحلب، واللاذقية، وطرطوس، وحماة.

كما شعر السكان بالهزات في مناطق بعيدة مثل قبرص، ولبنان، والعراق، ومصر.

وأفادت التقارير بانهيار الاف المباني في جميع أنحاء تركيا، ووقع معظم الضحايا في مقاطعة هاتاي الجنوبية.

تركيا على مفترق طرق من الصفائح

يرجع تعرض تركيا المرتفع للزلازل إلى وقوعها على مفترق طرق ثلاث صفائح تكتونية مختلفة.

تتحرك هذه الكتل الأرضية، التي تشكل القشرة الخارجية للأرض، باستمرار وتصطدم ببعضها البعض، مما يؤدي غالبا الى حدوث الزلازل عند خطوط صدع الصفيحة، وهي كسور كبيرة على سطح الكوكب.

تقع معظم تركيا على الصفيحة التكتونية الأناضولية، التي تتموضع بين الصفائح الأوراسية والأفريقية الرئيسية وبين صفيحة صغيرة هي الصحيفة التكتونية العربية.

وحين ترتفع هذه الألواح وتدفع بعضها البعض، يمكن أن “تعلق” لوحتان بسبب الاحتكاك، وعند انفصالها في النهاية نتيجة لتراكم الضغط، فإنها تطلق كمية هائلة من الطاقة على شكل زلازل، أو تسونامي في حال التقت الصفائح التكتونية تحت الماء.

تاريخ الزلازل

أدى موقع تركيا، المتقارب على الصفائح التكتونية الثلاث، إلى حدوث زلازل كبرى متكررة خلال القرن الماضي.

في ديسمبر 1939، ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة بالقرب من مدينة إرزينجان شرقي تركيا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص.

كانت هناك عدة زلازل أخرى في العقود التالية، بما في ذلك زلزال كالديران مورادي عام 1976 في مقاطعة فان الشرقية، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 4000 شخص.

ووقع الزلزال الأكثر دموية منذ كارثة عام 1939 في أغسطس من العام 1999، عندما ضرب زلزال بقوة 7.4 درجة مدينة إزميت الغربية، في منطقة مرمرة، حيث قُتل أكثر من 17 ألف شخص وجُرح أكثر من 43 ألف آخرين.

وبحسب هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (AFAD) في البلاد، سجلت تركيا أكثر من 22 ألف زلزال في عام 2022.

ويُعد زلزال يوم الاثنين هو الأشد الذي يضرب البلاد منذ عام 1999، ويأتي في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة عاصفة ثلجية من المتوقع أن تستمر حتى يوم الخميس.

مقالات ذات صلة