على العكس من اللاجئين الأوكران! لا مرحباً باللاجئين السودانيين في بريطانيا 

لا تملك حكومة المملكة المتحدة خططاُ حالية لتوفير طرق آمنة لدخول اللاجئين الفارين من الصراع في السودان، كما فعلت مع الأوكرانيين العام الماضي.

وقد أدى العنف المستعر بين القوات السودانية ووحدات الدعم السريع إلى فرار عشرات الآلاف من المدنيين السودانيين إلى الخارج بما في ذلك تشاد وجنوب السودان ومصر المجاورة.

وعندما سئلت متحدثة باسم وزارة الداخلية البريطانية يوم الأربعاء عما إذا كانت البلاد قد أعدت خططا للترحيب باللاجئين الفارين من العنف في السودان، أجابت:” نحن نراقب الوضع عن كثب لضمان قدرتنا على الاستجابة بشكل مناسب”.

وأضافت أن مخططات اللجوء الحالية في المملكة المتحدة ساعدت ما يقرب من 500 ألف شخص على الفرار من “مناطق الصراع وعدم الاستقرار” منذ عام 2015، بما في ذلك في سوريا وأفغانستان وأوكرانيا.

وأوضحت المتحدثة: ” لا يمكننا استيعاب كل من يريد القدوم إلى المملكة المتحدة ولا يمكننا فتح طريق مخصص لكل حالة، رغم أن طرقنا الآمنة والقانونية هي من أكثر الطرق سخاءً في العالم”.

وتابعت:” المملكة المتحدة لا تقبل أيضًا طلبات اللجوء من الخارج ولا توجد طرق لتمكين الباحثين عن التأشيرات من طلب اللجوء هنا”.

وفي بيان مطول صدر عن وزارة الداخلية واحتوى على أكثر من 400 كلمة، لم يتم ذكر كلمة “السودان” مرة واحدة.

وقال أحد طالبي اللجوء من منطقة دارفور في السودان والذي عرف على نفسه باسم محمد إنه يأمل في أن توفر حكومة المملكة المتحدة ملاذًا للاجئين السودانيين.

“بصفتك سودانياً، من الصعب للغاية أن تطلب اللجوء الآن في المملكة المتحدة” – محمد، طالب لجوء في المملكة المتحدة

فر محمد من السودان إلى ليبيا ثم إلى أوروبا كطالب لجوء سياسي، بعد أن تعرض للتهديد بالسجن ما لم يتعاون مع السلطات ويتجسس على دعاة الديمقراطية في البلاد.

ووصل إلى المملكة المتحدة في قبو شاحنة قدمت من فرنسا عام 2020 في المحاولة الثانية للهجرة، بعد أن قبض عليه مسؤولون فرنسيون واعتقلوه خلال محاولته الأولى للهجرة.

وأكدت كلير موسلي، مؤسسة Care 4 Calais أنه “من المستحيل عملياً” على اللاجئين السودانيين الوصول إلى المملكة المتحدة عبر طرق آمنة.

وقالت: “لقد عملت Care 4 Calais مع آلاف اللاجئين الذين فروا من أهوال لا يمكن تصورها في السودان … كان من الرائع رؤية الدعم الذي قدمه الشعب البريطاني للاجئين الأوكرانيين، ونود أن نرى مساعدة مماثلة تقدم للاجئين السودانيين”.

ساعدوا الرعايا البريطانيين

وقالت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان لبي بي سي بريك فاست يوم الأربعاء، بعد يوم من بدء عملية بريطانية لإجلاء الرعايا البريطانيين من الخرطوم: “أولويتنا في المقام الأول هي مساعدة الرعايا البريطانيين”، موضحة أن وضع اللاجئين السودانيين “مختلف تمامًا عن أوكرانيا”.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، وصل أكثر من 117000 أوكراني إلى المملكة المتحدة.

وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك في البرلمان يوم الأربعاء:” كانت أولويتنا في السودان، أولاً وقبل كل شيء، إجلاء دبلوماسيينا وعائلاتهم، وأنا سعيد جدًا لأننا كنا من أوائل الدول التي تمكنت من القيام بذلك”.

وفي أعقاب ذلك، أشار إلى أن بريطانيا استقبلت نصف مليون لاجئ في السنوات الأخيرة، لكنها فشلت في الاستجابة للحالة السودانية.

بدوره عبر وزير الهجرة روبرت جينريك الثلاثاء الماضي عن اعتقاده بأن “السودان كان على الدوام من بين الدول العشر الأولى التي يعبر القادمون منها القناة على متن قوارب صغيرة”.

وقال إن الفارين من السودان يجب أن “يلتمسوا ملاذًا في أول بلد آمن”.

وأضاف جينريك: “سنفعل كل ما في وسعنا من لدعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات التي تستجيب للنازحين عند وصولهم إلى البلدان المجاورة”.

ووصل 5،467 سودانيا إلى المملكة المتحدة عبر قوارب صغيرة بين عامي 2018 و2022، وفقًا لأرقام حكومية بريطانية.

ولا يشمل هذا العدد أولئك الذين وصلوا إلى الشواطئ البريطانية عبر طرق غير نظامية أخرى، مثل محمد الذي قال:” يجب أن تكون هناك طرق آمنة لنا”، وأضاف أن “قضايا السودانيين دائما ما تتعرض للازدراء”.

وتأتي الأسئلة المتعلقة باللاجئين السودانيين في نفس اليوم الذي يصوت فيه البرلمان البريطاني على مشروع قانون الهجرة غير القانوني للحكومة، والذي سيمنع أي شخص يصل إلى البلاد عبر طرق غير نظامية من طلب اللجوء.

وحذرت جماعات حقوق الإنسان والمراقبون مشروع القانون من خطر تعريض المستضعفين للأذى وخرق القانون الدولي.

مقالات ذات صلة