قال عمدة مدينة إسطنبول التركية أكرم إمام أوغلو أنه ينبغي اعتبار حركة حماس الفلسطينية منظمة إرهابية بسبب هجماتها على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وتناقض تصريحات السياسي التركي المعارض البارز بشدة موقف الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي تسامح مع وجود مسؤولي حماس على الأراضي التركية وشبه معركتهم بكفاح تركيا التاريخي من أجل الاستقلال.
وفي حديث لشبكة CNN يوم الأحد، قال إمام أوغلو: “حماس هجوماً في إسرائيل نأسف له بشدة، وفي نظرنا، أي منظمة تنفذ هذه الأعمال الإرهابية وتقتل الناس بشكل جماعي هي منظمة إرهابية”.
وكان إمام أوغلو، عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، قد حقق فوزً ساحقاً في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 آذار/مارس، وذلك عبر إعادة انتخابه رئيساً لبلدية إسطنبول كبرى مدن تركيا وهزيمة منافسه من حزب العدالة والتنمية الحاكم ووزير التحضر السابق مراد كوروم بنحو 12 نقطة.
يذكر أن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر كان قد أدى إلى مقتل 1140 شخصاً، بينهم نحو 70 مدنياً إسرائيلياً وعشرات الأجانب، كما تم فيه أسر زهاء 240 شخصاً ونقلهم إلى غزة، حيث جرى إطلاق سراح حوالي نصفهم منذ ذلك الحين في صفقة تبادل أسرى.
وردت دولة الاحتلال على الهجوم بعدوان متواصل على قطاع غزة المحاصر أدى حتى اليوم إلى استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وتشير التقارير إلى مقتل ما لا يقل عن 50 أسيراً إسرائيلياً في غارات الاحتلال على غزة في حين لا يزال 133 أسيراً في عداد المفقودين داخل القطاع.
ورغم اعتباره لحماس منظمة إرهابية، إلا أن أكرم إمام أوغلو لا يوافق على قمع الشعب الفلسطيني، حيث قال:” بشكل عام، الغرب لا يرى الصورة الشاملة لهذه القضية، فهو ينظر فقط إليها من منظور أحادي فقط”.
وتابع: “نحن نفسر هجوم حماس على أنه هجوم إرهابي، لكننا نقف أيضاً ضد القسوة التي تعاني منها النساء والأطفال الفلسطينيون الذين يقتلون هناك اليوم”.
ويتناقض موقف إمام أوغلو مع تصريحات الرئيس أردوغان الأخير، الذي ساوى بين حماس وقوى الثورة التركية التي ساعدت مصطفى كمال أتاتورك على هزيمة القوات المتحالفة الغازية في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وهي تصريحات لقيت انتقادات واسعة من مسؤولي حزب الشعب الجمهوري.
ويُنظر إلى إمام أوغلو على نطاق واسع على أنه مرشح الحزب الرئاسي لانتخابات عام 2028، وربما يتنافس ضد أردوغان نفسه.
ومنذ الانتخابات المحلية، شدد أردوغان خطابه ضد دولة الاحتلال، كما التقى بقادة حماس في إسطنبول بطريقة حظيت بتغطية إعلامية كبيرة وفرض عقوبات على التجارة مع إسرائيل، مما أدى إلى تقييد تصدير أكثر من 50 منتجاً تركياً إليها.
ويعتقد مسؤولو الحزب الحاكم، وكذلك أردوغان، أن سياسة الحكومة تجاه فلسطين، وعلى وجه التحديد استمرار التجارة مع إسرائيل، أثارت غضب العديد من المسلمين الأتراك المتدينين، الذين حولوا أصواتهم إلى الأحزاب المحافظة المنافسة خلال الانتخابات المحلية الشهر الماضي.