أعلن مسؤول في القطاع الصحي الفلسطيني أن المنظومة الصحية في شمال غزة أصبحت الآن خارج الخدمة تماماً بعد اقتحام الاحتلال لآخر مستشفى عامل في المنطقة يوم الجمعة.
ووفقاً لمروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة الفلسطينية، فإن حوالي 200 مريض ومصاب بجروح خطيرة في مستشفى كمال عدوان معرضون لخطر الموت الوشيك بعد اقتحام قوات الاحتلال التي دمرت الإمدادات الطبية واحتجزت الموظفين.
وقال الهمص للجزيرة خلال مقابلة مباشرة يوم السبت: “إذا لم يتدخل العالم لوقف هذه الجريمة والإبادة الجماعية في غزة، فإن المصير المؤكد لهؤلاء المرضى هو الموت”.
وأضاف: “دمر جنود الاحتلال جميع مخزونات الأدوية في المستشفى أمس، بزعم أنهم كانوا يبحثون عن مسلحين، والآن، تم إتلاف جميع مخزونات الأدوية عمداً لمنع الأطباء من إنقاذ أرواح الجرحى”.
وتابع: “رائحة الموت في كل مكان في المستشفى وفي محيطه”.
واقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، الجمعة، حوالي الساعة الثانية فجراً بالتوقيت المحلي (12:00 بتوقيت جرينتش).
وبدأ الهجوم بغارات جوية استهدفت المستشفى وساحاته، بما في ذلك مولد الأكسجين الطبي، بحسب الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية.
وأضاف البرش أن قصف مولد الأكسجين تسبب في استشهاد أطفال في المستشفى وإصابة طاقم طبي.
وقال الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، في مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وقت قصير من الهجوم: “بدلاً من تلقي المساعدات، نتلقى دبابات التي تقصف مبنى المستشفى”.
وقال مسؤولون صحيون يوم السبت أن نجل أبو صفية استشهد جراء اقتحام الاحتلال للمستشفى.
وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي لقطات من جنازة إبراهيم أبو صفية، حيث كان والده يؤم المصلين ويشارك في مراسم الدفن.
وبعد ساعات قليلة من الغارات الجوية، داهمت قوات الاحتلال المستشفى ودعت جميع المرضى، بمن فيهم أولئك المقيمين في العناية المركزة، إلى التجمع في الساحة.
وقال مدير التمريض في المستشفى لقناة العربي التلفزيونية أن جنود الاحتلال اعتدوا على كل من كان بالداخل.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها: “تم اعتقال مئات المرضى والطاقم الطبي وبعض النازحين من المنازل القريبة من المستشفى، الذين لجأوا إلى هناك من القصف المستمر”.
وأضافت: “لم يتم توفير أي طعام أو أدوية أو أية إمدادات طبية ضرورية لإنقاذ أرواح الجرحى والمرضى في المستشفى”.
ووفقاً للهمص، فبعد انسحاب قوات الاحتلال من المستشفى، بدأت طائرات الكوادكابتور رباعية المراوح في إطلاق النار على المستشفى، مما أدى إلى إصابة المزيد من الأشخاص بالداخل.
وأدان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الهجوم على مستشفى كمال عدوان ووصفه بأنه “مقلق للغاية”.
وقال إن منظمة الصحة العالمية فقدت الاتصال بموظفيها هناك.
وكتب على منصة X: “لقد كان مستشفى كمال عدوان يفيض بنحو 200 مريض وهو تدفق مستمر من حالات الإصابات المروعة، كما أنه مليء بمئات الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى”.
وأضاف: “ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المستشفيات والمرضى والعاملين في مجال الصحة والعاملين في المجال الإنساني”.
ويعد مستشفى كمال عدوان أحد المستشفيات الثلاثة التي كانت تعمل في شمال غزة والتي تضررت بشدة من حصار الاحتلال المكثف والهجمات منذ شنت قوات الاحتلال هجوماً جديداً على المنطقة في 5 أكتوبر/تشرين الأول.
وتوقف المستشفيان الآخران، المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة، عن العمل في الأيام الأخيرة بسبب اعتداءات الاحتلال والنقص الحاد في الغذاء والدواء والوقود.
وظل مستشفى كمال عدوان يعمل بأقصى طاقته حتى تم اقتحامه يوم الجمعة.
وقد أدانت جماعات حقوق الإنسان عملية الاحتلال في شمال غزة واعتبرتها جزءاً من خطة لتطهير المنطقة عرقياً من الفلسطينيين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهم تحقيق للأمم المتحدة دولة الاحتلال بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة في غزة من خلال هجماتها على نظام الرعاية الصحية.