وفقاً لما نقلته عدة صحف أمريكية، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بتنفيذ غارات على الحدود مع لبنان، وذلك وسط أنباء عن غزو بري مرتقب للبنان.
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن القوات الإسرائيلية قد ركزت على جمع المعلومات الاستخبارية ودخلت أنفاق يديرها حزب الله على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، كما أكدت الصحيفة أن الغارات التي حدثت “في الآونة الأخيرة وكذلك خلال الأشهر الماضية” يمكن أن تكون بمثابة مقدمة لغزو بري.
أما صحيفة نيويورك تايمز، فقد نقلت عن 6 مسؤولين إسرائيليين، لم تذكر أسماءهم، أن الغارات الإسرائيلية ركزت على تحديد مواقع أنفاق حزب الله والبنية التحتية العسكرية وذلك في إطار الاستعداد لهجوم بري أو جوي، فبحسب مصدر للصحيفة، كان هناك زيادة في “الكثافة” في الأيام القليلة الماضية.
شنت إسرائيل غارة جوية ضخمة على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أيام، فيما اعتبرت أكبر ضربة على المدينة منذ حرب عام 2006
من جانبها، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مسؤول أمريكي أن إسرائيل قد أبلغت واشنطن بأنها تخطط “لعملية برية محدودة” في لبنان “قد تبدأ قريباً”، كما أكد المسؤول للصحيفة أن الحملة البرية ستكون أصغر من حرب إسرائيل على لبنان عام 2006، وسوف تركز على تطهير “البنية التحتية لحزب الله على طول الحدود لإزالة التهديد على الحدود الإسرائيلية”.
خلال اجتماع لرؤساء المجالس المحلية في شمال إسرائيل مؤخراً، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن “المرحلة التالية في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريباً”، كما نقل عنه قبل ذلك تأكيده لمجموعة من الجنود بأنهم على وشك تنفيذ هجمات “من الجو ومن البحر والبر”، وذلك بحجة “السماح للسكان النازحين في المنطقة الحدودية بالعودة بأمان إلى ديارهم”.
ويذكر أن ما لا يقل عن 65,000 شخص قد نزحوا من شمال إسرائيل منذ 7 أكتوبر عام 2023.
من جانبه، صرح رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، بأن أكثر من مليون لبناني قد نزحوا بالفعل بسبب حملة القصف الجوي الإسرائيلية، فيما حث وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اسرائيل على عدم غزو لبنان، وذلك خلال مؤتمر صحفي خلال زيارته للبنان قال فيه: “أحث إسرائيل على الامتناع عن أي توغل بري ووقف إطلاق النار. وأدعو حزب الله إلى فعل الشيء نفسه والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة”.
تراجع النفوذ الأمريكي على إسرائيل
وتأتي التقارير عن غزو إسرائيلي محتمل للبنان بعد عدة أسابيع من تصعيد إسرائيلي كبير، بدأ بهجوم إلكتروني في 17 سبتمبر واستهدف أجهزة البيجر التابعة لحزب الله، ثم فجرت إسرائيل آلاف أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل العشرات وجرح الآلاف.
“نحن مستعدون للاشتباك البري مع العدو إذا قرر الدخول” – نعيم قاسم- نائب زعيم حزب الله
بعد يومين، وفي 20 سبتمبر تحديداً، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية على منطقة جنوب بيروت المعروفة بالضاحية إلى مقتل 45 شخصاً، من بينهم اثنان من كبار القادة العسكريين في حزب الله ومسؤولين كبار آخرين، وفي 23 سبتمبر، بدأت إسرائيل شن غارات جوية واسعة النطاق على لبنان، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص بينهم عشرات النساء والأطفال.
تزامن مع كل ذلك طلب قائد الجيش الإسرائيلي من القوات الاستعداد لغزو بري محتمل للبنان، فيما أكد قائد القوات الجوية الإسرائيلية بأنه يستعد للمساعدة في مثل هذا السيناريو، حيث شنت إسرائيل غارة جوية ضخمة على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أيام، فيما اعتبرت أكبر ضربة على المدينة منذ حرب عام 2006.
أدت الغارة المذكورة إلى مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله إلى جانب عدد غير معروف من الأشخاص، مما دعا حزب الله إلى مواصلة وتصعيد العمليات ضد إسرائيل.
في تصريح لموقع ميدل إيست آي، أشار مصدر مقرب من الحزب بأنه على الرغم من مقتل العديد من قادة حزب الله على يد إسرائيل في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة، إلا أن الجماعة سوف تكون قادرة على إعادة تنظيم نفسها بسبب هيكلها اللامركزي الذي لا يرتبط بزعيم واحد، وفي تصريح متلفز، قال نائب زعيم حزب الله، نعيم قاسم: “نحن مستعدون للاشتباك البري مع العدو إذا قرر الدخول”.
من جهة أخرى، يبدو أن الجهود الأمريكية الرامية إلى تهدئة الاجواء وتقليص احتمالات حدوث حرب إقليمية أوسع نطاقاً قد انهارت، فقد عملت الولايات المتحدة وفرنسا معاً على تحقيق مقترح هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحزب الله، الأمر الذي رفضته إسرائيل.
يرى منتقدو البيت الأبيض أن الأخير قد فشل مراراً وتكراراً في تنفيذ خطابه حول محاولة تحقيق السلام على أرض الواقع، وهم يرون أن الولايات المتحدة قد تخلت عن نفوذها برفضها حجب الأسلحة عن إسرائيل لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.