عدد الشهداء في قطاع غزة تجاوز الـ 10 آلاف و منظمات أممية تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار

حتى الآن، قُتل ما لا يقل عن 10 آلاف فلسطيني في غزة بعد مرور 4 أسابيع على بدء القصف الإسرائيلي، ومن جانبها ناشدت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر، حيث أصدر رؤساء 18 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة مجتمع مدني بياناً مشتركاً دعوا فيه إلى وضع حد للعنف في غزة، بعد مقتل أكثر من 4100 طفل بسبب القصف الإسرائيلي.

 70% من الضحايا هم من النساء والأطفال والمسنين، من بينهم نحو 2500 امرأة

حذر الموقعون، ومن بينهم رؤساء منظمة اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة إنقاذ الطفولة، من أن جميع سكان غزة “محرومون من الوصول إلى الضروريات اللازمة للبقاء على قيد الحياة ويتعرضون للقصف في منازلهم وملاجئهم ومستشفياتهم ومنشآتهم وأماكن العبادة”، كما جاء في البيان “نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، لقد مر 30 يومًا وهذا يكفي، يجب أن يتوقف هذا الآن”.

وقد تزامن بيان المناشدة مع وصول سيارات الإسعاف التي تقل الجرحى الفلسطينيين إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي، حيث صرح مسؤول حدودي لوكالة فرانس برس بأن المرضى يخضعون لفحوصات طبية على الحدود قبل نقلهم إلى المستشفيات.

من جانبها، أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن 70% من الضحايا هم من النساء والأطفال والمسنين، من بينهم نحو 2500 امرأة، فضلاً عن 500 من كبار السن، كما أصيب ما يقرب من 25 ألف شخص آخرين.

 إضافة إلى ذلك، فقد أشارت الوزارة إلى مقتل 8 فلسطينيين نتيجة استهداف عدة مستشفيات في مدينة غزة، حيث قُتل 4 في مستشفى الرنتيسي للأطفال، و 4 آخرون في مستشفى العيون في غزة، كما استهدف الجيش الإسرائيلي مستشفى الأمراض النفسية الوحيد في القطاع، ويذكر أن المستشفيات الثلاثة متقاربة جغرافياً في قلب غزة التي تطوقها القوات البرية الإسرائيلية حاليًا.

توتر في الضفة الغربية

من جانب آخر، تستمر أعمال العنف والاضطرابات أيضًا في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، فقد حذرت الأمم المتحدة من تصعيد “مثير للقلق” لعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، حيث قُتل ما لا يقل عن 144 فلسطينيًا في الضفة الغربية بنيران إسرائيلية منذ 7 اكتوبر.

“قُتل 36 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام، غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين” – لجنة حماية الصحفيين

قام وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، بالدعوة إلى إنشاء “مناطق أمنية معقمة” حول المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية “لمنع العرب من دخولها”، وفي رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، طالب سموتريش بمنع الفلسطينيين من دخول المناطق المحيطة بالمستوطنات، أي ما يقرب من 150 مستوطنة غير قانونية في جميع أنحاء الضفة الغربية، يسكنها حوالي 700 ألف إسرائيلي.

وقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه الخطوة من المفترض أن تشمل الأراضي التي يملكها الفلسطينيون حتى لقطف الزيتون، كما ندد سموتريتش في رسالته بـ”الإهمال المستمر لأمن المستوطنين في يهودا والسامرة”، مستخدما الاسم الإسرائيلي للضفة الغربية، وأضاف “الكتابة على الحائط لست مستعداً لأن أكون جزءا منها، لن أوافق على سفك المزيد من الدماء بسبب الإصرار على الحفاظ على تصورات مشوهة”.

من جانبها، أعلنت منظمات حقوق الإعلام عن مقتل عدد “غير مسبوق” من الصحفيين، حيث قالت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) أن 36 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام قُتلوا، غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين، كما تم الإبلاغ عن اختفاء 3 آخرين، في حين تم اعتقال أو إصابة أو تهديد العديد من الأشخاص الآخرين.

أوضح منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، شريف منصور، أن هؤلاء الصحفيين كانوا محليين مستقلين ولا يتمتعون بالحماية التي توفرها وسائل الإعلام الكبيرة أو جوازات السفر الأجنبية، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى جعل قواعد الاشتباك الخاصة به أكثر شفافية، لأن العديد من الصحفيين في غزة “قد لا يكون لديهم خيار تجنب مواقف القتال، وهذه تضحية لا تقدر بثمن ولا يجب أن تمر مرور الكرام”.

انهيار العلاقات

على إثر الهجوم الإسرائيلي المستمر، قامت عدد من الدول بتخفيض أو قطع علاقاتها مع إسرائيل، أحدثها جنوب أفريقيا التي أعلنت استدعاء جميع دبلوماسييها من إسرائيل “للإشارة” إلى قلقها بشأن الوضع في غزة، فقد جاء على لسان متحدث باسم الحكومة قوله “

إضافة إلى ذلك، فقد استدعى عدد من حلفاء إسرائيل الإقليميين السابقين، بما في ذلك الأردن وتركيا، سفراءهم أيضاً، فيما قامت دول مثل كولومبيا وتشيلي بتخفيض مستوى العلاقات مع إسرائيل، أما بوليفيا فقد قطعتها تماماً.

لقد شكل هجوم 7 أكتوبر عائقاً أمام ما كانت تدفع به الولايات المتحدة قبل ذلك التاريخ، باتجاه إقامة علاقات مفتوحة بين الدول العربية وإسرائيل، واستكمال صفقات التطبيع التي بدأها ترامب، والتي وقعت عليها عام 2020 كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، خاصة مع الغضب الواسع حول ما يحصل في غزة، الأمر الذي دفع بعض القادة إلى التقليل علنًا من علاقاتهم.

أما فيما يتعلق بالتطبيع السعودي مع إسرائيل، فالأمل يتضاءل كل يوم بتحقيق انفراجة تستميت الولايات المتحدة لإتمامها،  ولكن الواقع، أن هناك أنباء عن استضافة السعودية قمة لدول المنطقة بهدف توحيد الدول المؤيدة للفلسطينيين التي تطالب بوقف إطلاق النار.

وفي هذا السياق، فقد نقل موقع ميدل إيست آي عن شخص مطلع على الخطط السعودية لاستضافة القمة، أن الدول الإسلامية منقسمة، بعضهم مثل الأردن، يجد صعوبة في الوقوف في وجه الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب اعتمادهما المفرط على الدعم الغربي، وأشار المصدر إلى أن “قمة السلام التي عقدتها مصر في القاهرة الشهر الماضي كانت مبادرة جيدة للتأكيد على أهمية وقف إطلاق النار، لكن الدول الغربية التي حضرت المؤتمر منعت كل خطوة لمعارضة الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين”.

مقالات ذات صلة