ذكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن قوات الاحتلال داهمت منزلًا لموظفي المنظمة في دير البلح، وسط قطاع غزة، يوم الاثنين، واحتجزت الموظفين وأفراد عائلاتهم وأجبرتهم على النزوح سيرًا على الأقدام.
وأوضح غيبريسوس أن غارات الاحتلال الجوية أصابت المنزل ثلاث مرات، مما أدى إلى اندلاع حريق اجتاح المبنى، مضيفاً ان جنود الاحتلال “دخلوا المبنى، وأجبروا النساء والأطفال على الإخلاء سيرًا على الأقدام باتجاه المواصي وسط القتال المحتدم”.
وأفاد المسؤول الأممي أن الموظفين الذكور وأفراد عائلاتهم قُيّدوا بالأصفاد وجُرّدوا من ملابسهم وخضعوا للاستجواب والتفتيش تحت تهديد السلاح، مضيفًا أن اثنين من الموظفين واثنين من أفراد عائلاتهم احتُجزوا.
وأُفرجت قوات الاحتلال بعد ذلك عن ثلاثة من المحتجزين وأبقت واحداً رهن الاحتجاز، بينما تم إجلاء 32 من موظفي منظمة الصحة العالمية وأفراد عائلاتهم إلى مكاتب المنظمة القريبة.
كما استُهدف المستودع الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية، مما تسبب في انفجارات وحرائق ألحقت أضرارًا بالمنشأة، مما عرقل قدرة الوكالة على دعم المستشفيات المحلية وفرق الطوارئ.
وقصفت مدفعية الاحتلال دير البلح يوم الاثنين، بالتزامن مع توغل الجيش في الأجزاء الجنوبية والشرقية من المدينة.
وجاء التصعيد بعد ساعات من إصدار جيش الاحتلال أوامر إخلاء لمساحات واسعة من وسط غزة، وأمر حوالي 50 ألفًا و80 ألف شخص بالمغادرة فورًا.
واستهدف القصف مناطق مكتظة بالسكان، وأصاب منازل ومساجد، وأسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين على الأقل، وفقًا لمصادر طبية.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لوكالة فرانس برس: “تلقينا مكالمات من عدة عائلات محاصرة في منطقة البركة بدير البلح بسبب قصف الدبابات الإسرائيلية، وهناك عدد من الجرحى، لكن لا أحد يستطيع الوصول إلى المنطقة لإجلائهم”.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن الأمر الأخير يُبقي 87.8% من مساحة غزة تحت “أوامر إخلاء” أو ضمن المناطق العسكرية التي فرضتها قوات الاحتلال.
وأفاد تيدروس أن العديد من مباني منظمة الصحة العالمية قد تأثرت بالهجوم، مما أضعف قدرة الوكالة على العمل في غزة، حيث يواجه النظام الصحي المُنهك انهيارًا وشيكًا.
وقال تيدروس: “تدعو منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء بشكل عاجل إلى المساعدة في ضمان تدفق مستمر ومنتظم للإمدادات الطبية إلى غزة، فلم يعد وقف إطلاق النار ضروريًا فحسب، بل إنه أمرٌ واجب”.