انطلقت سفينة المساعدات الأولى من قبرص إلى غزة الثلاثاء محملة بالمواد الغذائية على طريق تدشين ممر مساعدات بحري للقطاع المحاصر مع تنامي خطر انتشار المجاعة بين الفلسطينيين.
وتشرف على السفينة التي تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط حالياً منظمتان غير حكوميتين من إسبانيا، هما World Central Kitchen وOpen Arms، وتشمل حمولتها نحو 200 طن من الأرز والدقيق والبقوليات والخضروات المعلبة.
وذكر وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس للإذاعة الرسمية في البلاد أن سفينة ثانية يجري إعدادها للقيام بالرحلة ذاتها.
وأوضح مؤسس World Central Kitchen، خوسيه أندريس أن منظمة Open Arms وWorld Central Kitchen تعاونت مع دولة الإمارات العربية المتحدة في إرسال سفينة الغذاء الأولى إلى غزة.
وأضاف أندريس في منشور له على من X ” نحن نتجه نحو غزة مع أصدقائنا في Open Arms بعدما اعتقد الجميع أن ذلك مستحيلاً”.
وأردف بالقول أن هناك حاجة لاستكمال بناء رصيف للمراكب الصغيرة في شمال غزة حتى يمكن تفريغ المواد الغذائية.
ونشر أندريس صوراً على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي لجرافات وشاحنات تعمل ليلاً على الشاطئ، وقد شوهد عمال البناء، الذين لم يتم الكشف عن هويتهم، وهم يقومون بإنزال كتل خرسانية في الماء.
وقال أندرياس: ” نحن بحاجة إلى إنهاء الرصيف الذي سيسمح لنا بتنزيل الطعام، فالفشل ليس خياراً، وشمال غزة بحاجة إلى الغذاء”.
الجدير بالذكر أن انطلاق السفينة الأولى لنقل الغذاء إلى غزة عن طريق البحر من قبرص تأتي في الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى من أن غزة على حافة المجاعة بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات الحيوية من المعابر البرية للقطاع.
وأشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي أعلنت قبل أيام عن المبادرة خلال زيارة لقبرص، بالمبادرة باعتبارها “إشارة أمل”.
وقالت على منصة التواصل الاجتماعي X: ” سنعمل معاً وبجد حتى تتبع هذه السفينة العديد من السفن الأخرى، وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل وصول المساعدات إلى الفلسطينيين”.
ومن المعلوم أن الهجوم الإسرائيلي المستمر والحصار على غزة قد أديا إلى استشهاد أكثر من 31 ألف فلسطيني، بينهم 25 على الأقل قضوا بسبب المجاعة ومعظمهم من الأطفال، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
وجدير بالذكر أن الممر الذي يعمل على تدشينه “World Central Kitchen ” منفصل عن الخطة التي تعمل عليها الولايات المتحدة والقائمة على تكليف الجيش الأمريكي ببناء رصيف عائم يسمح بتسليم شحنات مساعدات أكبر إلى غزة والتي رجح البنتاغون أن يستغرق إتمامها زهاء شهرين.
ويقول World Central Kitchen أنه قدم بالفعل 35 مليون وجبة إلى غزة عن طريق البر ومن خلال عمليات الإنزال الجوي بمساعدة الأردن، وسيحتاج مشروع الممر البحري الأخير إلى موافقة إسرائيل التي تفرض حصاراً بحرياً على القطاع منذ عام 2007، عندما تولت حماس الحكم هناك.
يذكر أن الإمارات العربية المتحدة قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاقيات إبراهيم لعام 2020، وهي واحدة من آخر الدول العربية التي لا يزال السفير الإسرائيلي يزاول مهامه فيها بعد أن سحبت إسرائيل سفيريها في الأردن ومصر عقب اندلاع حرب غزة.