هدد نشطاء إسرائيليون عبر قناة على تطبيق “تليغرام” بقتل الطبيب الفلسطيني الشهير محمد قديح، الذي يعمل في مستشفيات غزة منذ بداية الحرب.
وقال الدكتور قديح، الذي برز في مجمع ناصر الطبي أنه علم لأول مرة بالتهديدات الموجهة ضده من خلال أحد متابعيه على إنستغرام.
وفي منشور على المنصة، شارك قديح لقطات شاشة لإسرائيليين يردون على مقطع فيديو شاركه برسائل تهديد جاء فيها ” يجب أن يحظى لحم الفئران بشعبية كبيرة” و” لا يزال على قيد الحياة ولكن ليس لفترة طويلة“.
وورد في التعليقات الأخرى: ” دعوهم يستمرون في طحن أنفسهم” و” سوف تموتون جميعاً وستحترق حياتكم“.
وأعلن قديح أنه سيواصل توثيق الفظائع التي يشهدها بشكل يومي على الرغم من التهديدات، وقال في تدوينة: ” هذا لن يخيفني، وسأستمر في تقديم وإيصال كل ما أراه أمامي داخل غرفة العمليات“.
لكنه أشار إلى أن الرسائل كانت خلقت لديه دوافع متزايدة للقلق، داعياً إلى نشر التهديدات التي يتلقاها في وسائل الإعلام الكبرى.
وأردف قديح بالقول أنه ليس الوحيد الذي تم استهدافه بالتهديدات بالقتل منذ بداية الحرب، مضيفاً: ” ليس غريباً علينا أن نتلقى أو نرى مثل هذه الرسائل التي تهدد بالقتل وتسبنا بطريقة عنصرية“.
وأضاف: ” نحن نواجه هذا المستوى من التهديد منذ ما يقرب من 80 عاماً من قبل المحتلين الذين يحاولون تهجيرنا وقتلنا بأبشع الطرق الممكنة وارتكاب المجازر ضد المدنيين العزل“.
وغالباً ما تشارك مجموعات التلغرام الإسرائيلية محتوى مصوراً وتعابير ساخرةً من قتل الفلسطينيين وتدمير منازلهم، باعتبارها شكلاً من أشكال “الحرب النفسية” وأداة لتأجيج العنف. وبحسب قديح، فإن التهديدات تسبب الذعر والتوتر لدى الأفراد.
وتابع: ” في البداية، شعرت ولفترة قصيرة بأنني في خطر، وكنت في حيرة من أمري، لأنها كانت المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذه التهديدات ضدي، ولكنني أدركت لاحقاً أنني لم أكن أول من تلقى مثل هذه التهديدات“.
وأضاف: ” هناك عشرات الآلاف في غزة قتلوا بدم بارد، وأنا لست أفضل منهم، تلقي مثل هذه الرسائل الآن يسعدني لأنه يظهر أنني أسير على الطريق الصحيح بإظهار جرائم إسرائيل“.
وكانت مروة فطافطة، مديرة السياسات في منظمة الحقوق الرقمية Access Now، قد قالت في وقت سابق أن الخطاب على قناة تلغرام يمكن أن يكون ذو عواقب خطيرة.
وأوضحت: ” لقد علمنا تاريخ الإبادة الجماعية والفظائع الماضية أن الكلمات يمكن أن تكون قاتلة، وتصوير الفلسطينيين على أنهم أقل إنسانية مثل تعابير الحيوانات البشرية أو الصراصير أو الجرذان يعمل على تبرير الجرائم البغيضة وأعمال العنف التي تُمارس عليهم والتسامح معها“.
وأضافت: ” هذا النوع من المحتوى يغذي شهوة الإسرائيليين القوية للانتقام بعد هجمات السابع من أكتوبر، ويمكن أن يؤدي إلى إدامة دوامة لا نهاية لها من العنف“.
وقتلت القوات الإسرائيلية في غزة أكثر من 30 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب، وأصيب نحو 70 ألفاً آخرين، فيما لا يزال ما لا يقل عن 7000 شخص في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم استشهدوا ودفنوا تحت الأنقاض. ووفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، فإن أكثر من 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء.